يشير خبراء التغذية إلى أن طعام الصيف يجب أن يحتوي على أغذية مرطبة وملطفة للحرارة مثل الخضروات الطازجة والفواكه، والتي تعمل على تهدئة العطش، وعلى السلطات الرطبة كسلطة الزبادي الغنية بالعناصر التي تعمل على تطهير الجهاز الهضمي.
وتعد سلطات الخضروات المبردة طريقة رائعة للبدء بوجبات الطعام. هذه الخضروات تعتبر مغذية ومنخفضة في السعرات الحرارية وغنية بالخصائص المضادة للأكسدة مما يمكن أن يساعد على التقليل إلى أدنى حد من تلف الجلد بسبب التعرض لأشعة الشمس خلال أيام الصيف.
يقول د. جوليان الفاريز، الخبير في الطب الرياضي، وعضو اللجنة العلمية الاستشارية لهيربلايف العالمية: إنه كلما ارتفعت درجة الحرارة والرطوبة في الجو يفقد الجسم سوائل وأملاحا بشكل كبير، وهو ما يجب تعويضه بشرب كميات مناسبة من السوائل.
وأكد الفاريز على أهمية شرب الماء بشكل كاف لمنع الإرهاق والإصابة بضربات الشمس أو ضعف العضلات، بسبب فقدان أملاح حيوية في الدم.
ولفت إلى أن تناول المشروبات المناسبة للنشاط الجسماني الذي نقوم به في الصيف مهم وحيوي، وخاصة تلك المشروبات التي تحتوي بجانب الماء إلى الأملاح ومركبات التغذية الضرورية للقيام بنشاطات جسمانية.شرب الماء بشكل كاف يمنع الإرهاق والإصابة بضربات الشمس أو ضعف العضلات
ويوضح أن هناك العديد من المركبات التي تساعد الجسم على تحسين نشاطه، والتي يجب تواجدها في الوجبات التي يتناولها الرياضي كالأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات.
وعن الريجيم وإنقاص الوزن في فصل الصيف، يشير د. جوليان إلى أنهما يحتاجان إلى ممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية، كالأطعمة الطبيعية والخضروات والفواكه، فالاثنان ضروريان لخفض الوزن وكذلك الحفاظ على الصحة.
ولفت إلى أن البعض يعتقد أن الرياضة تؤدي إلى زيادة الشعور بالحرارة، نظرا للمجهود الذي يبذل أثناء التمارين، لكن الحقيقة أن التمرينات الخفيفة تؤدي إلى استقرار التوازن الحراري.
ويؤكد الأطباء على ضرورة تخطيط الوجبات الغذائية، بما يناسب النشاط الرياضي الذي يقوم به الشخص، كأن تشمل الأغذية التي نتناولها المركبات الغذائية الحيوية الناقصة، بما يتناسب مع نوعية النشاط الرياضي الذي يمارس، بمعنى إعداد قائمة للأطعمة من ثلاث وجبات أساسية.
وأثناء ممارسة التمارين يتم تناول المشروب الذي يعوّض الجسم عن السوائل والبروتينات التي يخسرها مع بذل المجهود، مع الانتباه إلى اختيار المشروبات الخفيفة المناسبة للنشاط الجسماني.
أكل الفواكه ضروري لخفض الوزن والحفاظ على الصحة
أما إذا كان التدريب في المساء أو بعد الصوم في شهر رمضان، يفضّل تناول المشروب بديلا عن الوجبة الغذائية، وفي حالة ما إذا كان الغرض من ممارسة التمارين الرياضية هو تقوية العضلات، فإنه يجب رفع استهلاك الكالوريات والبروتينات قبل التدريب وخلاله وكذلك بعده.
ويوضح د. حسن حسونة، أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، أن من المشروبات المفيدة خلال فصل الصيف التمر هندي والعرقسوس، كونهما يقضيان على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي.
وحذر حسونة من تناول المشروبات الصناعية التي تحتوي على مكسبات اللون والطعم، والتي لها تأثير ضار على المخ وخاصة عند الأطفال. ولفت إلى أن هذه المشروبات لها تأثير ضار على الصحة، كونها تتسبّب في اضطراب الفيتامينات بالجسم، كذلك فهي لا تعوّض الجسم عن نقص العناصر التي يفقدها نتيجة الحر والتعرّق الشديد، ولا يستفيد منها الجسم بشكل صحي.
وينصح د. حسن بتناول الأسماك على الأقل مرتين أسبوعيا خلال الصيف، كذلك الإكثار من أكل البطيخ والتوت الطازج، والكوسة والخيار والبنجر والبازلاء، وجميع الفواكه والخضروات منخفضة السعرات الحرارية. وأوضح أن أفضل وسيلة لتعويض الجسم عن العرق وما يفقده من سوائل هي شرب ماء مذاب به ملح مع إضافة السكر والليمون.
ويوصي الخبراء بالحد من تناول الخضروات والفواكه الحادة، مثل الفجل، الفلفل الحار، البصل، الثوم، الشمندر، والغريب فروت، بالإضافة إلى المأكولات المالحة والغنية بالبهارات والفلفل الأحمر الحار التي تزيد العطش.
ومع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة يميل الكثيرون إلى تناول المشروبات الغازية، رغم ما فيها من مخاطر صحية جمة. فيعتقد كثير منهم أنها تذهب العطش وتنعش الجسم وهي في الحقيقة، توهم الدماغ بذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر المسبب لبعض النشوة، إضافة إلى برودتها.
هناك نسبة عكسية بين نسبة الكالسيوم والفوسفور بالدم، فإذا ما زاد أحداهما نقص الآخر والعكس بالعكس
وتؤكد الدراسات أن شرب أكثر من أربع عبوات أسبوعيا، بحجم (250) مل ليتر، يزيد من احتمال حدوث حصوات الكلى بـ15 بالمئة، وذلك بسبب احتوائها على حمض الفوسفور (فوسفوريك أسيد) الذي يغير من تركيب البول في الجسم.
ومن المتعارف على المشروبات الغازية أنها تسبب السمنة التي تترافق مع زيادة في عدد خلايا الجسم التي تحتاج إلى كميات أكبر من اللأنسولين، هذا بالإضافة إلى أن كمية السكر الموجودة في عبوة واحدة منها تشكل فور تناولها عبئا ثقيلا على الجسم لاستقبلاها وحرقها.
وبينت الدراسات أن هناك نسبة عكسية بين نسبة الكالسيوم والفوسفور بالدم، فإذا ما زاد أحداهما نقص الآخر والعكس بالعكس، لذلك فإن زيادة الفوسفور بالدم تعني نقص الكالسيوم فيه.
وبما أن المشروبات الغازية تحتوي على حمض الفوسفور، الذي يزيد نسبة الفوسفور بالدم، فإنها سوف تؤدي إلى نقص الكالسيوم بالدم. ولتعويض هذا النقص يقوم الجسم بسحب الكالسيوم من العظام، مما يؤدي إلى ضعفها والإصابة بمرض هشاشة العظام.
منقول