حيوانيةُ الذاتْ
بوابةُ السُقوطْ والخسارةْ
بقلم السيد علي الطالقاني
::::::::::::::::::::::::::
قد قرأتُ في كُتُب التأريخْ أنَّ سببَ سقوط مدينة (اليمامة).التي تنتسب لها الشخصية العربية (زرقاء اليمامة).هو [الخصام] الذي كانت عليه قبيلتيْ [طسم وجديس] وحقد كلٍ منهما على الآخر.
مما سهل على[مملكة سبأ] أن تحتلها وتفرض هيمنتها عليها.وذلك بمئات السنين قبل(الميلاد).!!
وقرأتُ ايضاً أن سببَ إحتلال [هولاكو] لمدينة[بغداد] ومدينة[دمشقْ] ومُدن [حمص] و[حلب] و[الموصل] وغيرها..
هو [الخصام] الذي كانت عليه [الفرق والمذاهب الاسلامية] وتنازع[الأُمراء والحكام] فيما بينهم كـ(الناصر يوسف الدمشقي)..و[المغيث عمر الكركي] و[المستعصم العباسي] و[سيف الدين قطز المصري] واضرابهم.
مماسهل على [هولاكو] ان يدخل لتلك المدن بكل سهولة ويدمر حاضرة تلك المدن ويتسبب بمقتل(مئات الالاف) من المسلمين.!
بما عُرفَ في حينه بــ(الغزو المغولي).
وكلُ ماتقدم يدل على وجود مشكلة عانت منها البشرية وهي[حب الأنا]...او قل[حيوانية الذات] التي ترغب بالانفصال عن (الله) وعن [الانسانية] وتسخير كل شئ لها.!!!
تسخيـر الدين.!!
تسخيـر المجتمع.!!
تسخيـر الحضارة.!!
بل تسخير كل مايُمكن تسخيرهُ من اجلها،حتى وإن أدى ذلك الى(التناحر)..او (الضعف)..او(التفرقة)..الذي سيجر الى [الاحتلال] و[الذل] و[الهوان].!!
فليس مهماً عند[الذات الحيوانية] كل ذلك بقدر مايهمها من جر [المصلحة] لها..او فرض [رأيها] او [ذوقها].او ماتقتنع به هي.
ووجدت ان (الكثير) من [الكتاب] و[ذوي الاقلام] قد ركزوا في[نقد] التفرقة والتناحر والخصام،الا انهم لم يركزوا على [اصل] المشكلة ويسلطوا القلم على[جوهرها].!
ففي[حدود فهمي] ان المشكلة تكمن في[حيوانية الذات] التي تدعو (الفرد) الى حبها وبهذا الشكل [المجنون].!!
حتى لو ادى ذلك الحب الى قتل الاخرين وتشريدهم وضياع الاوطان وهدر الكرامات وانهيار الامم والمجتمعات.!!
فلو ان هذا [الحاكم] او [المسئول] تخلى عن [حيوانيته] وفكر [بالامة] ومصالحها لأدى ذلك الى صلاح أمر [الأمـة] اكيداً.
ولو أن هذا [الداعية] فكر [بمصلحة الدين العامة]..دون التفكير بمصلحة(الطائفة)..التي تنتمي[ذاته] لها..لكان ذلك أجمل للدين واهيب للدين وانفع للمجتمع المعتنق لذلك الدين والمؤمن به.!!
وهكذا الحال في جميع ميادين [الحياة] المتنوعة..!!
فرفض[الأنـا] ورفض[حيوانية الذات] الداعية لحبها [بجنون] أمر انفع للفرد نفسه وللمجتمع ككل.!
و[الوحدة] التي تحول دون سقوط [الحضارات] و[الاوطان] لاأتصور انها ستتم دون معالجة هذه[الرذيلة الاخلاقية].!!
و[الانسانية الاسلامية] تشجع على هذا الامر وتؤكد عليه.
لعلم الله سبحانه بأن هذه[المشكلة] تحول دون تحقيق[الانسانية] التي ينشدها الاسلام للجميع.
اما كيفية معالجة(حيوانية الذات) فسنتعرض لها في مقال آخر تخفيفاً على القارئ الكريم.!
نسأل الله قبول صيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل..كما نسألكم الدعاء.
السيد علي الطالقاني