صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 15 من 15
الموضوع:

الالحاد واللادينية ثقافة بايمان ام انكار بعناد ؟ - الصفحة 2

الزوار من محركات البحث: 25 المشاهدات : 1011 الردود: 14
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #11
    من أهل الدار
    آلـعـتَّـآبِــِي
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: العراق _ الكوت
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,187 المواضيع: 160
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 952
    مزاجي: It's okay
    المهنة: مهندس في شركة النفط الوطنية / النقل الجوب
    أكلتي المفضلة: البرياني_ المقلوبة_الدولمه
    موبايلي: Iphone Xmax
    آخر نشاط: 24/September/2024
    كنت متاكدا ان الموضوع سينحصر بزاوية اللامبالاة ولكن ليس بالامر المهم بقدر ما اريد ان اصل انا عن نفسي لهذه الحقيقة كوني بحثت مسبقا وعانيت لطالما كانت النتائج بعيدة او تتجه لمنظور واحد وهو اما تكفير لغير المؤمنين بالله او تسفيه للمؤمنين من قبل الجهات الملحدة وبادلة اغلبها تخوض في امور سطحية جدا كمن يجتزئ الايات القرانية ويفسرها على مزاجه فحصر القران بايات الجهاد والترويع والترهيب بعيدا عن الرحمة العارمة والامان الشاسع اللذي تحتويه النصوص القرآنيه والاحاديث ولكني بصورة عامة استقرأت ان البحوث المطروحة هي سياسية اكثر من كونها عقلانية

    الموضوع سيبقى مطروحا للنقاش وتبادل الاراء في اي وقت وسانتظر واتمنى حضور جهة او اشخاص لادينيين لاثراء الموضوع بافكارهم وتساؤلاتهم حتى نتمكن من الوصول لنتيجة بينة
    انا لدي الكثير من الامور والتساؤلات التي تدور في ذهني وبدون خط احمر والتي اود مناقشتها مع طرف يغايرني في التفكير لا يمثل قناعتي كما الاخوة الكرام اللذين رفدوني بكرم حضورهم وردودهم النيرة التي ما زادتني الا ايمانا ..
    ولكني سابقى استمر في رحلة البحث عن هذا العظيم اللذي شدني للبحث عنه الكثير من التساؤلات فلا فخر لي ان ولدت مسلما او موحدا فلو كان والداي ملحدان لكنت ملحدا او كانا نصرانيان لكنت نصرانيا وهكذا .. ولا انسى ان عبارات دعاء سيد الموحدين علي ابن ابي طالب حين يناجي ربه الاوحد بقوله ((
    يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ ، وَ تَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ ، وَ جَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ ، يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ ، وَ بَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ الْعُيُونِ ، وَ عَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ . يا مَنْ اَرْقَدَني في مِهادِ اَمْنِهِ وَ اَمانِهِ ، وَ اَيْقَظَني إلى ما مَنَحَني بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَ اِحْسانِهِ ، وَ كَفَّ اَكُفَّ السُّوءِ عَنّي بِيَدِهِ وَ سُلْطانِهِ ))
    فهذه العبارت وما تلاها وسبقها من دعاء الصباح اعظم ما دفعني للتقرب اكثر والتعرف بمعبودي وتعريف الغير به !

