العراق - IRAQ
العراق هو إحدى الدول العربية الواقعة في المشرق العربي، ويشكل منفرداً الجزء الشرقي للبيئة الجغرافية والتاريخية المسمى الهلال الخصيب، ويقع في جنوب غرب القارة الآسيوية. ويقع إلى الشمال من الكويت والمملكة العربية السعودية، وإلى الجنوب من تركيا، والشرق من سورية و الأردن، وإلى الغرب من إيران. وهناك آراء مختلفة عن أصل كلمة العراق حيث يرجح بعض المستشرقين أن مصدرها هي مدينة أورك السومرية القديمة والتي تسمى الآن بالوركاء وقد ذكرت مدينة أورك في ملحمة گلگامش حيث قام گلگامش ببناء سور حول المدينة ومعبد للآلهة عشتار، ويرى البعض الأخر أن عراق مصدرها العروق نسبة إلى النهرين دجلة والفرات اللذين ولأهميتيهما شبهتا بالعرق أو الوريد ويرى البعض الآخر أنها سميت بالعراق نسبة إلى عروق أشجار النخيل التي تتواجد بكثرة في جنوب ووسط العراق بينما يرى الآخرون أن أصل التسمية هي عراقة المنطقة الموغلة بالقدم.
بغض النظر عن أصل كلمة العراق فإن معظم المنطقة التي تسمى بالعراق حاليا كانت تسمى ببلاد ما بين النهرين ( بيت نهرين Beth-Nahrain بالآرامية و ميزوبوتاميا Mesopotamia أو Μεσοποταμία باليونانية) التي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات بما في ضمنها أراضي تقع الآن في سوريا وتركيا ويعتبر العراق من قبل البعض "مهد الحضارات" علما أن هذه التسمية يطلقها البعض على منشأ حضارات أخرى على ضفاف أنهار النيل والسند وهوانغ هي.
للعراق أكثر من ميناء بحري على الخليج العربي أهمها ميناء ام قصر. لذلك يعتبر العراق أحياناً أحد دول الخليج العربي لكنه ليس عضواً في مجلس التعاون الخليجي حيث يبلغ طول الساحل البحري للعراق أكثر من 20 كيلومتر. يمر نهرا دجلة والفرات في البلاد من شماله إلى جنوبه، واللذان كانا أساس نشأة حضارات مابين النهرين التي قامت في العراق على مر التاريخ حيث نشأت على أرض العراق وعلى امتداد 7000 سنة مجموعة من الحضارات على يد السومريين والأكاديين والبابليين والأشوريين والعباسيين وأنبعثت من هذه الحضارات بدايات الكتابة وعلوم الرياضيات والشرائع في تاريخ الإنسان.
التاريخ القديم لبلاد الرافدين
كانت الحاجة للدفاع والري من الدوافع التي ساعدت على تشكيل الحضارة الأولى في بلاد الرافدين على يد سكان مابين النهرين القدماء فقاموا بتسوير مدنهم ومد القنوات. بعد سنة 6000 ق.م. ظهرت المستوطنات التي أصبحت مدناً في الألفية الرابعة ق.م . وأقدم هذه المستوطنات البشرية هناك إيريدو وأوروك (وركاء) في الجنوب حيث أقيم بها معابد من الطوب الطيني وكانت مزينة بمشغولات معدنية وأحجار وأخترعت بها الكتابة المسمارية. وكان السومريون مسؤولون عن الثقافة الأولى هناك من ثم إنتشرت شمالاً لأعالي الفرات وأهم المدن السومرية التي نشأت وقتها إيزين وكيش ولارسا وأور وأداب. وفي سنة 2350 ق.م. أستولى الأكاديون، وهم من أقدم الاقوام السامية الآرامية التي استقرت في الرافدين حوالي 3500 ق.م ، وفدوا على شكل قبائل رحل بدو من الجزيرة العربية إلى العراق. عاش الأكاديون منذ القدم في الجزيرة العربية ثم هاجروا شمالا إلى العراق وعاشوا مع السومريين. وآلت اليــهم السلطــة في نحو (2350 ق.م) بقيادة زعيمهم سرجون العظيم واستطاع سرجون العظيم احتلال بلاد سومر وفرض سيادته على جميع مدن العراق وجعل مدينة أكد عاصمته. ثم بسط نفوذه على بلاد بابل وشمال بلاد مابين النهرين وعيلام وسوريا وفلسطين وأجزاء من الأناضول وامتد إلى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة. وبذلك أسس أول امبراطورية معروفة في التاريخ بعد الطوفان. وشهد عصرهم في العراق انتعاشاً اقتصادياً كبيراً بسبب توسع العلاقات التجاريـة خاصة مع منطقة الخليج العربي. كما انتظمت طرق القوافل وكان أهمها طريق مدينة أكاد العاصمة بوسط العراق الذي يصلها بمناجم النحاس في بلاد الأناضول، وكان النحاس له أهميته في صناعة الأدوات والمعدات الحربية، وحلت اللغة الأكادية محل السومرية. وظل حكم الأكاديين حتى أسقطه الجوتيون عام 2218 ق.م. وهم قبائل من التلال الشرقية. وبعد فترة ظهر العهد الثالث لمدينة أور وحكم معظم بلاد مابين النهرين.
ثم جاء العيلاميون ودمروا أور سنة 2000 ق.م. وسيطروا على معظم المدن القديمة ولم يطوروا شيئاً حتى جاء حمورابي من بابل ووحد الدولة لعدة سنوات قليلة في أواخر حكمه. لكن أسرة عمورية تولت السلطة في آشور بالشمال. وتمكن الحثيون القادمون من تركيا من إسقاط دولة البابليين ليعقبهم فورا الكوشيون لمدة أربعة قرون. وبعدها إستولى عليها الميتانيون ( شعب لاسامي يطلق عليهم غالبا اسم حوريون أو الحوريانيون ) القادمون من القوقاز وظلوا ببلاد مابين النهرين لعدة قرون. لكنهم بعد سنة 1700 ق.م. أنتشروا بأعداد كبيرة عبر الشمال في كل الأناضول. وظهرت دولة آشور في شمال بلاد مابين النهرين وهزم الآشوريون الميتانيين واستولوا علي مدينة بابل عام 1225 ق.م. ووصلوا البحر الأبيض عام 1100 ق.م.
