سمعت الكروان يوما يُغرِّدُ نَشْوانَ
يُرْسِلُ صوتَـه العَـذْبَ الشّجيّ
و رأيت الثّعلب يُبْكيـــه الشَّجـَـــا
يَـرْثي حَـالَـه
مِنَ الجَوْرِ قَدِ اشْتَـــــكَى...
+ + +
قَـدْ خَــالَطَ الدّمْـعُ الغَـمـَــام
و عَانَقَتِ العَبَـرَاتُ السَّــرَاب
خَـمَدَ بَرِيقُهَــا في العُيُون
فخَجِلَتْ لَهَــا الجُفُــــون..
الدُّمُــوعُ الباردة في وطني
بصقيل جليدها تَذْبَحُــنِي
تَقْتُلُنِي الأفْئِدَةُ الجَـوْفَــاء
بحُبِّ الوَطَنِ كُلُّ المُهَجِ تَهِيـــم
و لكِنَّهَـــــا لا تَغِيــــــــم..
فَأنَّى الرُّجُــوعُ إلى القَيْـــدِ
بَعَدَ أنِ انْجَلَى الليْلُ بِفَجْرِ الرّبيع
تَضُوعُ أنْسَامُهُ في صُدُور الوَرَى
بِــلاَ مُنِتَــهَى...
و الطّيْرُ قَدْ بَسَطَ جَنَــاحَيْه
كَأفْرَادِ النُّجُومِ في آفَاقِ السّمَـاء..
في وَطَــنِي
بِلاَ وَجَــعٍ و لا شَجَــن
يُجْرِي دَمْعَــهُ المُنْعَــــمُ
و مِنْ رَيْبِ الزّمَـــــن
يَضْحَكُ مِلْء المُهْجَةِ المُعْدَمُ
فَهَلْ يُجْدِي البُكَـــاء
حِينَ يَهْوِي البِنَــــاء ؟
في وطَــنِي
يَمْتَطِي السُّلْطَانُ صَهْوَةَ الكِبْرِيــاء
يَعْبُرُ على جِراحَاتِ البُؤَســــاء
تَظْعَنُ عنه نَخْوَةُ الرُّجُــولة
تَنْطَفِىءُ جذْوَةُ الحَيَــــــاء..
فَهَلْ مِنْ دُمُــوعٍ تُحْبِلُ غَيْمَ وَطَــنِي
تَصيرُ غَيْثًا و قَدْ هَــــمَى
تَغْسِلُ أوْصَــابَهُ
تُطَهِّرُهُ مِنْ أدْرَانِ الشَّـقَـــــاء ؟
م