    ومن هنا قد استعنت ببحث اعجبني لاحد الاخوة وسابقى اثري الموضوع في البداية بالادلة التي تمثل رغبتي كمُبحِر وليس بحَّار ومُتعلِّم لا عالم ..
    ولست بحاجة لتقييمات اكثر ما كوني اود ان اجعل من اللذين يدخلون على محرك الكوكل ويبحثون في الالحاد يجدون هذه الاراء وقد يستفادون منها شيئا فشيئا الى ان تتكون لديهم القدرة على عدم الانجراف مع اي تيار او اتهام او تظليل بخصوص هذه الثوابت ولا سيما الانتقاد اللاذع الموجه للجوهر الديني وعمقه بسبب ارهاب المدعِّين به والافكار المتطرفة التي اسس لها ائئمة الكفر متناسين ان اكبر المتضررين هم ابناء الديانات واكثر المنتقدين للفكر المتطرف واكثرهم فعالية في التخفيف منه ومحاربته هم الفئات المعتدلة من داخل الديانات والطوائف نفسها ولست هنا بصدد تقييم طائفة على اخرى او تحديد شعب الله المختار او خير امة اخرجت للناس او ابناء الله والعياذ بالله ولكن هذه المسميات ستبقى قيد الانتظار للمناقشة بعد انتفاء الشك والريب من الحقيقة الثابتة وهي وجود الخالق
    ادع الاخوة القراء مع هذه المعلومات القيمة وساواصل البحث والنقل عن كل ما اراه مناسبا لهذا الموضوع


    بسمه تعالى
    أدلة اثبات وجود الله سبحانه و تعالى
    بقلم: الدكتور السيد خليل الطباطبائي
    أهمية الايمان في حياة الانسان :
    للايمان بالله سبحانه و تعالى أهمية كبرى في حياة الانسان ، و ذلك لأن القانون الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي الذي يريد أن يتبعه و يرجوا به السعادة في الدنيا يعتمد على ذلك بشكل كامل . كما أن سعادة الانسان في الآخرة و نجاته من العذاب و الهلاك تعتمد على مدى ايمانه بالله سبحانه و تعالى و التزامه العملي بذلك. اذا هي مسألة في غاية الأهمية ، ويمكن القول بأنه لا يوجد في حياة الانسان ما هو أهم منها ، لأن فيها السعادة و النجاح في الدنيا ، و النعيم الخالد في الآخرة.
    و اذا كان الايمان بالله بهذه الدرجة من الأهمية ، فلا عجب اذا كان ذلك يستدعي أن يكون البحث عنه بشكل مفصل و باسلوب عملي و عقلي دقيق لكي يصل الانسان الى درجة اليقين و القناعة التامة في صحة معتقدة و ايمانه ويدفعه هذا الايمان الراسخ العميق الى الالتزام الكامل بأوامر الله سبحانه و تعالى وواجباته ، و الابتعاد كليا عن نواهيه و محرماته .
    و قد تطرق العلماء و الفلاسفة الى أدلة و براهين كثيرة في اثبات وجود الله سبحانه و تعالى ، لذلك نرى من المفيد في بداية هذه السلسلة من المقالات أن نلخص هذه الطرق لكي يكون موقع كل بحث من البحوث الآتية واضح للقارىء الكريم.

    أدلة اثبات وجود الله سبحانه و تعالى
    توجد عشرات الأدلة و البراهين في اثبات وجود الله سبحانه و تعالى ، نلخصها في مايلي:
    1- دليل الفطرة
    2- الأدلة الحسية و العلمية (من خلال دراسة نظام المخلوقات)
    · دليل النظم
    · دليل الهداية الذاتية للمخلوقات
    · دليل الحدوث و نفي القدم عن العالم
    · دليل الاستقراء و نفي الصدفة و الاحتمال
    3- الأدلة العقلية و الفلسفية:
    · برهان الحركة ل(أرسطو)
    · برهان الامكان و الوجوب ل(ابن سينا)
    · برهان الصديقين ل (الملا صدر الدين الشيرازي)
    · دليل العلة و المعلول و نفي الدور و التسلسل
    · برهان الوجوب و الضرورة
    4- الأدلة القرآنية: و هي كثيرة ، و من أهمها:
    · برهان الفقر و الامكان للمخلوقات
    · الافول و الغروب و دلالته على وجود مسخر
    · الآيات في الآفاق و الانفس.
    · برهان النظم
    · برهان التدبير

    أولا " دليل الفطرة "
    تعريف الفطرة:

    في قاموس اللغة: " الفطرة تعني الخلقة التي خلق عليها المولود في رحم أمه "
    و في أقرب الموارد " الفطرة هي الصفة التي يتصف بها كل مولود في أول زمان خلقته ".
    فاذن معنى الفطرة هو الطبيعة الجسمية و النفسية التي يخلق بها الانسان ،اذ يولد في الدنيا وتولد معه الغرائز و الأحاسيس و العواطف وا لقابليات. انها الانسان بما هو قبل أن يتأثر بأفكار أسرته و معلمه و مجتمعه.
    شرح الدليل:
    و دليل الفطرة يعتمد على أن الانسان لو ترك و ذاته ، بدون معلم أو مربي ، فانه يشعر في أعماق نفسه ، و بما أودعه الله في خلقته بأن لهذا الكون خالقا خلقه ، و مكونا كونه ، و مبدعا أبدعه ، و مدبرا دبره. هذا الشعور نابع من فطرته و ذاته و ليس مما تعلمه من والديه و أهله. يولد معه ، و ينمو معه ، و يبقى معه. لا يتغير بتغير الظروف ، و لا يمكن انتزاعه من نفسه ، لأنه جزء لا يتجزء منها. فكما أن غرائز الانسان ذاتية له لا يمكن فصلها عنه و لا تحتاج الى تعليم معلم ، و كما أن عواطف الانسان و أحاسيسه جزء من خلقته و كيانه البشرى ، فان شعوره الفطري الذاتي يدفعه دائما الى الايمان بأن لهذا الكون خالقا و مدبرا وربا.
    و لو افترضنا انسانا يولد في الصحراء بعيدا عن تعليم الأهل و المجتمع ثم يكبر هذا الانسان حتى يبلغ سن الرشد ، فانه كما يعرف غرائزه و أحاسيسه فسيعرف أن له ربا و خالقا خلقه و أوجده من العدم . و كما يعرف أنه يحتاج الى الطعام لسد جوعه ، و الى الشراب لارواء عطشه ، و الى الجنس لشهوته وغير ذلك من غرائز في ذاته ، فانه ليعرف كذلك من خلال فطرته بأنه بحاجة الى خالق لخلقته و موجد له يوجده من العدم. انه يبحث بذاته و يتساء ل من أين جاء؟ و الى أين سيذهب ؟ ، و لماذا هو في هذه الدنيا؟ و لابد أن يكون له خالقا خلقه و كونه و أبدعه. فهو يؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى ويتوجه اليه في حاجاته وخصوصا عند الشدائد بدون خاجة الى من يعلمه ذلك .
    هذه خلاصة دليل الفطرة ولابد لنا أن نعرف الفرق بين الفطرة والغريزة لكي لا يلتبس الامر علينا .
    الفرق بين الفطرة و الغريزة:
    الفطرة هي أشمل من الغريزة اذ تجمع بين الغريزة و الاحاسيس ، و الافكار و المعلومات الأولية التي يعرفها كل انسان بدون حاجة الى معلم و مربي ، و هي العلوم البديهية الضرورية ، و يشترك فيها كل انسان لانها جزء من انسانيته و ما يمتاز به عن غيره من المخلوقات الأخرى مثل الحيوان و الملائكة و الجن.
    و الفطرة تدفع الانسان نحو الكمال و الرقى ، بينما الغرائز لا جهة لها سوى تأمين الحاجة الانسانية المعينة التي يحتاج اليها جسمه .
    و الفطرة تهتدي بهدى العقل ، أما الغريزة فهي لا ترجع الى المعرفة لانها أحاسيس جسمية ، و لكن العقل يمكنه أن ينظمها و يرشدها الى الكمال الانساني .