العهد الجمهوري
وبعد الإطاحة بالنظام الملكي في عام 1958م، تحول العراق إلى النظام الجمهوري، ومن ثم شهدت البلاد عددا من الانقلابات العسكرية آخرها الانقلاب الذي جاء بحزب البعث العربي الإشتراكي إلى الحكم في 17 يوليو/ تموز 1968م.
ويعد العراق بلداً غنياً بثروته النفطية، وعندما أصبح صدام حسين رئيساً عام 1979م، بحلوله محل الرئيس السابق أحمد حسن البكر، وكان النفط يشكل 95 من المائة من موارد البلاد بالعملة الصعبة. إلاّ أن حربه مع إيران وحرب الخليج التي أعقبت غزو الكويت عام 1990م، ومن ثم العقوبات الدولية التي تلتها أستنزفت قدراته المادية وأثرت تأثيراً سلبياً بالغاً على الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
المحافظات
1-بغداد
2-صلاح الدين
3-ديالى
4-واسط
5-ميسان
6-البصرة
7-ذي قار
8-المثنى
9-القادسية
10-بابل
11-كربلاء
12-النجف
13-الأنبار
14-نينوى
15-دهوك
16-اربيل
17-كركوك
18-السليمانية
العتبات المقدسه
النجف الاشرف مرقد الامام علي عليه السلام الروضة الحيدرية من الجو العتبة الحسينية مرقد الامام الحسين عليه السلام العتبة العباسية مرقد العباس عليه السلام الممرات التحتية لمرقد ابي الفضل العباس عليه السلام كربلاء من الجو العتبة الكاظمية صورة قديمة لمدينة الكاظمية الكاظمية عام 1954 مراقد اهل البيت عليهم السلام في سامراء صورة قديمة للروضة العسكرية اعادة اعمار الروضة العسكرية الامامين العسكريين من الجو
السكان
بلغ عدد سكان العراق ما يقارب 27مليون نسمة، حوالي 40% منهم تحت عمر 15 سنة. ويسكن معظمهم في وسط البلاد. أكبر مدن العراق هي بغداد (6 مليون) ثم البصرة ثم الموصل. يتحدث العربية حوالي 80% من العراقيين. والدستور يقر العربية والكردية لغتان رسميتان. كما أن الإنجليزية هي اللغة الأجنبية الأكثر إنتشارا. اللغة التركمانية هي اللغة الثالثة أكثر رواجا في العراق. والآرامية الشرقية مستخدمة أيضا من قبل السكان الآشوريين. يتميز العراق مثل باقي دول المشرق العربي بتنوع عرقي وطائفي ويشكل العرب الغالبية العظمى فيه (70 - 80%) يليهم كأكبر مجموعة عرقية الأكراد الذين كانوا يشكلون بعد الحرب العالمية الثانية نحو 19% من مجموع السكان، يضاف لهم مجموعات صغيرة من التركمان إضافة للمسحيين : الآشوريين والكلدانيين والأرمن. يذكر أن اليهود في العراق كانوا يشكلون نحو 2.6% بعد الحرب العالمية الثانية لكن هجرتهم المتزايدة والقسرية أحيانا بعد حرب 1948 قلص عددهم إلى قريب الصفر. أما عن الطوائف والديانات فينقسم العرب المسلمون ما بين شيعة وسنة أما الأكراد فغالبيتهم من اتباع المذهب السني إضافة لحوالي 3.1% من المسيحيين (شهدت أعدادهم تناقص كبير بعد أزمات العراق الأخيرة نتيجة الهجرة) وأخيرا اليـــزيدية والشـــبك والصابـــئة الـــمندائيين كأقلية لا تزيد عن 1%.
الاقتصاد
الزراعة
نظرا لغناء أرض العراق بالمياه، فإن قطاع الزراعة يشكل جزء مهم في الاقتصاد العراقي. أهم المنتجات هي البذور، الحبوب، التمور، الخضروات و الفاكهة. تتركز المناطق الزراعية حول الأنهر الرئيسية في البلاد.
آثار العراق
اشور
آشور هي المدينة-الدولة التي أصبحت عاصمة المملكة الآشورية القديمة، اسمها القديم (بال تـِل) وشكلت مع نينوى و أربيل المنطقة النواة للمماك الآشورية المتعاقبة. كانت تقع علي بعد 60 ميل جنوب مدينة الموصل حاليا بشمال العراق على ضفاف نهر الدجلة واندثرت المدينة عام 612ق.م. وكانت العاصمة للمملكة الآشورية في شمال وادي الرافدين سنة 2500 ق.م. إلا أن الملك آشور ناصربال الثاني (883-859 ق.م.) قام بنقل العاصمة شمالا إلى مدينةكالح ( نمرود حاليا). بعدما سقطت الإمبراطورية الآشورية عام 612ق.م. ودمرت مدنها الكبيرة .
اور
اور هو موقع أثري لمدينة سومرية بتل المقير جنوب العراق . وكانت عاصمة للسومريين عام 2100ق.م. .وكانت بيضاوية الشكل وكانت تقع على نهر الفرات الا انها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى الأف السنين الماضية,تقع أور على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوب العراق و على بعد بعد 100 ميل شمالي البصرة . ولد بها الخليل إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000ق.م.ونزلت عليه فيها الرسالة الحنفية . واشتهرت المدينة بالزقورات وهي عبارة عن أبراج بابلية مازالت أطلالها فوق التل.. وكان بها 16 مقبرة ملكية شيدت من الطوب اللبن . وكان بكل مقبرة بئر . وكان الملك الميت يدفن معه جواريه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته . وكان للمقبرة قبة .
اوروك
أوروك أو أورك أو أرك هي مدينة سومرية تبعد عن مدينة اور 35 ميل. وتسمي في العراق وركاء. ظهرت بها حضارة ماقبل التاريخ حيث كان يصنع بها الفخار الغير ملون علي الدولاب (عجلة الفخار). كما صنعت الأوعية المعدنية. إخترعت بها الكتابة المسمارية وكانت عبارة عن صور بسيطة للأشياء علي ألواح طينية وكانت تحرق. أتبع فيها الخط المسماري.
