النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

رحلة الى بغداد, صراع بين الابداع و المأساة ... !!!

الزوار من محركات البحث: 36 المشاهدات : 1121 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: May-2012
    الدولة: العراق / ذي قار
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 34 المواضيع: 12
    التقييم: 8
    مزاجي: غثبث
    أكلتي المفضلة: كص دجاج
    موبايلي: samsong wave2
    آخر نشاط: 25/February/2013

    رحلة الى بغداد, صراع بين الابداع و المأساة ... !!!

    أحمد عبد الكاظم العسكري //

    في أحدى الأيام توجهت مسافراً إلى العاصمة بغداد من مدينة الناصرية وهي تبعد 375 كيلو متر مسافةً و ثلاث ساعات و نصف وقتاً إذا سافرت على الطريق السريع ( الدولي ) .
    فاخترت سيارة نوع بهبهان لكون مقاعدها أوسع و أكثر راحة من السيارات الأخرى إضافة لأجرتها المناسبة, فوصلت لأحدى السيارات لأجد أنها تحتاج لراكب واحد و الكرسي وسط السيارة بين رجل كبير السن و شاب في بداية العشرينات من عمرهِ, فصليت على النبي و اله وركبت.
    تحركت بنا السيارة و إذ بالرجل المسن يسألني عن عمري, اجبت و في نفسي اتمتم "سيتعبنا بثرثرته و سرد بطولاته, و تحليلاته السياسية و كل ما يتفنن به كبار السن أيامنا" : 26 سنة (يا حجي ), قال مبتسم: انا عمك , عمري 55 سنة, اكبر منك بـ 29 سنة,استمر بحديثه
    -
    أكيد أنت مدرس, قالها وهو ينظر للكتاب الذي احتضنته يديّ (ديوان للمتنبي), اجبته رغبة في اختتام الحوار وتجنب اطالته : نعم مدرس,
    وانا لست بمدرس!
    لمحت في عينيه نظرة تملئها الفرحة و العمق, ردة فعله اثارت فضولي فوجهت وجهي اليه محدثاً :حجي أراك تشرد وتتأمل بعمق!
    اجابني: أخذني ديوان المتنبي الذي في يدك إلى أيام كنت طالب مدرسة في السبعينات, عندها كنت اتنافس والزملاء في حفظ هذه القصائد الرائعة للمتنبي و غيره من الشعراء الكبار و بدأ يعددهم لي و أخذتني المتعة للأستماع واكتشاف الفترة الذهبية في العراق للأدب الحديث وبلسان حاضرها, وأنا من عشاق ذاك العهد,
    استمر قائلاً اننا كنا نقاتل من اجل التعلم, الدراسة كانت فرصة ثمينة بالنسبة الينا, كنا نعمل في الزراعة مع أهلنا و نهرب من تعب الزرع والسقي والحصاد لكي نذهب للمدرسة, ونعاقب من اهلنا لهروبنا, نعاقب ونكرر الكرة, حباً في التعلم, لأنه يجعلنا متنورين و اصحاب معرفة اما اليوم فباتت الدراسة في متناول الناس و يمكن الحصول عليها بسهولة, اتذكر امر اخر, ايام المكتبة العامة, حيث كنا نستمر بالقراءة لفترات طويلة بدون ان نشعر بمرور الوقت, متلذذين بما نقرأه, فيطلب استاذنا ملخص عما قرأناه رغبة في انعاش فكرنا وتقوية اسلوب الكتابة لكل منا, و صقل ثقافتنا ومعرفتنا الأدبية و الفنية.
    فكنت ازداد متعة كلما تكلم عن تلك الأيام و ازداد تشويقاً لمعرفة الاكثر عن الجيل المثقف مقارنته بجيلي, ثم ابتسم ابتسامة مشرقة مع نظرة غامضة .....
    و قال أنني أتذكر احترامنا و حبنا و خوفنا معاً من الأستاذ فكان عند دخوله إلى الصف لا ننطق بكلمة و إذا صادفناه في شارع نهرب إلى الشارع الآخر خوفاً وخجلاً منه.