    الفرق بين المعرفة الفطرية والمعرفة غير الفطرية (الاكتسابية) :
    من الضروري هنا أن نعرف الفرق بين المعرفة الفطرية والمعرفة غير الفطرية (الاكتسابية) لكي نطمئن الى أن الايمان بالله من الامور الفطرية وليس من رواسب البيئة والتربية . و هذه الفروق هي ما يلي:
    1- المعارف الفطرية تتحقق بوحي الفطرة و هدايتها و لا تحتاج الى تعليم معلم لتحققها ، و يكون دور المعلم في تربيتها و تهذيبها.
    أما العلوم والمعارف الغير فطرية مثل تعلم الطب والهندسة والتاريخ والآداب وغيرها، فانها تحتاج الى تعليم معلم لكي يتعلمها الانسان و بدونه يبقى جاهلا بها.
    2- العلوم و المعارف الفطرية عامة لكل البشر و توجد في كل انسان بغض النظر عن ثقافته أو موقعه الجغرافي ، أما الأمور الغير فطرية فهي تختص ببعض الناس دون غيرهم ، فمن أمكن له أن يتعلمها عرفها ، و من لم تسنح له الفرصة لذلك يبقى جاهلا بها.
    3- المعارف الفطرية ، لا تخضع للعوامل الجغرافية و الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها ، أما المعارف و الامور الغير فطرية فانها تتأثر بالعوامل المختلفة لأنها اكتسابية .
    4- الدعاية و الاعلام قد تضعف أثر القناعات الفطرية و لكن لا يمكنها أن تزيلها كليا لأنها جزء لا يتجزء من ألانسان ، أما العلوم الغير فطرية فانها قد تستأصل كليا بالدعاية و ما تسببه من غسيل لدماغ الانسان و تغيير في أفكاره و قناعاته ، وذلك لأنها مكتسبه و يمكن استبدالها بمفاهيم و علوم مكتسبة اخرى تتغلب عليها.

    الفطرة و علم النفس:
    يقوم علم النفس على دراسة النفس الانسانية من جوانب مختلفة. و يذكر علماء النفس للانسان ميول و أحاسيس طبيعية متعددة يختلفون في تحديدها و عددها ، و لكنهم متفقون بشكل عام على ان الانسان له الاحاسيس الفطرية التالية:
    1- الاحساس باللذة و الألم
    2- الاحساس بالعواطف و الشهوات.
    3- الميول الشخصية مثل حب الذات و الرغبات الجنسية التي هدفها الانسان نفسه .
    4- الميول الراقية التي تدفع الانسان نحو الكمال مثل:
    · حب الاستطلاع و البحث عن الحقيقة الذي يدفع الانسان لاكتشاف العلوم المختلفة و يؤدي الى التقدم العلمي.
    · حب الجمال: و يدفع الانسان الى الابداع في مجال الفن و الرسم و التخطيط الاجتماعي للبيوت و المدن.
    · حب الخير: و هو سبب وجود الاخلاق الفاضلة و الصفات الانسانية الحميدة .
    · حب التدين: و هو الاحساس بوجود الله سبحانه و تعالى الذي يدفع الانسان الى الايمان به و الالتزام بالدين الذي أنزل من الله سبحانه و تعالى.
    و من هنا نرى أن الفطرة الانسانية تجد في اعماقها دافع الايمان بالله سبحانه و تعالى و حب الالتزام بالدين ، مثلما تحس بأهمية الاخلاق الفاضلة و حب الجمال و الاستكشاف للعلوم الطبيعية الذي ادى الى تطور البشرية في المجالات التقنية و العلمية. فالدين و الاخلاق و حب الاستطلاع و حب الوطن كلها قيم انسانية حقيقية تنبع من ذاته و فطرته و لا تحتاج الى تعليم معلم ، بل تحتاج الى تهذيب و توجيه لكي تقود الانسان الى الكمال و الرقى و التقدم و السعادة و الرفاه.