كان خامس ملوكها گلگامش وكانت موئلا لعبادة الإله أتو حيث لعبت دورا هاما في ملحمة گلگامش. وكان بها معبد (أي أنا) الأبيض وكان عبارة عن مصطبة. واشتهرت بالأختام الغائرة. وكانت المدينة عاصمة لإقليم بابل السفلي. إلا أنها فقدت أهميتها بعد ظهور دولة أور. وبها بقايا زيقورا
اريدو
أريدو هي مدينة تاريخية في العراق تبعد 7 اميال عن جنوب غرب مدينة أور. هناك اعتقاد سائد من قبل علماء الأثار ان اريدو كانت من اوائل مدن السومريين وربما يرجع تاريخ بناءها إلى 5000 سنة قبل الميلاد. قام خبراء علم الآثار باجراء حفريات في الأربعينيات للتنقيب عن المدينة القديمة.
كانت اريدو عند السومريين بمثابة مركز للاله ئينكي والذي عرف فيما بعد عند البابليين باسم ئيا الذي كان اله الماء وحسب الأساطير السومرية كانت مملكة الاله ئينكي المياه التي تحيط بيابسة الكون. استنادا على الأساطير البابلية فان الاله مردوخ هو الذي بنى مدينة اريدو.
يعتقد بعض المتخصين في علم الآثار ان اريدو كانت موقع برج بابل الشهير وليست مدينة بابل وذلك للسببين التاليين :
الزيقورات في اريدو أكبر حجما بكثير من الزيقورات في المناطق الأخرى في العراق وتطابق هذه الزيقورات الضخمة وصف برج بابل الذي لم يتم تكملته حسب العهد القديم من الكتاب المقدس.
تسمية اريدو باللغة السومرية تعني المكان الضخم
ايوان كسرى
إيوان كسرى أو طاق كسرى كما يعرف محلياً, هو الأثر الباقي من أحد قصور كسرى آنوشروان، يقع جنوب مدينة بغداد في موقع مدينة قطسيفون الذي يقع في منطقة المدائن قرب مدينة الكوت وتعرف محليا ولدى العامة ب (سلمان باك) على أسم الصحابي الشهير سلمان الفارسي المدفون هناك.
هذا الأثر يمثل أكبر قاعة لإيوان كسرى مسقوفة بالأجر على شكل عقد دون استخدام دعامات أو تسليح ما، يسمى محليا ولدى العامة بـ (طاق أو طاك كسرى).
و يشيع بين بعض المسلمين أنه عند ولادة الرسول محمد انطفأت نار الفرس المجوس التي كانت موقدة دوما في الإيوان منذ آلاف السنين وانشق حائطه.
آثار الإيوان المغطى لازال محتفظا بأبهته وكذلك الحائط المشقوق وتقوم دائرة الآثار في العراق بصيانة البناء والعناية به.
الحيرة
اشتهرت الحيرة بفنونها وصناعاتها مثل الغزل والدبغ وكانت مدينة الغناء حيث كانت مشهورة بالدف والعود والمزمار, ويذكر أن بعض ملوك فارس درسوا في الحيرة مثل بهرام الخامس الذي تعلم الأدب والفن والفولكلور والفروسية في الحيرة.
قصور الحيرة
القصر الأبيض
قصر بن بليلة
قصر العدسيين الكلبيين
قصر الزوراء
قصر بني مازن
قصر الخورنق
قصر سنداد
قصر العذيب
قصر مقاتل
قصر الصنبر
قصر السدير
وينسب إليهم أيضا قصر "الأقيصر" في العراق قرب كربلاء.
الأديرة
دير اللج
دير الحريق
دير مارت مريم
دير العذارى
دير هند الكبرى
دير هند الصغرى
دير الجماجم
دير عبد المسيح
دير ابن براق
دير بني مرينا
دير حنة
دير الجرعة
دير مزعوق
دير الأسكون
دير النقيرة
الملوية
المأذنه الملوية تعتبر واحدة من الآثار العراقية القديمة وقد كانت في الأصل ماذنة المسجد الجامع الذي اسسه المتوكل عام 237 هـ في الجهه الغربيه لمدينة سامراء وأعتبرت في حينها من أكبر المساجد في العالم الاسلامي ، الماذنة الملوية تقع على بعد27.25 متر من الحائط الشمالي وهو من خمس طبقات تتناقص سعتها بالارتفاع ، الدرج سعته 2 متر وهو بعكس عقارب الساعة وعدد درجاته تبلغ 399 درجة والارتفاع الكلي للماذنة يبلغ 50 مترا . في اعلى القمة طبقة يسميها اهل سامراء بالجاون وهذا كان يرتقيه المؤذن العباسي ويرفع به الاذان .
الملوية
برج بابل
برج بابل ، بناء يعتقد انه بني في مدينة بابل في بلاد مابين النهرين (العراق حاليا), ورد ذكر البرج في الأصحاح الحادي عشر من سفر التكوين
جامع النبي دانيال
جامع النبي دانيال عبارة عن مسجد شيد علي قبر يعتقد البعض انها تضم رفات النبي دانيال. يقع المسجد ضمن قلعة كركوك في مدينة كركوك في العراق. كان الجامع بالاصل احد المعابد اليهودية ثم تحولت إلى كنيسة مسيحية ليبنى عليها فبما بعد المسجد.
يحتوي المسجد على قبتين و ثلاث منارات بالاضافة إلى اقواس واعمدة يرجع طراز بناءها إلى عهد المغول. يبلغ مساحة المسجد 400 متر مربع و يحتوي على اربعة اضرحة يعتقد انها تعود إلى دانيال و حنا و عزرا و ميخائيل.
نتيجة للاحترام الكبير و المحبة الفائقة الذي كان يكنها اهل كركوك للمسيحيين و اليهود ولشخص النبي دانيال قام اهل كركوك القدماء بدفن موتاهم بجانب مسجد النبي دانيال حيث تعتبر المقبرة الموجدة بجانب المسجد من اقدم المقابر في مدينة كركوك.