    و في هذه الأثناء اصدر الشاب صوت قهقهة خفيفة, فأدرت وجهي بانفعال نحوه وقلت له ( أخي عيب هذا الضحك اكو ناس كبار تتكلم من الأدب أن ما تتصرف مثل هذه التصرفات) فرد علي قائلاً أنا أسمعكم تتكلمون من بدية طريقنا من الناصرية عن هذه الأيام الغابرة و قال بأستهزاء( هاااي ايام اكل عليها الدهر و شرب انتم شتسولفون ) ؟؟؟؟ !!
    و إذ بالرجل الكبير يرد عليه بوجه مزدحم وبصوت رزين : كيف انتهت, أيام التعليم يا ولدي لا ينتهي, بل يستمر إلى آخر أيام حياة الإنسان؟ و وتنبعث من وجهه علامات استفهام و تعجب .
    بادر الشاب قائلاً : جدي شغلة المكتبات و الناس تروح تقرأ فيها صارت قديمة.
    والرجل المسكين كلما سمع الشاب ازداد تعجبه واستغرابه, يستمر الشاب: أننا لا نحتاج الذهاب إلى المكتبة لأننا لا نحتاج إلى القراءة و التعب فعندما يطلب منا موضوع كبحث كل ما نحتاجه هو بحث في الانترنت لثلاث دقائق و ترتيب في الورد لدقيقة و طباعة 5 ثواني و من ثم يسلم إلى الأستاذ مباشرةً بدون تعب و أما عن النجاح فأيام زمان كان السهر و التعب و القراءة هسة بيوم الامتحان نبرشم(1) المادة و ندخل نمتحن و ننجح , و أما عن الأساتذة فهم أصدقائنا و أصدقاء رائعين جداً يعني تبادل مسجات و شعر !!!!
    وان كل طالب منا قد اضاف لجيوبهم حفنة من مئات الآلاف , وايضاً بعضنا ممنن ارتاد المدارس الاهلية يقومون برمي الاوراق و قشور الكرزات على الأستاذ أثناء المحاضرة و هو لا يرد او يدافع عن مكانته خوفاً من ان يطرد ويفصل من وظيفته,, انت الان تخبرني انك كنت تهرب من استاذك عندما تراه في شارع ما, اما نحن, ناجحين, اي ناجحين لآن الي يدخل دورة عند مدرس المادة ينجح مية بالمية ماكو شيء ما ينحل بالفلوس (( حجي هذا حال المجتمع)) .و اثناء كلام الشاب احسست بنفسي علامة فاصلة بين القديم من الادب والجيل الحديث, اتمرجح بين ماضي و حاضر, الشاب ضد الرجل, مقارنة غير طبيعية,
    استدرت لجهة الرجل بعد انتهاء الشاب, و إذ بي اتفاجئ بسقوط دمعة من عينه و الحسرة و الالم هي علامات واضحة على ملامح الحجي, اخذ نفساً عميقاً وهو يطلق لسانه: مو انتو متوفر الكم كل شيء ليش تسمحون ان يصير بيكم هذا الحال عندكم الانترنت و عدكم الموبايل و كلش صار اسهل و هذا ما جان عندنا و كنا متفوقين!!!
    بادره الشاب: حجي الانترنت مثل ما كتلك نستخدمه بوقت الحاجة للبحوث و اما في باقي الوقت نفتح فيسبوك و نقضي وقتنا بالكروبات دردشة , و اما الموبايل فمخلينها نكلم بية الكبل)اندهش الرجل: الكبل !؟
    -
    اي, اي حجي الكبل, الحب مالتي ما مار عليك هذا المصطلح حجي ...
    سكت الرجل لبرهة ثم اضاف : هذا البلد اله الله سبحانة و تعالى اذا ابنائة و امل مستقبلة على هاي الشاكلة و التعليم وصلت لهاي المرحلة المتدنية و الي ما تسر لا عدو و لا صديق الله يساعدنا , و اذا بالسائق يقاطع الكلام قائلاً ( اخوان لمو الكروة رحم الله والديكم وصلنا ترى سوالف الدراسة ما توكل خبز )ها قد وصلنا!
    كأني نسيت ما جئت ... لأجل, خلال حلقة نقاش فاصلة بين مقعد الماضي المبدع و الحاضر الضائع,
    هنا تيقنت ان الغيارى لازالوا يحيطونا وان كنا نجهل وجودهم .

