اغلق حسين الهاتف وقال مخاطبا لمياءالجزء الثامن
حسين: الآن وقد اطمئن عليك والدكِ، سننتظر قدومه إلى هنا مع الشرطة لنتم الخطة و نتمكن من الإيقاع ببقية أفراد العصابة في ايدي العدالة لينالوا ما يستحقون,
لمياء: نعم آمل ذلك...
لكم كانت فرحة لمياء كبيرة، كأنها كانت في كابوس مرعب و استيقظت منه، أو كأنها الآن تعيش حلماً تخشى أن تستيقظ منه ، خانها التعبير ولم تجد كلمة شكر مناسبة تقولها لهذا البطل الذي أنقد حياتها و شرفها، التزمت الصمت واستمرت في مراقبته بعين معجبة و هو يتكلم مع اصدقائه بخصوص أفراد العصابة لم تسمع ما كانوا يقولونه بالضبط، فقد كانت في عالم آخر، ومرت لحظات تأمل أيقظها منها صوت والدها وهو يدخل الفيلا مع بعض عناصر الأمن...
رقص قلبها فرحاً بسماع ذلك الصوت الحنون الذي اشتاقتهُ، صوت والدها الغالي، خرجت بسرعة من الغرفة إلى البهو، وقفت للحظة وهي ترى والدها يدخل من الباب، ثم أطلقت العنان لرجليها و لم تتوقف إلا وهي في حضن والدها الذي تهاوى للخلف من شدة القوة التي أحتضنته بها، كانت لحظة لا تنسى، لحظة أمتزجت فيها كل مشاعر الشوق و الحب و الفرح و الخوف جعلت الدموع تنزل من عيني أباحامد بلا توقف ، أستمر العناق لدقائق طويلة، أبعدها عنه قليلا تأمل عينيها الباكيتين و ثم تحدث أخيراً...
أباحامد: أنت بخير صغيرتي؟؟؟
لمياء بصوت ممزوج بالبكاء : نعم أبتي أنا بخير و الفضل يعود لذلك الرجل الشجاع و أصدقائه، أنا لا أصدق أنك هنا بجانبي ظننت أنني لن أراك مجدداً لكن الحمد لله رحمته واسعة...
أباحامد: نعم ياابنتي رحمة الله وسعت كل شيء و أشكر الله الذي اعادكِ لي سالمة يا منيتي...
قاطعهما حسين قائلا: الآن يجب أن نتمم الخطة لنتمكن من القبض على باقي أفراد العصابة،
أباحامد: نعم يا ولدي أنا تحت أمرك..
حسين مخاطبا الضابط الذي جاء مع أبو حامد : سيدي لقد قمنا بالقبض على أثنين من عناصر العصابة، لكن عددهم أكثر من ذلك، فهناك أربعة على ما أعتقد أو ربما أكثر، و على حد تقديري لا بد أنهم الآن قد ذهبوا إلى المحكمة ليحضروا محاكمة زميلهم، كما أنني متأكد أنهم سيعودون للمزرعة بعد أنتهاء المحاكمة، لذا أقترح أن يتوزع رجالك في أرجاء المزرعة ثم نقوم نحن بالإختباء لتظهر الأمور طبيعية و كأن شيئاً لم يحدث وهكذا عند دخولهم إلى المزرعة سيتم القبض عليهم جميعا....
الضابط: نعم هذه خطة جيدة أتمنى ان تنجح...
أعطى الضابط أوامرهُ لرجال الامن ليأخذ كل واحد مكانه، واختبأ البقية في غرفة من غرف الفيلا في المزرعة ، مرت ساعتان من الإنتظار و إذا بهم يسمعون صوت سيارة قادمة نحو باب المزرعة، تهيأ الكل للحظة الحسم، لكن سرعان ما أن دخلت السيارة من الباب حتى أعادت تغيير وجهتها بسرعة فائقة لتعود من حيث أتت، لم ينتبه رجال الشرطة إلى الكلاب المخدرة لكن حازم رئيس العصابة كان أكثر ذكاءاً وأكتشف أن في الأمر ريباً، و سارع بالهرب قبل أن يتمكن رجال الشرطة من التوجه للسيارة للحاق به، و بالتالي وللأسف تمكن الإثنان حازم وكريم من الإفلات...
أنزعج حسين لفشل خطته و لام نفسه لانه لم ينتبه للكلاب المستلقية أمام الباب و التي ساعدت على فشل خطته ، لكنه فرح لكونه أخيراً حقق هدفه الأول و هو انقاد البريئة لمياء من بين مخالب تلك الذئاب..
شرب الكل طعم الإخفاق عند هروب حازم وكريم لكنهم لم يسمحوا للفرحة ان تغادرهم لأنها كانت أهم من أن يعكرها مثل ذلك الحدث.....