جامع براثا
براثا هو جامع إسلامي كان ديرا نصرانيا في الماضي وبه مقبرة يقع في بغداد جانب الكرخ في منطقة العطيفية حاليا في بداية الطريق بين بغداد ومدينة الكاظمية. تبعد براثا حوالي 10 كم عن مركز المدينة.
براثا أصلا هو اسم باني الدير ومعنى براثا بالسريانية (ابن العجائب) وفي اللغة العربية تعني (الأرض الرخوة الحمراء).
تضم منطقة براثا في الوقت الحاضر مسجداً كبيراً في أعلاه مئذنتان بنيتا سنة 1375 هـ ومكتبة قديمة وحرم للصلاة مع صحن واسع وبئر (يدعى ببئر علي بن أبي طالب) ومقبرة قديمة.
يتناقل المؤرخون بأن لهذا الموقع أهمية تاريخية خاصة أنه يقال أنه قد زاره العديد من الأنبياء والصالحين ومنهم إبراهيم الخليل والنبي دانيال ذو الكفل كما زاره الخليفة الراشد الإمام علي (عليه السلام)عندما عاد من قتال الخوارج في معركة النهروان، وحصل تحاور بين الراهب المسؤول عن الدير ويسمى حباب كانت نتيجته إشهار الراهب إسلامه وتحويل الدير إلى مسجد.
قصر الخورنق
الخورنق هو قصر كان في نواحي العراق يعتقد انه كان موجودا قرب ما يسمى حاليا ناحية أبوصخير جنوب العراق ، بناه النعمان بن امرؤ القيس في القرن الرابع الميلادي، وقد ورد الحديث عنه في أحاديث العرب وأشعارهم اضافة إلى قصر السدير الذي بناه اللخميين"المناذرة" ايضا ،كما يقال أنه شهد احد اهم المؤتمرات في التاريخ العربي قبل الاسلام «مؤتمر الخورنق» ففي هذا «المؤتمر» حاول الملك اللخمي توحيد كلمة العرب، للحد من نفوذ الدولة الساسانية. كما وترتبط حكاية الخورنق بحكاية بنّائه سنمار وهو مهندس من الروم، فكان القصر بناءا عظيما ولزم لبناءه ستون عاما، كان فيها سنمار يعمل عامين أو ثلاث ويغيب خمس، فلما انتهى بناء القصر قال لبانيه: أن هناك في القصر آجرة لو زالت لسقط القصر كله، وأنه لا يعلم مكانها غيره، فما كان من صاحب القصر إلا أن ألقاه من أعلى القصر، كي لا يخبر أحدا عن تلك الآجرة، فضرب فيه المثل "جزاء سنمار". وقد صمد القصر لأكثر من ثمان مئة عام، فجاء وصفه في رحلات ابن بطوطة. وجدير بالذكر ان أولى بعثات التنقيب التي حاولت العثور على انقاض هذا القصر كانت برئاسة رايت انكد من جامعة أوكسفورد البريطانية عام 1931.ثم لحقتها وعام 1938 بعثة عراقية برئاسة الاستاذ طه باقر حيث كشفت عن سور من (اللبن) عرضه 110 أمتار، يحيط به ابراج مدورة ومربعة، رجحت البعثة انه حصن لبناية كبيرة.. وساد الظن آنذاك ان الحصن يعود إلى أحد القصرين السدير أو الخورنق.
قلعة جرمو
قلعة جرمو هي منطقة اثرية واقعة في شمال العراق في اسفل جبال زاكروس شرقي مدينة كركوك. يعتبر جرمو من اقدم التجمعات الزراعية في العالم يرجع تاريخ الأستيطان فيها إلى 700 سنة قبل الميلاد، كما تعتبر جرمو من اقدم قرى العصر الحجري الحديث الذي تم التنقيب عنها.
اكتشف موقع جرمو لاول مرة في اربعينيات القرن المن*** من قبل دائرة الاثار العراقية التي اوكلت عملية التنقبب إلى مؤسسة الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو التي ارسلت طاقما من خبراءها و على راسهم روبرت برايدوود Robert Braidwood .
استنادا إلى كتابات برايدوود كانت جرمو تحوي على 100 - 150 شخص كانوا يغيشون 20 بيتا مصنوعا من الطين حيث مارس سكان جرمو الزراعة بطرق بدائية و كانوا يربون الحيوانات الداجنة
قلعة كركوك
قلعة كركوك تقع في مركز مدينة كركوك في العراق وتعتبر من اقدم اجزاء المدينة. يرجح بعض المؤرخين بان الكوتيين هم الذين انشاوا القلعة و بالأستناد على رقيمات قديمة يمكن القول بان هذا المستوطن العالي المسمى الآن بقلعة كركوك كان يشتهر منذ اواسط الألف الثاني قبل الميلاد باسم ديمتو كرخي شيلواخو (قلعة مدينة بني شيلوا) التي تجسد باسم حاكمها الحوري القديم الملك شيلوا تيشوب. يعتقد مؤرخون اخرون ان القلعة بنيت في عهد الملك الاشوري اشورناصربال الثاني بين عامي 850 و 884 قبل الميلاد حيث اتخذه الملك كخط دفاعي و احد مراكز جيوشه. الملك سلوخ من بعده بنى حائطا دفاعيا قويا حول القلعة و شيد 72 برجا حول شوارعها الاثنان و الثلاثون و مدخليها. قام القائد المنغولي تيمورلنك بزيارة القلعة عام 1393 اثناء حملاته العسكرية.
بنيت قلعة كركوك في الاصل على تل مدور ذي اربع زوايا يرتفع عن السهول المحيطة به بحوالي 120 قدما ويشرف على وادي نهر صغير ذي مياه قليلة يفيض عادة في الفصول الماطرة ويعرف بنهر الخاصة وعلى ما يظهر فان هذه القلعة كانت مسورة في العصور القديمة و كان لها اربعة ابواب سماها العثمانيون بالباب الرئيسي ذي المدرجات و باب الطوب و باب البنات السبع و باب الحلوجية. اشهر المجمعات السكنية في قلعة كركوك كانت تقع في قسمه الغربي الذي اشتهر بمحلة حمام حيث شاطر فيها المسلمون اخوانهم المسيحيين لقرون عديدة وكان كل من مركز مطرانية باجرامي و جامع النبي دانيال يقعان في نفس المحلة.