  2. #2
    من أهل الدار
    قائد الاحزان
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,733 المواضيع: 1,552
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6876
    مزاجي: متفائل رغم قساوة الحياة
    المهنة: lawyer
    أكلتي المفضلة: دولمه وسبانغ
    موبايلي: htc_ one
    آخر نشاط: 13/May/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محامي الحب
    مقالات المدونة: 19
    مشكله في الواقع المعاصر بأننا دائما مانبكي على ماضينا الجميل
    وننسى حاضرنا فنقضي أعمارنا نندب الحظم لما فات ..
    فنبقى نرواح فيما بيينا ..
    فترة السبعينات فترة العصر الذهبي للعراقيين كمايحلو تسميتها
    خلت من الحروب والازمات لم نشهدها لكننا الى اليوم كنا نحلم
    بالتمتع بها .. لكن ياعزيزي الى متى تنبقى نسرد القصص من
    كبارنا عنها ..؟؟
    بنتظار جديدك

  3. #3
    رحمه الله
    تاريخ التسجيل: March-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,245 المواضيع: 141
    التقييم: 1119
    مزاجي: حسب مايخبي لنا القدر
    أكلتي المفضلة: البيض والفلفل الحار
    موبايلي: سامسونج P5722
    آخر نشاط: 3/November/2012
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حازم العامري

  4. #4
    الى محامي الحب : تحياتي لك لكننا لا نندب حضنا لكني وضعت مقارنه ما بين ما كان و ما آل الية وضعنا الأن و المشكلة نحن في الحاضر و ( مغلسين ) على ما هو موجود في مجتمعنا من اخطاء و الأمام علي علية السلام : قال ليس الفتى من قال كان ابي بل الفتى من قال ها انا ذا .
    و مقالتي ما هي الا انتقاد لواقعنا عسى ان يقرأها احد و يستفاد منها في حياته تحياتي لك و شكراً على مرورك الاروع

  5. #5
    حازم العامري تحية ملئها الورود اليك و شكراً على تعليقك تحياتي

  6. #6
    صديق مؤسس
    UniQuE
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد و الشعراء و الصور .
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,920 المواضيع: 1,267
    صوتيات: 37 سوالف عراقية: 16
    التقييم: 13195
    مزاجي: لا يوصف
    موبايلي: +Galaxy S20
    مقالات المدونة: 102
    المشكلة ليست مشكلة بلد ...المشكلة حضارية ..كل العرب صاروا هكذا ...هل تدري لماذا ؟..ربما لن يعجبك رأيي..ولن يعجب الكثيرين ...العرب كأمة مروا بفترات من الاحتلال في القرون الماضية ..احتلال دول مجاورة كالعثمانيين او الفرس او حتى ابعد بقليل كالمغول ... نتجت عنها اجيال متخلفة ...من برأيك اعاد لهم النور و العلم بداية القرن الماضي ؟...انها دول الغرب باحتلالها ...الذي مازلنا نلعنه ..افتتحت الجامعات و جاء الاساتذة ..و افتتحت المدارس ...و لو استمرت الملكية و العلاقة الطيبة بالغرب لكان شأننا اليوم بين ارفع الامم ...لكن الثورات الغبية دمرتنا ...و الدكتاتورية والحروب انهتنا ...ابناؤنا مثال للذكاء والمثابرة ...ولك ان تسأل اي طبيب ...درس في الخارج سيقول لك ان ابناءنا المبتعثين كانوا هم الاوائل ....كل شئ انتهى ولن يعود الى سابق عهده ما دامت كذبة و خرافة صراع الحضارة بين الشرق و الغرب التي يغذيها المتطرفون من الجانبين تسكن في العقول ..سنظل نتقاعس عن كل ما هو مفيد و نوظف الحضارة في مجالات بائسة ..ليظل المحمول للحوار مع الكبل و اللابتوب للفيس بوك ...

    شكرا لك ..رغم ان الحديث ذو شجون ..

  7. #7
    الى فيري تجي ( لمسة الجنية ) انا اتفق معكي 100% في ان الاحتلالات المتعاقبة جعلت من الانسان العربي انسان متعب مرهق لا يجبد القراءة بل الاستماع فقط لكن اين هو النور الذي تقولين عنه و الذي جلبته الدول الغربية لنا .
    انا كشاب عراقي كل الي اشوفة هو ظلام تدسة هذه الدول في عقول شبابنا في كل الدول العربية لم تعيد النور بل زادت الظلام ظلمة فوقها و جعلت من الناس طريق لحياتها هذا رأيي احتمال خطأ و احتمال صحيح .

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال