(( مَوعدٌ مع النّارنج ))
======================
في غَفلةٍ من الحُضور
تأتِي فَجأةُ المَطَر
تأتِي لِيَتَحَوَّلَ المـاءُ أعطافًا نافِرة
تأتِي لِيَعبُرَكِ البَحرُ تُفّاحة
شيءٌ ما تُدَفِئهُ نَظرَة
ولحظةٌ تُطِلُّ بِأدغالٍ غَفِيرة
وهَّاجةً تأكُلُ بَعضَها
تُرى من أشعَلَ كَرمَةً في دِماغِي ؟!
أيَّتُها الأبَديّة :
امنَحِينِي نِصفَ نَظرَةٍ ..
عَلى سَرحَةٍ شَدِيدَةِ الإيحاء
أو
امنَحِينِي مَعبَدًا يَشرَبُنِي حَتى الكُسُوف
سلامٌ عَلى مُشمُشٍ صارَ سِربًا مِنَ الكَلِمات
حَيثُ لا زَغَب
رِيحٌ تُمَسِّدُ الغَيمَ برِيشِها
حَتمًا سَيَلُوذُ البَرقُ بِالفِرار
حَتمًا سَيَتَساقَطُ النُورُوزُ المُعَتَّقُ بِالشِّتاء
طافِحًا بِالعَطَشِ المُقْمِرِ بِالرُّواء
أكسِرُ ظِلاً تَدَلّى من خاصِرةِ الغِّياب
أفتَحُ مَقصُورَةَ الحَواسّ ..
ومضَةً اسمُها وِلادَةُ قِندِيل
ويكَأنَّنِي بَحرٌ مُغمِضُ العَينَين !
أمتَهِنُ الكَمَنجاتَ اللاهِثَة
كأنَّ حُورِيَّةً تَنبَعِثُ مِن لُجَّتِي
زائِرَةً تَحمِلُ الزُّرقَة
هُنا ..
يَتَجَمَّعُ المَوجُ عَلى راحَتَيكِ
يَنظُرُ مُتأرجِحاً كأنـَّهُ بَحر !
خِلتُكِ شَعبًا مِنَ الأطيار
جآجيءُ يَكسُوها مَطر
بِمَحضِ إرادَتِي أُشاكِسُ مَجازاتِ العُبُور
وهَذا الشَّفَقُ يُمارِسُ الشِّعرَ ..
لِتَنتَشِيَ الفِكرَةُ خيلاءَ فِي دَمِي
كَتِلمِيذٍ يَرَوِّضُ العاصِفة
يَؤوبُ النَّحلُ مُضَرَّجًا بالحَفِيف
كُلُّ الأشياءِ تَنهَضُ
العُشبُ يَنهَضُ
اللَّونُ يَنهَضُ
النُّعاسُ يَنهَضُ
مُنتَصَفَ اللَّيلِ يَكبُرُ راكِضًا نَحوَ القَفِير
عَلى مُفتَرَقاتِ الظِّلِّ تَمطُرُ الدُّنيا حَكايا
تَنبُتُ الرُّوحُ فِي المَرايا
كَخَفقَةِ أوزَةٍ تُطارِدُ نهرًا فِي العِراق
وَشمٌ يُطَرِّزُ جَذعَ الاحتِمالاتِ
فِي العاشِقَةِ هُطُولاً سَتَزُورُكِ النَّجوى أغانٍ ..
فِي دَلالٍ يُشبِهُ الإيقاع
نَزِقٌ أنا كَمَضِيقِ هُرمُزِ
أتَكَهَّنُ تـاءَ التَّفاصِيلِ
أقِفُ عَلى جَزِيرةٍ مَسقُوفَةٍ بالشَّمسِ
بِيَدِي نُورٌ وإكسِيرٌ
كَتَرانِيم تَسقُطُ مِنَ الصَّلصالِ القَدِيمِ
حَكايا وأدِيـمٌ
وقِراءاتٌ مُثلى لِحَرمَلِ التَّكوِينِ
حَتمًا سَيَرتَعِشُ الماءُ فِي عَينِ البَعِيدة
بِالكادِ أرنُو
سأبقى ظامِئًا مِثلَ كأسٍ مَكسُورَةٍ بالثَّلج
قد أكُونُ نَدفَ تموز
قد أكُونُ شَمعَدانًا يَلعَبُ النَّرد
امنَحِينِي أرخَبيلاً يُشعِلُ حُمى الرَّخّ
أطفِئِي عَينَيكِ الشُّهل
انغَرِسِي في ذَرى الخَيال أكثر
هَذه الأعماقُ فَرادِيسٌ يَحرُسُها ( أنكيـدوا )
أو هيَ النّارُ تُشِّـيدُ أدغالَها
هارِبًا من اللَّيلِ الَّذِي تَزَوَّجَ العِتمَةَ
سأُهدِيكِ قِندِيلاً وشُرفَةً
سأنزَرِعُ في مُقلَتيكِ أشياءَ مُتاحةً
تُرى كَم نِجمَةً تلألأتْ لِهذا المَساء ؟!
كانَ يَكفِي أن تُرخِي ضَفائِرَكِ
وتُزَحزِحِي خَطَّ الاستِواءِ قَلِيلاً..
لِتَسمَعِي أهازِيجَ ( دلمـون ) ماذا تَقُولُ !
محمد احمد الاسطل