كيش
كيش وتسمى ايضا بتل الأحيمر هي منطقة اثرية في العراق كانت في السابق احد المدن الرئيسية للسومريين وحسب الأساطير السومرية تعتبر كيش أول مدينة يتربع عليها ملك بعد الطوفان الكبير الذي ذكر في الأساطير السومرية والديانات اليهودية و المسيحية والإسلام.
قام فريق فرنسي مختص في علم الآثار بقيادة هنري ديجينويلاك Henri de Genouillac بالتنقيب لأول مرة عن مدينة كيش بين عامي 1912 و 1914 . قبل 5000 سنة ظهر مايعتبره البعض أول الأمبراطوريات في تاريخ الأنسان من مدينة كيش على يد السومريين واستمرت إلى ان اطاح بها الأكاديون وقد ذكرت مدينة كيش في ملحمة گلگامش ايضا.
لارسا
لارسا أو كما يسمسها السكان المحليون تل السنكرة أو سنكرة مدينة سومرية أثرية هامة تقع جنوب العراق. في منطقة القطيعة حاليا في جهة الجزيرة. التي تقع ضمن حدود محافظة ذي قار الادراية .
تبعد هذه المدينة حوالي 25 كيلومترا جنوب شرق مدينة الوركاء أو أوروك الأثرية.و قد جاء ذكرها في نقوش سومرية قديمة تعود لحوالي 2700-2800 عام قبل الميلاد.أصبحت لارسا قوة عسكرية مسيطرة في منطقة بلاد ما بين النهرين بين عامي 2000-1600 قبل الميلاد بسبب انهيار السلالة الثالثة الحاكمة في أور.
التسلسل الزمني لحكام لارسا
نابلانوم.................................. ....2025-2004 ق.م
ايميسم...................................... .. 2004-1976 ق.م
ساميوم...................................... ..1976-1941 ق.م
زبايا........................................ 1941= 1932 ق.م
غنغنم...................................... 1932-1904 ق.م
أبيسير...................................... . 1905-1894 ق.م
سمويل .......................................1894-1865 ق.م
نر-أدد..................................... 1865-1849 ق.م
سن-ايدينام..................................18 49-1842 ق.م
سن-ايريبام...................................1 842-1840 ق.م
سن-يكيشام.................................. 1840-1835 ق.م
سلي-أدد....................................1835-1834 ق.م
وردا-سن.................................... 1834-1822 ق.م
رم-سن الأول.....................................182 2-1763 ق.م
الاحتلال البابلي........................... 1763-1750 ق.م
رم-سن الثاني...................................... ...قبل الميلاد 1750.
قالب سومري قديم من معبد الشمس في لارسا 1850 قبل الميلاد
لجش
لجش أو لكش مدينة أثرية في العراق كانت تعتبر أحد أقدم مدن السومريين. تعرف أيضا باسم تل الهبة. تقع لجش غرب منطقة الكرمة القريبة من البصرة وشرق مدينة أورك.
اكتشفت اثار لجش من قبل مجموعة من الباحثين الفرنسيين في علم الآثار المختصين في عام 1877 بقيادة أرنست ديسارزيك Ernest de Sarzec والذي كان في نفس الوقت القنصل الفرنسي في ولاية البصرة وقد حصل ديسارزيك على الموافقة باجراء التنقيب من الوالى انذاك ناصر باشا وضل ديسارزيك مستمرا بالتنقيب إلى ان مات في عام 1901 واكمل المهمة من بعده الفرنسي كاستون كروس.
عثر في معبد المدينة الأثرية على 30,000 لوحا طينيا وكانت الالواح المكتوبة بالخط المسماري عبارة عن مستمسكات و سجلات للتعاملات التجارية و وسائل لتوضيح زراعة الأرض وتربية المواشي مما يدل على اهمية المعابد لدى السومريين كمركز ديني و اقتصادي و اجتماعي. لسوء الحظ تم سرقة الكثير من هذه المخطوات قبل أن يتم نقلها إلى المتاحف.
مدينة الحضر
الحضر هي مدينة عربية تاريخية تقع على بعد 80 كم جنوب الموصل. يعتقد أن المدينة أسست في بداية القرن الثاني قبل الميلاد. عرفت مملكة الحضر بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها,الحضر كانت في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيها حمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل.
شعار المدينة هو الصقر, وهو يمثل قوة وهيبة المدينة التي يحكمها آل نصر الأقوياء. اشتهرت الحضر في زمن جذيمة الوضّاح الأبرش والذي اغتالته الزباء ملكة تدمر. كان سكان الحضر وثنيون يعبدون آلهه منها اللات و شمش "الشمس" ثم تنصرو وغدت دولتهم دولة دينية تحكم بحكم ديمقراطي حيث يحق للكل إبداء رأيه. وقد حكمت الحضر عدت ملكات وجدت تماثيلهم وهذا يدل على المساواة بين الرجل والمرأة في مجتمعهم. وكان للحضر ميزة تجارية حيث ان موقعها يعتبر ملتقى القوافل حيث يربط بين الجزيرة العربية والخليج العربي إلى الشام والبحر الأحمر. وجدت كتابة على احد المباني تقول:"سنطروق هو ملك العرب". وسنطروق يسمى في التاريخ العربي بالساطرون المشهور بقصة خيانة ابنته له. حاول الفرس والرومان غزوها مرارا حيث فشل الإمبراطور الروماني تراجان وكذلك الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس عام 199م بعد ان احتل كلاً من بابل وسلوقية و تيسفون أن سكانها دافعوا عنها دفاعاً عنيداً, و أنهم استخدموا أقواساً مركبة ترمي سهمين مرة واحدة و أنهم قتلوا بها بعضاً من الحرس الوطني الخاص بالامبراطور. وهزمت جيش الإمبراطور الفارسي أردشير الأول الذي سيطرة على منطقة الجزيرة كلها حتى سقطت بيد الفرس و العرب عام 241م ودمرت تدميرا شديد ومنع أهلها من حمل السلاح. وكانت تلك نهايتها.
