Thursday 10 May 2012
تركمان العراق يصطفون إلى جانب المالكي ضد الأكراد حول كركوك
طالبوا بادارة تركمانية كردية عربية مشتركة للمدينة وربطها بالمركز
تركمان كركوك يتظاهرون ضد الدعوات بكردية المدينة
أكد تركمان العراق الذين يشكلون المكون الثالث في البلاد رفضهم للتصريحات مسؤولي أقليم كردستان عن كردية مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط داعمين موقف المالكي في اعتبارها عراقية الهوية بدون صبغة قومية معينة وطالبوا بمنحها وضعًا خاصًا من خلال إدارة مشتركة بين مكوناتها التركمانية والكردية والعربية وربطها بالمركز.شددت الجبهة التركمانية العراقية اليوم على خلفية احتدام الجدل الحالي على هوية مدينة كركوك (225 كم شمال بغداد) الغنية بالنفط والتي يطالب الأكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991.. أكدت على ضرورة ابعاد المدينة عن المزايدات السياسية كوسيلة للتهرب من مواجهة الأزمة السياسية المستمرة في العراق.
وحذرت من محاولة فرض سياسة الأمر الواقع في كركوك وقالت إنها "ترفض تمامًا تصريح نائب رئيس حكومة اقليم كردستان الذي زار المدينة امس الاربعاء بأن كركوك "هي جزء من كردستان ونتمنى ان تكون نموذجا للعراق واننا ملتزمون بالدستور فعراقية كركوك لا تلغي كردستانيتها".
وأشارت الجبهة في بيان صحافي من مقرها في كركوك تسلمته "إيلاف" اليوم إلى أنّ زيارة المالكي الى كركوك الثلاثاء الماضي جاءت لتحسين الخدمات وبحث الوضع الأمني وشكلت خطوة جيدة بالرغم من انها جاءت متأخرة وقالت انها كانت تأمل ان لا يقاطع الوزراء الأكراد جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في كركوك بحجة " انها استفزت مشاعرهم" لأن هذه المقاطعة اعطت رسالة سلبية الى الشارع الكركولي.
وشددت على أن مصير كركوك يقرره أهلها الاصليون الذين حددهم تقرير الأمم المتحدة في عام 2009 وتأكيد الرئيس السابق للجنة المادة الدستورية 140 رائد فهمي بأن 25% من الساكنين في الملعب الاوليمبي بكركوك هم من الأكراد المرحلين اليها في أشارة الى محاولات الاحزاب الكردية بدفع عشرات الالاف من أكراد المناطق الاخرى الى المدينة بهدف تغيير تركيبتها السكانية.
وقالت الجبهة "لا مجال لحل قضية كركوك المختلقة سوى اللجوء الى حوار يستند الى الوثائق التاريخية غير المفبركة وكذلك منح المدينة وضعا خاصا وبادارة مشتركة توافقية بين مكوناتها الرئيسية الثلاث التركمانية والكردية والعربية.
وأشارت إلى أنّ ارتباط كركوك بالمركز يجعل من الحكومة الاتحادية مسؤولة عن توفير جميع الخدمات فيها وبضمنها تحسين وضعها الأمني وارسال طلبة جامعة كركوك الى البعثات الدراسية.
وقالت الجبهة إنها كانت ولا تزال تدعو الى الحوار المتوازن غير المشروطوتؤكد رفضها لمحاولات الاستفزاز التي تزيد الوضع سوءا و تؤثر سلبا ليس على الوضع في كركوك فقط انما على الوضع العراقي عامة.ويأت الموقف التركماني هذا وسط تراشق اتهامات بين الأكراد ورئيس الوزراء نوري المالكي حول هوية كركوك التي يقطنها حوالي مليون نسمة هم خليط من التركمان والأكراد والعرب والمسيحيين حيث أكد المالكي خلال زيارته لها الثلاثاء الماضي انها عراقية الهوية رافضًا صبغها بهوية كردية كما يصر الأكراد الذي ردوا بان المدينة كردستانية وبعثوا اليها بعد ساعات من مغادرة المالكي بنائب رئيس حكومة اقليم كردستان عماد احمد صحبة 10 وزراء أكراد ليؤكد من هناك على كردية كركوك.
وأكد أحمد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم ورئيس مجلس المحافظة حسن توران أن "كركوك جزء من كردستان ونتمنى أن تكون نموذجا للعراق". وأشار إلى أنّ "عراقية كركوك لا تلغي كردستانيتها".
وترافقت زيارة المالكي الى كركوك مع تراشق اتهامات غير مسبوقة بين ائتلافي المالكي والأكراد اللذين تبادلا خلال مؤتمرين صحافيين في مبنى مجلس النواب ببغداد كيل الاتهامات السياسية تناولت ممارسات "دكتاتورية" وتبديد ثروات البلاد وصلت الى حد اتهام بارزاني بالتعاون مع الرئيس السابق صدام حسين.
وقال ياسين مجيد النائب عن ائتلاف المالكي إن بارزاني يحكم الاقليم منذ 20 عاما وهو رئيس الحزب الحاكم والقائد العام لقوات للبيشمركة وابنه يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات وابن اخيه رئيسا للحكومة وخمسة من اعضاء اسرته هم اعضاء في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي". واضاف إن "الشعب يعرف من هو الدكتاتور ومن تعاون مع الدكتاتور ايام زمان (في إشارة منه إلى صدام حسين)".
وأشار الى أن بارزاني يحاول من خلال هذا الهجوم توجيه رسالة للشعب الكردي بوجود عدو وهمي في بغداد للتغطية على عمليات تهريب النفط لكي ينسىى الجميع هذه الفضيحة.
واوضح أن "مليارات الدولارات تذهب الى جيوب الحيتان في الاقليم من خلال عمليات التهريب". وعلى الفور رد الأكراد على هذه الاتهامات واعتبر التحالف الكردستاني تهجم النائب ياسين مجيد على القيادات الكردية "دليلا على فقدانه للتوازن". وقال النائب عن التحالف فرهاد الاتروشي في مؤتمر صحافي إن الهجوم يمثل محاولة للتغطية على فشل ائتلاف دولة القانون في إدارة الدولة العراقية واضاعته 500مليار دولار من موازنات الاعوام الماضية.وأضاف أن الحكومة الحالية لم تحقق شيئا للعراق بعكس ما تحقق للاقليم من تقدم ورفاه مشيرا الى أن بارزاني حصل على 70% من اصوات الشعب الكردي وهذا يدل على الديمقراطية بعكس حكومة بغداد التي تشكلت على اساس التوافقات.
وسبق لبارزاني أن أكد أنه ليس لدي أي خلاف شخصي مع المالكي وحذر من أن العراق يتجه إلى "نظام دكتاتوري" فيما أكد أن تقرير المصير بالنسبة للأكراد سيكون الخيار الوحيد في حال عدم تعاون بغداد مع الإقليم لحل المشاكل.
Elaph