    دليل الفطرة في القرآن الكريم:
    يشير القرآن الكريم الى دليل الفطرة لمعرفة الله سبحانه و تعالى في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى:
    1- (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) سورة الروم ، آية30
    2- (واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه ثم اذا أذاقهم منه رحمة اذا فريق منهم بربهم يشركون ) سورة الروم ، آية 33
    و هذه الاية الكريمة تشير الى نقطة مهمة و هي ان الانسان في حالة الضر و الحاجة الصعبة التي لا يمكن لاي جهة مادية حلها وتامينها ، فانه لا خيار له سوى الرجوع الى المعرفة الفطرية التي تربطه بالله سبحانه و تعالى ، لذلك يتوجه لربه و يدعوه باخلاص و تضرع. و لكن اذا اذاقه الله رحمة فانه يتنكر لفطرته و يتبع ما تعلمه من الناس من مفاهيم مادية و الحادية مغلوطة ، فيرجع الى الشرك بربه والكفر بخالقه ورازقه .
    فاذن يتجلى الايمان الفطري بالله سبحانه و تعالى في لحظات الضر و الحاجة و الفقر و الفاقة ، و الانقطاع من امكان الحصول على نفع من الناس لعجزهم عن مساعدته. في مثل هذه الظروف القاهرة التي تبين لذات الانسان ضعفه و ضعف المخلوقات كلها ، يتوجه بوحي من فطرته الى الله سبحانه و تعالى لانه يعلم ان الله قادر على مساعدته و انقاذه من محنته.

    الفطرة في الأحاديث الكريمة:
    وردت الاشارة الى التوحيد و المعرفة الفطرية في كثير من الأحاديث الكريمة لأهل البيت عليهم السلام. و من هذه الاحاديث ما يلي:
    1- قال النبي (ص): " ما من مولود الا يولد على الفطرة ثم أبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه" ، ثم قال (ص): " فطرة الله التي فطر الناس عليها"
    2- عن زرارة ، عن أبي عبد الله الصادق (ع): قال سألته عن قول الله عز و جل: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال: فطرهم على التوحيد .
    3- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق (ع): قال سألته عن قول الله عز و جل " فطرة الله التي فطر الناس عليها " ما تلك الفطرة؟ قال (ع): هي الاسلام ، فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد فقال: " ألست بربكم " و فيه المؤمن و الكافر.
    4- عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد الله الصادق (ع) في قول الله عزوجل: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال (ع): التوحيد ..
    5- سأل محمد بن حكيم من الامام الصادق (ع) عن المعرفة من صنع من هي؟ فقال (ع): " من صنع الله ، ليس للعباد فيها صنع".
    6- و قال الامام علي (ع): في نهج البلاغة (الخطبة الاولى): " فبعث فيهم رسله ، وواتراليهم أنبياءه ، ليستأدوهم ميثاق فطرته، و يذكروهم منسى نعمته ، و يحتجوا عليهم بالتبليغ ، و يثيروا لهم دفائن العقول ".
    و نرى من خلال هذه الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة و غيرها كثير ، أن الفطرة الانسانية جبلت ليس فقط على الايمان بالله سبحانه و تعالى و انما أيضا على الايمان بالرسالات والكتب السماوية والرسل والملائكة والغيب والحساب ...
    و كذلك نرى بعض الآيات و الأحاديث تشير الى أن هذه المعرفة الفطرية كانت في "عالم الذر" حين أخذ الله ميثاق بني آدم على معرفته و توحيده بقوله تعالى "ألست بربكم" فأجابوا جميعا " بلى" و كان الجواب من جميع البشر سواء منهم من سوف يؤمن بالله في دار الدنيا و من يتنكر للمعرفة الفطرية و يكون كافرا و ملحدا بالله تعالى.
    و الحديث عن عالم الذر و تفاصيل ما جرى فيه يحتاج الى تفصيل عسى أن نوفق له في وقت آخر.
    و الحمد لله رب العالمين .