تأريخ العراق
سكان العراق القدماء
يتفق المؤرخون على أن الإنسان العراقي القديم يقف وراء التطور الحضاري المشهود في العراق وهو صاحب رسالة التطور النوعي للمجتمع والانتقال التاريخي به من البدائية إلى الحضارة والمدنية لكنهم ينكرون عليه التطور اللاحق الذي ظهر في الآلف الرابع ق.م على الرغم من انهم لم يعثروا حتى الآن على موقع واحد في العالم يزامن المواقع الحضارية العراقية أو يبلغ ما بلغته من إبداع حضاري على أيدي سكانها من سومريين وأكديين وغيرهم من الأقوام التي سكنت بلاد وادي الرافدين في تلك الأزمنة المبكرة من التاريخ. لقد رفد سكان المناطق الشمالية الحضارة بعناصر مبتكرات لا تضاهي شأنهم شأن سكان المناطق الجنوبية. وبتبادل الخبرة وانصهار الأفكار ظهرت حضارة العراق ونمت وتطورت في العصور التاريخية. لاحظنا ان القرى الأولى ظهرت بجهود الإنسان العراقي وهو الذي طور أنماط الحياة فيها وابتكر حاجاتها الأساسية وهو الذي ابتكر الكتابة وادخل البشرية في ما يعرف بالعصور التاريخية أو عصر فجر التاريخ (3000 سنة ق.م) حيث تطورت قرى كثيرة إلى مدن شهدت ظهور أول أشكال السلطة (السلالات الحاكمة) أو عصر دويلات المدن السومرية مثل كيش والوركاء وأور ولكش وأوما. والملاحظ على معظم المدن الحضارية تركزها فيما حول نهر الفرات في القسم الأوسط والجنوبي من العراق. والراجح أن جريان الفرات في أرض مستوية، جانبها الغربي هضبي مرتفع، تنحدر باتجاه دجلة جعل حوضه أكثر ملاءمة للاستقرار البشري، إذ يمكن التحكم في فيضانه بتحويله عبر قنوات إلى دجلة فضلاً عن إمكانية إقامة المدن على الحافات المرتفعة غربي النهر. والذي يدقق في قوس المدن الأولى (أور وأريدو والوركاء ونفر) وان نهر الفرات يمثل خط الإمداد الدائم من شبه جزيرة العرب للإنسان العراقي الذي اضطلع بمعظم النتاجات الحضارية في وادي الرافدين يجد دعماً لهذه الفرضية، فهي بعيدة نسبياً عن مجرى النهر الحالي وربما ربطت بالنهر عن طريق قنوات توصل الماء وتسمح بالملاحة في آن واحد، على خلاف حوض دجلة حيث كانت سرعة الجريان وطغيان النهر على كلا الضفتين إضافة إلى تهديدات خارجية مثلتها القبائل الجبلية في المرتفعات الشرقية بخاصة، قد عقدت فرص استقرار حضاري فيه.
تطور التاريخ في العراق
ابتدأ النشاط البشري الملموس في بلاد وادي الرافدين في حدود (100-60) ألف سنة ق.م، حيث ظهرت اثار الجماعات الأولى من انسان نياندرتال في منطقة الرطبة وحوض صدام وكهف شنايدر. وتدل الاثار المكتشفة حتى الآن على اهتمامات الانسان، كما تحدد في الوقت نفسه طبيعة حياته ومصادرها، وابرزها (الالتقاط والصيد). وتدل اثار الحيوانات المتوحة التي عثر عليها في هذه المناطق وقرب مراكز استقراره على اصول الحيوانات التي دجنها الانسان فيما بعد. وتكشف البقايا العظيمة المكتشفة لانسان تلك الفترة عن اوجه الشبه بينها وبين المجموعة البشرية المعاصرة لها التي عاشت في فلسطين مما يدل على وجود علاقة بينهما. وعبر العصور الثلاثة التي اصطلح عليها المؤرخون (العصر الحجري القديم، والأوسط، والحديث) تطور نشاط الانسان الأول في العراق وبدأ انتقاله التاريخي من الالتقاط والصيد إلى الزراعة والتدجين وظهر اثر هذا في نضج كفاءة الاداء والعمل إذ بدأت مصنعاته من الالات تتنوع لتلائم شكل الانتاج وتتحسن من حيث المواد الأولية والمظهر الخارجي والكفاءة لتلائم حاجاته الاجتماعية والذوقية. وفي العقدين الأخيرين من الالف العاشر ظهرت القرى الزراعية التي كشفت طبقاتها الأولى عن نشاط زراعي حيواني منتظم وكشفت عن استقرار اجتماعي منفتح عرف مستوى من الترف.
وهكذا ازدهر الاستقرار الاجتماعي في مئات القرى الزراعية. وتنوعت مصادر الانتاج والوسائل المستخدمة فيه، وعبر الاستقرار الاجتماعي عن نفسه في نضج مستمر في المستخدمات الاجتماعية على أن أبرز المبتكرات التي لها اهميتها الاجتماعية آنذاك والتاريخية هو (الفخار) الذي اصبح تطور صناعته وزخرفته وشكله مقياساً لتمييز حقب من التقدم في العصر الحجري الحديث وهو سمة تعكس التقدم الاجتماعي. وشاع استخدام المعادن وتطور النمط العمراني بتطور المباني وتطور تلوين الخرف وتطورت المعابد وتطور الفن واتسع انتشار مراكز الاستقرار الاجتماعي في وسط العراق ونموها السريع، وظهر الدولاب الذي يصنع به الفخار وبدأت الحضارة العراقية تأخذ طريقها إلى خارج العراق، وفي فجر التاريخ (3000 ق.م) تعززت مكانة المعبد ودوره الاجتماعي والاقتصادي الذي ارتبط بتطور القرى الزراعية الى مدن يتسع فيها التخصص الاجتماعي شمولاً ودقة، ويعبر ظهوره عن بداية نشوء المركز الذي يقود النظام الاجتماعي العام، وقد توج هذا التطور بابتكار الكتابة إذ عثر على أول نموذج لها بهيئة صورية تعود إلى سنة 3000 ق.م في الطبقة الرابعة من موقع مدينة الوركاء، وظهرت اثار هذا العصر وأبرزها الاختام الاسطوانية والكتابة في سوريا ومصر وعيلام وأواسط انضوليا. ويدل هذا الانتشار على الأثر المبكر للنشاط الحضاري في العراق في الأقوام المجاورة كما يعطي فكرة عن حجم التطور الذي شهده العراق وانتهى إلى ظهور أول اشكال السلطة وبداية عصر حضاري جديد.
