حداد على وطن
حداد على خــــــــانه الجميع
يا وطــــــن تشبث بالحياة فهناك من يريدون
سرقــــــــــة أنفاسك
حتى على حســــــــاب حلمك
إستيقظت مــــــــــرات ولكن التعب مازال
يتســـــــــــرب في رئتك
بسبب رمق غرس أظــــــــــافرهُ بداخلك
يرغب في التجــــــــــدر والتخشب كي يكون
كالتمثـــــــــــــــال في أرضه
والأوراق من حوله تتلون من ألوان الشمسِ
وأنت بإسّتقامتك تلكَ كشجرةُ خريف
وفوق غصنك عصفور وقور يُلحن لك
ضريح غنوة أيامك المتشابهة
تنسجم معه بكُل خشــــــــــــــــوع وهو يرتلَ
لكى أوتـــــــــــاره
فيتمركز على جذعك الآخر نقارُ خشب
يقطـــــــــــــــعُ صفوةَ إدمانك
يسخرُ منك بفجواته العديدةَ المتكرر
باعتقــــــــــــــاده أنه سيخلصك
عن تكتم هذا الغمــــــــــــام
وهو يردد لك كفى إستيقظ كفى إستيقظ
يكررها بشكــــــــــــــلٍ مستفز
يجعلك في عنـــــــــــــــاد مستمر
يا وطـن
حين يتواجد في سمائي السابعةَ شقاوةُ حروفي
تئن تُسطر من الكلمات جُمل
وأعلم جيداً أنها مجرد كلمات يسخر منها
نقار الخشب
لأن لقائي به شطط من الوهم
فهو قابع بحظيرته في كأسه الفولاذيه
يهذي ويهذي من خمر تجسم على أنفاسه
ويلهثُ وفي أذنه صخب يوضح تفاصيل أيامه
وهي ملطخه بدماء وغياب الأمل
حتى غطس في كتل رمليه من وحل وجدل
جعلته ببســـــــــــــــاطة يطوي العقل
في طقــــــــــــوسٍ كافرة
إنتقاما من البراءه التي ولت من دون رجعة
قدم الشتاء لعله عليك أطهر من كل هذا القهر
بدل به مزاجك المرعب
والخوف الذي يتملكك بسبب هذا الضياع
إجعل العـــــــــــرق الذى يتصببُ منك
قلــــــــــقٍ هائل عليـــــــــــه
لا تدير وجهك عنــــــــــــهُ وعن عالمه
إجتاحيه برياح همجية كعاصفة أو إعصار
مزق أكفـــــــانه إقتلعه من جذوره
إغفله عن عجيج الحيــــــــــاة حتى يتهوه
بين البقــــــــــــاء والرحيل
إصهر وجوده الدائم في قوالبك
التي تشكل عنـــــــــــــــادك مع ذاتك
لعله أفلح في أن حرث لنفســــــــــــــه قَبراً
من لعّنــــــــــــــةٍ قاضية
يتذوق عذاب الـــــــــــروحِ وهي معلقه
على حــــــــــــافة الهاوية
يا وطن
كتبت لك وعنك لدرجة حينما
زفرت زفرتـــــــــــــةٍ سريعة وكأنها
قُنبلة ملغمه بداخلي
طارت الورقه مني ولحقتُ بها هاربة
من حروفي
التي حلقت بي إلى ما وراء الشمس
حتى ضاعت مني لحظات الغروب والشروق
وأنا أنثر أمشاج الألمِ فيها وأبتع بعضها
كمن ترتطم نفسه وتتهشم تفاصيله
فينشغل بلملمة شظاياها المتناثرة في كل مكان
لذلْك إستعـــــــــد للعرض
الذى تختلط به حالى بين أحِتـراق وأرتجاف
من صور ومشــــــــــــاهد جروحك المتبقية
في مراضع عقيمة الشجون
يهواها نقار الخشب
وهو يعلم عمقه المُمزق وشموخه
المطوق بالإنكســـــــــــــــار
يا وطن
عشقت الصمت حتى شـــــــــــــــاخ بك الصمت
وإنتهكت حـــــــــــرمةَ الصبر
ففوانيس الروح وقناديل الأمــــــــــــل
تحد من تجاويف إشتعال جمره خافيه
تحت الرمـــّـــــــــاد
حــداد على وطــــــن
لـ طائر الوادي