مقال حسن عسيري في صحيفة الوطن بعنوان المرئي والمسموع "حواسنا الخمس"
"الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع" التي يرأسها المجتهد جدا رياض نجم، تمثل حواسنا الخمس كمجتمع.
فقد واجهت منذ أول يوم لصدور الأمر الملكي بإنشائها حروبا لا يتصورها أحد حتى من أقرب المؤمنين بأهمية دورها، ولكن من فيها أصروا على تحدي الصعاب والمواصلة رغم حملات إقطاعية طاحنة دارت لمنع الهيئة من القيام بمهماتها، ووجدت تلك الصعاب مراوغات عدة من مسؤولين تعمدوا تثبيط الانطلاق، وهذا انعكس سلبا على أشياء كثيرة، هذه الهيئة نريد لها الدعم الذي تستحقه وهو كبير، فهي المسؤول الأول عن أشياء كثيرة لعل من أهمها في رأيي أخلاقيات المحتوى مرئيا كان أو مسموعا، والذي يحتاج بالطبع إلى إطار قانوني أخلاقي بتشريعات وآليات حماية لأبنائنا وبناتنا.
أنا من نادي "المطالبة بالتنظيم" وإغلاق الثقوب السوداء التي تسرب إلينا محتوى لا يناسبنا.
مثلا، الصين تمنع دخول الأفلام غير الصينية إلا وفق "كوتة كمية" محددة العدد، وذلك خوفا على مواطنيها من تحولات ثقافية لا تنتمي إلى ثقافتهم.
بناء عليه، ليس منطقيا أن نستسلم ونقول "خلاص راحت علينا"، لا يمكن تنظيم الفضاء لأن العالم أصبح مفتوحا، فهذا غير صحيح، فلا بد من تشريعات وقواعد تعزز القيم المضافة في صناعة المحتوى من أجل أجيالنا.
بالنسبة إلي، أرى أن فكرة الفضاء المفتوح غير مؤثرة، ودليلي أن هناك أكثر من عشرة آلاف قناة على الأقمار العربية المختلفة وعلى الأقمار الأوروبية والروسية والتركية، ويمكن لأي إنسان أن يلتقطها من سطح بيته، ولكن ذلك لا يحدث لأننا نشاهد ما يلامس حياتنا ومحيطنا.
لذلك، لن تجد سعوديا يتابع قناة تشيلي أو الأرجنتين لأنها لا تتقاطع مع حياته. ما يعني أننا هنا نتحدث عن تشريعات أخلاقيه لمن يستهدف سوقنا التي يجب أن نحميها، كما أرى أن الهيئة من المناسب لها أيضا أن تلتفت في زحمة قوائم مشاغلها الطويلة التي تعمل عليها ليل نهار إلى أبعاد أخرى مهمة كتطوير العلاقة أكثر مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بشكل مباشر في صناعة الإنتاج مثل "جمعية المنتجين والموزعين السعوديين" نظرا لأنها الحاضن الأهم للمنتجين.
لذلك، عملية الحوار على طاولة واحدة ذات تأثير مركز في رصد ما يحدث في كواليس الصناعة قبل بناء أية تنظيمات أو اقتراح تشريعات، ولعل هذا يحقق مصلحة وطننا قبل كل شيء.
المصدر صحيفة الوطن
[URL="http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=26551[/URL]
رد مع اقتباس