عصر فجر السلالات
تبلور تطور المجتمع العراقي في الربع الاخير من الالف الرابع ق.م وبرزت فيه جماعتان رئيستان هما السومريون ومن اطلق عليهم الأكديون في عهود لاحقة. وعلى الرغم من تركز السوموريين في المدن الجنوبية مثل اريدو وأور في محافظة ذي قار والوركاء في محافظة المثنى، وتركز الأكديين في كيش في محافظة بابل وسبار في محافظة بغداد وبعض المواقع في محافظة الانبار فقد امتزجت كلتا الجماعتين وتفاعلتا في كل المدن العراقية القديمة. وربما كانت القيادة السياسية للاكديين ثم للسومريين ومن بعدهم للاكديين والسومريين مرة أخرى.
وظهر الأموريون الوافدين عبر الفرات في العراق في الربع الأخير من الالف الثالث ق.م وتعاظم نفوذهم حتى تسنموا القيادة السياسية للبلاد في مطلع الالف الثاني ق.م وظهر التخصص الاجتماعي واضحاً في الانتاج، وظهر أيضاً الترابط العضوي بين انماط الانتاج والنظام الاجتماعي. وبعد اختراع السومريين الكتابة في حدود 3000 ق.م بداية للعصور التاريخية في العراق وقد رافق هذا التطور تطور اخر مهم، بل ربما كان أكثر أهمية، هو ظهور السلطة في شكل سلالات ظهرت كل منها في مدينة، ويظهر من دراسة جداول الملوك السومرية ان السلطة (الملوكية) نزلت من السماء إلى الأرض، أول مرة، في كيش قرب بابل غير انها اندثرت بفعل الطوفان الذي اكتسح الأراضي عدا رجل الطوفان. ثم عادت إلى الظهور ثانية بعد الطوفان في مدينة (كيش)، وعلى يد ملوك هذه السلالة تحققت الوحدة الداخلية في العراق في عصر مبكر (2800 ق.م) بحدوده الحالية تقريباً. ومن السلالات السومرية المشهورة سلالة الوركاء الأولى وملكها الخامس كلكامش (2700 ق.م). وقد خلدت السلالة وملكها في الملحمة البابلية المشهورة (ملحمة كلكامش). ومن السلالات السومرية الاخرى سلالة أور الأولى (2650 ق.م). وتكشفت اثار هذه المدينة عن تقدم الفنون والثقافة، فمن هذه المدينة وصلت إلينا القيثارة المشهورة، كما تطور استخدام العربة وادخلت في الأغراض العسكرية فضلاً عن الزراعة والنقل، واخر سلالات هذا العصر سلالتا لكش وأوما (2550). ويعد الملك أور وامكينا صاحب اصلاح اجتماعي قانوني في العالم وهو الذي وضع أسس التشريعات القانونية التي ظهرت بعد هذا التاريخ، والى ملك أوما لوكال زاكيزي ترجع الجهود الأولى لتوحيد دويلات بلاد سومر وربما الأرض الواقعة بين الخليج العربي والبحر المتوسط إذ يذكر في كتاباته انه وصل من "البحر السفلي إلى البحر العلوي" وتلقب بلقب ملك سومر. جاء التطور الكبير على يد سرجون الأكدي (2371-2316ق.م) الذي انتزع السلطة من السومريين في مدينة (كيش) واستطاع بعد فترة قصيرة توحيد دويلات المدن السومرية. وبجهود لاحقة شملت دولته الخليج العربي والأراضي العربية حتى البحر المتوسط وشمالي العراق، حيث كانت مدينة أشور تحتل احد المراكز الإدارية، الأكدية المهمة، وشمالي سوريا وبلاد عيلام في الشرق وحارب القوام التي هددت حدودها ومصالحها في أسيا الصغرى ومنطقة (اوان) فظهرت بذلك أول دولة مركزية تضم أراضي واسعة من الوطن العربي وهي المحاولة الأولى للوحدة التي تمت بقيادة العراق.
وأضيف إليها مناطق أخرى من الوطن العربي أبان حكم حفيده نرام – سين (2291-2255 ق.م) وبقيت تلك الإمبراطورية مزدهرة إلى ان استولى عليها الكوتيون (عقاب الجبل) الذين دام احتلالهم قرابة مائة عام (2211-2120ق.م) وكانت من احلك فترات التاريخ لما أصاب البلاد من خراب ودمار على أيديهم.
العصر البابلي القديم
أعقب نهاية سلالة اور الثالثة (2006 ق.م) قيام عصر جديد في العراق عرف بالعصر البابلي القديم نسبة إلى مدينة بابل، وكون الأموريون قوام هذا العصر بعد ما ظهروا قوة بشرية وسياسية قوية في وسط العراق وجنوبيه. والظاهر ان دور الأموريون الاجتماعي وتزايد اعدادهم بعد التحاق بقاياهم في الجزيرة العربية بهم كانا عاملين اساسين في نجاحهم في تاسيس عصر جديد بعد ان عاشوا منذ الالف الثالث ق.م جزءاً من مجتمع العراق القديم إلى جانب السوموريين والأكديين، ظهر الأموريون أول الأمر سلالات متفرقة ابرزها سلالتا ايسن ولارسا.
أسس سلالة ايسن اشبي ابرا الأموري (2017-1985ق.م) وبدأ حكمه بتأديب العبيلاميين في غربي إيران حالياً في معركة لم يفكروا بعدها في الأعتداء على العراق، وازدهرت في عهد هذه السلالة الثقافة العراقية القديمة (السومرية) وتطور التشريع الذي اظهر عناية خاصة بأستخدام عناصر الانتاج وادواته ووسائله ورعاية الأسرة. كما ظهر أول مرة دور لسكان المدن من خلال مجالس الشعب مما يشير إلى تطور في شكل السلطة وجوهرها.
