احاديث من صحيفة الحج والزيارة من فضل ثواب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام








الفصل الثالث
استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
( عليه السلام ) في النجف الأشرف
وكراهة تركها وفضل مسجد الكوفة

استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
( عليه السلام ) في النجف الأشرف


عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( قال :عليه السلام )
(( ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة ، وإنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به ، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة ، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسلموا عليه ، ثم أتوا قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فسلموا عليه ، ثم أتوا قبر الحسين ( عليه السلام ) فسلموا عليه ، ثم عرجوا ، وينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة.
وقال ( عليه السلام ) : من زار قبر أمير المؤمنين عارفا بحقه غير متجبر ولا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد ، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وبعث من الآمنين ، وهون عليه الحساب ، واستقبلته الملائكة ، فإذا انصرف شيعته إلى منزله ، فان مرض عادوه ، وإن مات شيعوه بالاستغفار إلى قبره ... الحديث ))(1) .

عن يونس بن أبي وهب القصري قال :

دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقلت له : (( أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال : بئس ما صنعت لولا إنك من شيعتنا ما نظرت إليك ، ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة ، ويزوره الأنبياء ( عليهم السلام ) ويزوره المؤمنون !
قلت : جعلت فداك ، ما علمت ذلك .
قال : فاعلم أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عند الله أفضل من الأئمة كلهم ، وله ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعماله فضلوا )) (2) .

عن الحسين بن محمد بن مالك ، عن أخيه جعفر، عن رجاله يرفعه قال :
كنت عند جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) وقد ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال ابن مارد لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما لمن زار جدك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟
فقال : (( يا ابن مارد ، من زار جدي عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة ، والله ـ يا ابن مارد ـ ما تطعم النار قدما تغيرت في زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ماشيا كان أو راكبا.
يا ابن مارد ، أكتب هذا الحديث بماء الذهب ))(3).


عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال :
(( من زار عليا بعد وفاته فله الجنة ))(4) .



عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن رجل سماه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
دخل رجل على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين .
(( فقام على قدميه فقال : مه ، هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) سماه الله به ، ولم يسم به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحا ، وإن لم يكن ابتلي به ( ابتلي به ) وهو قول الله في كتابه : ( إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ) .
قال : قلت : فماذا يدعى به قائمكم ؟ قال : السلام عليك يا بقية الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ))(5) .

عن عمر بن أبي زاهر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ؟
قال : (( لا ، ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين ، لم يسم به أحد قبله ، ولا يسمى به بعده إلا كافر ، قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه ؟ قال : تقول : السلام عليك يا بقية الله ، ثم قرأ ( بقيتُ الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ) ))(6) .




استحباب زيارة آدم ونوح وإبراهيم مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
عن المفضل بن عمر قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت له : إني أشتاق إلى الغري ، فقال : ما شوقك إليه ؟ فقلت له : إني احب أن أزور أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال : هل تعرف فضل زيارته ؟ قلت : لا يا ابن رسول الله ، إلا أن تعرفني ذلك .
فقال : إذا زرت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فاعلم أنك زائر عظام آدم ، وبدن نوح ، وجسم علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
فقلت يا ابن رسول الله ) إن آدم هبط بسرانديب في مطلع الشمس ، وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام ، فكيف صارت عظامه في الكوفة ؟
فقال : إن الله أوحى إلى نوح ( عليه السلام ) وهو في السفينة إن يطوف بالبيت أسبوعا ، فطاف بالبيت كما أوحى الله إليه ، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه ، فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله أن يطوف ، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ، ففيها قال الله للأرض : ( ابلعي ماءك ) فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء منه ، وتفرق الجمع الذين كانوا مع نوح في السفينة ، فأخذ نوح ( عليه السلام ) التابوت فدفنه في الغري ، وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما ، وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه إبراهيم خليلا ، واتخذ محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حبيبا ، وجعله للنبيين مسكنا ، والله ما سكن فيه بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) فإنك زائر الآباء الأولين ، ومحمدا خاتم النبيين ، وعليا سيد الوصيين ، وإن زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته ، فلا تكن عن الخير نواما… ))(7) .
المصادر :
(1) وسائل الشيعة ج14ص374ب23ح [ 19419 ] 1.
(2) وسائل الشيعة ج14ص374ب23ح [ 19420 ] 2.
(3) وسائل الشيعة ج14ص377ب23ح [ 19421 ] 3.
(4) وسائل الشيعة ج14ص379ب23ح [ 19428 ] 10.
(5) وسائل الشيعة ج14ص600ب105ح [ 19899 ] 1.
(6) وسائل الشيعة ج14ص600ب105ح [ 19900 ] 2.
(7) وسائل الشيعة ج14ص384ب27ح [ 19435 ] 1.






الراجي لرحمة ربه وشفاعة نبيه وآله الأطهار
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري