تعلن الولايات المتحدة وكوبا الأربعاء فتح سفارة كل منهما في عاصمة البلدين، فيما يعد خطوة كبرى على طريق إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 1961، حسبما قال مسؤول أمريكي كبير.

وكانت العلاقات الثنائية قد جُمدت منذ أوائل الستينات عندما قطعت أمريكا العلاقات وفرضت حظرا تجاريا على كوبا، الجزيرة الشيوعية.
غير أن البلدين اتفقا على تطبيع العلاقات في نهاية عام 2014.
وكان زعيما البلدين قد أجريا مباحثات تاريخية في شهر أبريل/نيسان الماضي.
ومنذ عام 1977، فتحت الولايات المتحدة وكوبا بعثتين دبلوماسيتين باسم "قسم رعاية مصالح" في عاصمتي البلدين تحت الحماية القانونية السويسرية.
غير أن هاتين البعثتين لم يكن لهما وضع سفارتين.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوف يلقي بيانا رسميا من البيت الأبيض (بشأن العلاقات مع كوبا) عند الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش بعد ظهر الأربعاء.
تنبيه للكونغرس

وليس من الواضح بالتحديد تاريخ فتح السفارتين، غير أنه من المحتمل أن يتم ذلك في منتصف شهر يوليو/تموز المقبل، حسبما يقول ويل جرانت، مراسل بي بي سي في كوبا.
ويجب أن تعطي وزارة الخارجية الأمريكية الكونغرس تنبيها قبل فتح السفارة الأمريكية في هافانا بأسبوعين، كما يقول مراسلنا.
مسؤولو البلدين التقوا أكثر من مرة للتمهيد لعودة العلاقات.

وتعد تلك الخطوة أحدث معلم في عملية تذويب الجليد في العلاقات بين أمريكا وكوبا. وكانت هذه العملية قد بدأت بمفاوضات سرية، ثم اُعلن عنها رسميا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، التقى الرئيس الأمريكي أوباما بنظيره الكوبي راؤول كاسترو لإجراء أول مباحثات رسمية بين زعماء البلدين خلال أكثر من نصف قرن.
وبعد شهر من هذه المباحثات، رفعت أمريكا اسم كوبا من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. ثم اُعلنت خطط تتعلق بخدمات النقل الجوي وبالعبارات بين أمريكا وكوبا.
ورغم علاقات النقل الجديدة، فإن حظر سفر الأمريكيين إلى كوبا لا يزال قائما.
ولا تزال كوبا كذلك خاضعة لحظر أمريكي على التسلح قائم منذ عام 1962، رغم أن الرئيس أوباما حث الكونغرس على رفعه.
وكانت أمريكا قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع كوبا في عام 1959 بعد أن قاد فيديل كاسترو وأخوه راؤول ثورة أطاحت بالرئيس فولجينسيو باتيستا المدعوم أمريكيا.
وأقام الأخوان كاسترو دولة اشتراكية ثورية تتمع بعلاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2014، أصدر الرئيسان الأمريكي والكوبي بيانا مفاجئا يعلنان فيه أنهما يسعيان لإعادة العلاقات الدبلوماسية ما ينهي أكثر من 50 عاما من سوء النوايا بين البلدين.
المصدر:bbc