ـــــــــ
توجه أبا حامد مع ابنته لسيارته و هو سعيد لأنها بين أحضانه ثانية، القى أفراد الشرطة القبض على الخاطفين الذين كبلهما حسين و اصدقائه، شكرهم الضابط على تعاونهم رغم أنه عاتبهم لأنهم لم يستعينوا بالشرطة إلا انه أظهر أمتنانه لهم ، و إعجابه بشجاعتهم..
ـــــــــ
بعد عودة حسين و أصدقائه لمقر العمل
حسين: أنا سعيد جدا، و أخيراً تمكنا من إنقاد تلك البريئة و أحمد الله أننا وصلنا في الوقت المناسب، فلولا ذلك يعلم الله ما كان سيفعل بها ذلك المتوحش الذي لا يملك في قلبه شيئا من الرحمة...
عباس:نعم الحمد لله لكن ألا ترى؟ و كأننا لم نفعل شيئا؟؟ حتى كلمة شكر لم ينطقوا بها لا هي و لا والدها لا أعلم كيف يفكر هؤلاء الناس...؟؟؟
عقيل: نعم أنا أيضا استغربت الأمر، الأجدى أن يشكرونا على ما قدمناه من أجلهم ولو بكلمة ...لكن معك حق هؤلاء التجار الأثرياء يظنون نفسهم أفضل من البقية ربما يعتبرون ما قدمناه واجباً علينا لكونهم الطبقة الراقية و ما نحن إلا عبيداً يجب علينا خدمتهم....
رياض: لا عليكم إخواني نحن ما قدمناه لم يكن من أجل مقابل ، إنما انقدنا فتاة بريئة من ذئاب بشرية و هذا كان غرضنا فلما التذمر إن شكرونا أم لم يفعلوا؟؟؟
حسين: أحبائي يجب أن تعذروا حالة أباحامد فقد كان قلبه شغوفا لرؤية أبنته و ربما فرحته بذلك تكون السبب في نسيانه شكرنا، و على حسب تعاملي معه يظهر أنه إنسان متواضع لا تنطبق عليه أي من الصفات التي قمتم بذكرها، لهذا لا تتسرعوا في اصدار الحكم عليه ..
ــــــــــ
في منزل اباحامد
كانت ام حامد جالسة على كرسي تقوم بتطريز منديل أبيض لكنها تسرح كثيراً و هي تفكر بمصير أبنتها، و هل ستتمكن من أحتضان ملاكها ثانية؟؟؟ هل سترى ذلك الوجه المشرق الذي ملأ حياتها سعادة منذ ولادتها؟؟ هل وهل وهل؟؟؟ كانت في حالة بائسة غير يائسة من رحمة الله و هي تنتظر أي أخبار من أبي حامد الذي أصبح مهموماً كتوماً هذه الأيام، لم تعتد منه ذلك، لكنها أستسلمت للوضع ظناً منها أن هذا سيساعد في عودة أبنتها، بينما هي لا تزال تفكر سمعت الباب يطرق مما أفزعها و جعل الإبرة تنغرز في كفها، و تعودت بالله من الشيطان الرجيم ثم قامت لتفتح الباب إلا نها لم تصل إليه حتى فتح و ظهرت من ورائه زهرة حياتها و مهجة فؤادها، طفلتها المدللة و في وجهها علامات الفرح لم تصدق الأم عينيها، بدأت تتنقل بهما بين زوجها و أبنتها في لحظة توقف عندها الزمن، لكن لمياء لم تسمح لحيرتها أن تستمر، فارتمت في أحضانها لتأكد لها أن ما تراه حقيقة و أن فلذة كبدها قد عادت لتحتضنها من جديد...
لكم كانت لحظات لن تنسى أشد وقعا على قلب لمياء الذي لم يتحمل كل تلك المشاعر المختلفة التي أجتاحته في وقت قصير .
إلى هنا نقف لنترك لمياء تنعم بحضن والديها لنعود في الجزء التاسع لنطلع على جانب آخر من قلبها و نعلم كذلك ماذا سيكون من أمر أبا حامد تجاه حسين و أصدقاءه ؟؟؟ هل سيعترف بجميلهم أم أنه كما قالوا لن يعيرهم إهتماما ؟؟؟ كذلك هناك تساؤل عن أفراد العصابة و مصيرهم !!! تابعونا في التاسع لنعلم المزيد
امممم واخيرآ اصبح الامل واقع وليس امنيه
متابعه واتمنى نهايه سعيدة...
دمتم سالمين
شكرا لك عمو الجزءبغايه الروعه
تقبل تقييمي
قصة تغازل الليل بالقمر
و تغازل النهلر بالشمس
فشكراااااا لك