……… .
سيدةٌ تقف هناك
تلبسُ ثوباً تفوحُ منه رائحة
الاعوام
تقف في الطريق الممتد
الى حيث ينتهي النظر
وتهدأ الحملقة في البعيد
تجمع الحكايات التي
مرَّ عليها خمسون عام
تنظر من كوة الأقدار
تصغي للضجيج المتسلل
عبر نافذة الانتماءات الضائعة
تجلس تتحدث
للراحلين قبل وصولهم منطقة
اللارجوع
تخبرهم مخاطر الوصول
لذلك الوادي
خلفه وحشة الجبل..
صراع الاقطاب
البحر…. الذي يلتهم الافاق
الامواج العاتية
ثم الرجل
الذي يرى نفسه أنه الإله
ويأكل اجساد الاطفال الصغار
صحراء الذات التي لا تنتهي
الشراب المميت المقدس
الذي ينبغي عليك رغما
ان تمارسه
السراب الذي يلف حركة
العطاشى…
يتبّسمون…
تتحدث أنهم سيذكرونها في يوم ما
قائلة لهم… انا خبيرة ذلك الطريق
. كانوا يضحكون
يمضون…. بغنائهم الشبابي ..
ويرقصون على انغام الريح
لأن حديثها الى حد بعيد
يشبه حديث المجانين
عن الحروب
وكعادة الذين يصغون
فيرحلون.. عبر الوادي
ستتلاشى سريعا..
هذه الكلمات من ذاكرتهم
التي تغلب عليها
… ..الطموحات….
الممتدة الى البعيد
لكنهم في يوم ما
حينما يتعبهم المسير
وتدميهم الاهداف المرتجلة
سيجلسون فرادى
…. في غياهب الترهل
حيث التلاشي….. والموت البطيىء
حينها سيذكرون…
تلك العجوز التي قالت
لهم اياكم والعبور
…………………… ..ذات يوم
سألها شاب… قال وهو يضحك
هل حدثك حينما ممرت هنا
قبل خمسين عام… .اي شخص
عن مخاطر الطريق
قالت بحزن… مع. دموع خفية
نعم كان عجوزا….
بومها كان يبكي وهو يتحدث
توسل بنا ان لا نذهب
كنّا مجاميع هائلة
مثلكم تماما
أتذكر ان احدهم
قال له دعنا ايها المجنون
حينما استبد بنا الضياع
وتلاقفتنا الهموم
تذكرنا كلماته..
ونحن نجلس في عتمة
الارادات المتصارعة
حتى أن الذي نعته بالجنون
بكى عليه كثيرا
وهو يلفظ اخر انفاسه
قال…… كم اتمنى ان تقبل
اقدام ذلك العجوز
فقال لها ذلك الشاب… وهو يضحك
اذا دعينا نمشي ايتها المجنونة.
سرعان ما نزلوا عبر المنحدر
ورجعت هي تراقب الطريق
مرة أخرى.
حسين كاظم الزاملي