بغداد - أحمد النعيمي:يهدد الجفاف غرب ووسط وجنوب العراق، بعد انخفاض منسوب نهر الفرات بشكل حاد خلال الشهر المنصرم، ما أسفر عن إلحاق أضرار كبيرة بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية في مختلف المدن والقرى والأرياف.
وتضررت عشرات القرى والمناطق الريفية والأراضي الزراعية نتيجة الجفاف في محافظات العراق، ما يشكل خطراً كبيراً على الأمن المائي في البلاد بحسب مراقبين.
وأعلنت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار جنوب العراق، في بيان أن: أكثر من 35 قرية في أطراف محافظة ذي قار تضررت بسبب الجفاف بمناطق الأهوار، محملة وزارة الموارد المائية مسؤولية عدم النجاح في إدارة ملف المياه في تلك المناطق.
وتعتبر محافظة ذي قار إحدى أكثر المحافظات العراقية تضرراً بسبب الجفاف الناجم عن انخفاض منسوب مياه الفرات، ما أسفر عن خسائر كبيرة في المواشي التي هلكت بسبب الجفاف، ما دفع مربيها إلى النزوح عن مناطقهم قاصدين مدنا ومناطق أخرى بحثاً عن المياه.
وقال محافظ ذي قار في بيان إن: مصدر الرزق الرئيسي لسكان الأهوار ومربي الجاموس هو الماء، وما تواجهه مناطقهم من جفاف سبب أضراراً وخسائر كبيرة في مناطق سوق الشيوخ وهور الحمّار والأهوار الوسطى وعشرات القرى.
وأوضح المحافظ في بيانه أن "عشرات القرى في مناطق الأهوار مهددة بالاندثار نتيجة الجفاف الذي يدفع ساكنيها إلى النزوح بعد هلاك مواشيهم وجفاف المياه التي يعتمدون عليها في معيشتهم وصيدهم".
"
عشرات القرى في مناطق الأهوار مهددة بالاندثار نتيجة الجفاف الذي يدفع ساكنيها إلى النزوح
"
وحذر مختصون من توسع ظاهرة التصحر في البلاد، والتي بدأت تزحف على المدن والقرى في غرب ووسط وجنوب العراق خلال السنوات الأخيرة نتيجة انخفاض منسوب نهر الفرات من مصدره في تركيا بحسب مختصين، ويتهم مسؤولون عراقيون الحكومة التركية بعدم الالتزام بالاتفاقية الموقعة حول حصة العراق المقررة من المياه.
اقرأ أيضا:خطر اندثار أهوار العراق ينذر بكارثة بيئية
وأوضح مدير عام دائرة السدود في وزارة الموارد المائية، مهدي رشيد، في بيان أن "المخزون من المياه حالياً في العراق يقدر بخمسة مليارات متر مكعب، وهي كمية مطمئنة نوعاً ما وسط شح المياه الذي تشهده البلاد، مشيراً إلى أن الطاقة التخزينية للسدود العراقية تقدر بما بين 15 إلى 16 مليار متر مكعب، وهو رقم متغير وليس ثابتاً".
وبيّن رشيد أن "تركيا غير ملتزمة بحصة العراق المقررة من المياه وفق الاتفاقية الموقعة بين البلدين، الأمر الذي يستدعي تدخلا أمميا لحل القضية"، لافتاً إلى أن "تركيا أخلّت بالتزاماتها تجاه العراق في ما يخص حصته المائية المقررة منذ نحو ستة أشهر، فانخفضت كمية الإطلاقات المائية من تركيا إلى العراق بنحو العُشر مما تم الاتفاق عليه بين البلدين".
وأطلق خبراء تحذيراتٍ من جفاف بحيرة سد حديثة في محافظة الأنبار غرب العراق، والتي تقع على أحد أكبر السدود المائية في البلاد وتتلقى مياهها من نهر الفرات الآتي من الأراضي السورية، والذي يمر عبرها إلى مناطق الوسط والجنوب.
وكان قائم مقام حديثة، أعلن في تصريح صحافي أن "منسوب مياه بحيرة حديثة التي تسيطر عليها القوات الحكومية انخفض إلى مستويات خطيرة، ما قد يسفر عن تدمير المحطة الكهرومغناطيسية في السد إذا ما نفدت منه المياه التي تعتبر المصدر الأساسي لتوليد الكهرباء".
وكشف مهندسون أنَّ بحيرة سد حديثة التي تعتبر ممرا رئيسيا لمياه النهر إلى باقي مدن العراق بحاجة إلى ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه خلال ثلاثة أسابيع لتجنب جفافها بالكامل والذي سيكون بمثابة كارثة بيئية خطيرة.
كاردينيا