أما سلالة لارسا فقد أسسها الملك الأموري نبلاتم (2005-2025ق.م) وقد واجهت هي الأخرى الخطر العيلامي القادم من الشرق ثم ظهرت السلالة الثالثة في بابل على يد سومو-ايم (1894ق.م) الأموري زعيم احدى القبائل الأمورية التي التحقت في عصر لاحق باصولها الأمورية القديمة في العراق، واتخذت بابل عاصمة لها.
كما ظهرت مملكة اخرى عرفت بمملكة (اشنونة) التي قادت عدة مدن مثل تل حرمان وخفاجي وتلول الضباعي وشجالي واسمر، وازدهرت المعرفة في هذه المملكة كالعلوم والرياضيات، والقوانين أيضاً خصوصاً تلك التي تتعلق بتحديد أسعار البضائع الأساسية فضلاً عن أمور المجتمع. ومن بين هذه السلالات كان الازدهار السياسي من نصيب سلالة بابل الأولى التي اتجهت في عصر ملكها السادس حمورابي (1793-1751 ق.م) إلى توحيد العراق في إطار سلطة مركزية واحدة واخضاع الملوك المعاصرين كافة.
اتجه حمورابي إلى العناية بالنواحي الإدارية والاجتماعية والثقافية فاتبع نظاماً مركزياً في الإداارة ربط بموجبه حكام المناطق به وفصل في سلطاتهم بين السلطة الدينية والسلطة الدنيوية وحول وظائفهم إلى وظائف إدارية، واهتم بالبريد وسرعة وصوله بين العاصمة والمدن الأخرى، ونظم المعابد وحدد صلاحيات الكهنة وألغى محاكمهم وانشأ المدارس إضافة إلى دور العلم والمعرفة في المعابد، وبدأت أول مرة حركة العناية بتراث العراق القديم وتدوينه واعاد كتابة الملاحم السومرية.
واهتم بالجيش واتبع نظام التجنيد الاجباري وسن قانوناً موحداً للبلاد يبدو انه اعتمد التشريعات القديمة ولكن برؤية عصره ويهدف إل توحيد المجتمع وتعزيز هيمنة الدولة.
تعرضت الدولة البابلية لأقوام غازية، فقد واجهت في آن واحد ضعف الملوك الذين جاءوا بعد حمورابي وانقسام الدولة إلى مملكتين ضمت الأولى جنوبي العراق والخليج وعرفت بمملكة القطر البحري اوسلالة بابل الثانية بقيادة ايلوم. وثارت مدن لارسا واور والوركاء وواجهت الدولة البابلية اخطاراً خارجية تمثلت بالغزو الحثي والغزو الكشي والغزو الخوري وقد استولى الحثيون على بابل ولم يبقو فيها طويلاً إذ سرعان ما تركوها للكشيين. كما غزا الخوريون منطقة كركوك واحتلوها زهاء قرن من الزمن. يتسم العصر البابلي بقوة السلطة المركزية وانفصالها عن المعبد إذ اختص الملك ومعاونوه بشؤون المجتمع. وظهرت مجالس المدن التي اختصت بالقضايا الكبرى فضلاً عن المشاركة في الحكم، وتطورت تنظيمات الجيش وكان الملك يرأس الجيش المؤلف من المجندين إضافة إلى الجيش الثابت. وتورت مكانة المرأة فشاركت في الجيش ومارست التجارة ومختلف المهن الأخرى. ويتسم هذا العصر أيضاً بظهور القوانين، موحدة وشاملة، ويعكس الحرص على اعطائها طابعاً مقدساً اهميتها في تنظيم المجتمع وسيادة العدل الاجتماعي في الدولة وفي نشوء النظام العام المعبر عن وحدة المجتمع في الوقت نفسه.
وتتجلى قيمة العصر البابلي بعاصمة بابل ذات الموقع الوسط بين مراكز تجارية وزراعية متعددة. واهتم البابليون بالري، وازدهرت الثقافة والأدب والفنون، فإلى هذا العصر تعود أقدم نسخة من ملحمة كلكامش وقصة الطوفان وقصة الخليفة البابلية وتعطي منحوتات العصر فكرة عن النحت الذي اتسم بالواقعية.
الاحتلال الكشي
تعرض العراق للاحتلال الكشي (1595-1157ق.م) وهم قوم اجانب من أواسط جبال زاجروس تغلغلوا في المجتمع البابلي وساتغلوا فرصة سقوط بابل على يد الحثيين (1595ق.م) فغزوا الدولة واتخذوا من (دور كوريكا لزو) عاصمة لهم. وكانت لهم صلات بمصر واتسم عصرهم باستخدام الحصان في النقل والعربات في الحروب لذلك اهتموا بالخيل وانسابها. وواجهوا غزو العيلاميين وتهديدات الاشوريين معاً إلى ان استطاع العيلاميون القضاء على الحكم الكشي في حدود (1157 ق.م) ودموروا بابل ومدناً عراقية أخرى وسلبوا ممتلكاتها بما في ذلك مسلة النصر ومسلة حمورابي أيضاً وتمثال مردوخ كبير الالهة البابلية.
النضال ضد الاحتلال
اتجه البابليون إلى الأدب واحياء التراث واستثارة الهمم والتجارة عندما خضع المجتمع للاحتلال. والراجح انهم افادوا من ذلك في تعزيز قدراتهم ثم القيام بالثورة بقيادة زعيم من مدينة ايسن اسمه (مردوخ-كابت-اخبشو) وطرد الحامية العيلامية واقامة سلالة وطنية في ايسن (1156-1025ق.م) ومن أبرز ملوكها نبوخذ نصر الأول (1124-1103 ق.م) الذي اعاد ثقة الشعب بنفسه ورفع هيبة الحكم ووجه جهوده إلى محاربة العيلاميين فباغتهم في شهر تموز القائظ إذ لم يكونوا يتوقعون ذلك والحق بهم هزيمة كبيرة.وكان العصر الذي تلا نبوخذ نصر يحفل بالمتغيرات. فالاشوريون ظهروا قوة مؤثرة في شمالي وادي الرافدين في 1200 ق.م وازدادت في الوقت نفسه اعداد القبائل الأرامية في بلاد بابل وازدادت ضغوطها السياسية. وعندما نجح الاراميون في انتزاع السلطة في بابل كان واضحاً ان فترة من الصراع لحسم مسألة قيادة العراق قد بدأت
يتبع