  2. #12
    من أهل الدار
    آلـعـتَّـآبِــِي
    وهنا استكمل البحث مع قراءة لمركز الابحاث العقائدية يكمل ما ابتدأت به .. ولكن هنا احد الملحدين يحاور بادلة وقناعة تامة كم كنت اتمنى حضور مثله هنا لناخذ بالكلام اكثر والنقاش ولكن ساحتفظ لنفسي باي محاورة ممكنة مع احدهم اذا كانت خارج المنتدى اما داخله فانا ارحب بها وادعو لها بشدة ولست هنا في صدد الدفاع بقدر ما اود معرفة كل التساؤلات التي من الممكن ان تدور في ذهن الملحد ..
    هنا نستعرض الادلة بصورة سريعه :_/
    الأوّل:
    برهان النظم؛ أوضح الأدلّة على إثبات الله تعالى الذي يحكم به العقل, هو: دليل النظم والتدبير؛ فالكلّ يرى العالم بسماواته وأراضيه, وما بينهما من مخلوقاته ورواسيه من المجرّة إلى النملة، فنرى أجزاءها وجزئياتها مخلوقة بأحسن نظم, وأتقن تدبير، وأحسن صنع, وأبدع تصوير, فيحكم العقل بالصراحة أنّه لا بدّ لهذا التدبير من مدبّر, ولهذا التنظيم من منظم, ولهذا السير الحكيم من محكم, وذلك هو الله تعالى.
    الثاني: امتناع الصدفة؛ فإنّا إذا لم نؤمن بوجود الخالق لهذا الكون العظيم, فلا بدّ وأن نقول: بأنّ الصدفة هي التي أوجدته، أو: أنّ الطبيعة هي التي أوجدته. لكن من الواضح أنّه لا يقبل حتّى عقل الصبيان أن تكون هذه المخلوقات اللامتناهية وجدت بنفسها بالصدفة العمياء، أو بالطبيعة الصماء.
    الثالث: برهان الاستقصاء؛ فإنّ كلاً منّا إذا راجع نفسه يدرك ببداهة أنّه لم يكن موجوداً أزليّاً, بل كان وجوده مسبوقاً بالعدم, وقد وجد في زمان خاص, إذاً فلنفحص ونبحث: هل أنّنا خلقنا أنفسنا؟ أم خلقنا أحد مثلنا؟ أم خلقنا القادر الله تعالى؟ ولا شكّ أنّنا لم نخلق أنفسنا؛ لعدم قدرتنا على ذلك, ولا شكّ أيضاً أنّ أمثالنا لم يخلقونا؛ للسبب نفسه, إذاً لا يبقى بعد التفحّص والاستقصاء إلاّ أنّ الذي خلقنا هو: الله تعالى؛ لأنّه القادر على خلق كلّ شيء.
    الرابع: برهان الحركة؛ إنّا نرى العالم بجميع ما فيه متحرّكاً, ومعلوم أنّ الحركة تحتاج إلى محرّك؛ لأنّ الحركة قوّة، والقوّة لا توجد بغير علّة، إذاً لا بدّ لهذه الحركات والتحوّلات والتغيّرات من محرّك حكيم قدير, وهو: الله تعالى.
    الخامس: برهان القاهرية؛ إنّ الطبيعة تنمو عادة نحو البقاء لولا إرادة من يفرض عليها الفناء؛ فالإنسان الذي يعيش، والأشجار التي تنمو لا داعي إلى أن يعرض عليها الموت أو الزوال إلاّ بعلّة فاعلة قاهرة، فمن هو المميت؟ ومن هو المزيل؟ ذلك الذي له القدرة على فناء مخلوقاته، وهو: الله تعالى(1).
    هذه أدلّة خمسة من بين الأدلّة العقلية الكثيرة التي تبرز الإيمان الفطري بوجود الله تعالى.
    وأمّا كيف وجد وأين وجد، فذلك ممنوع شرعاً من التحدّث عنه! بل ولا يمكن للعقل أن يدركه. والكتاب المفضّل لمعرفة هذه الأُمور هو كتاب (الإلهيات) للشيخ السبحاني، وكتاب (العقائد الحقّة) للسيّد علي الحسيني الصدر.

    (1) العقائد الحقّة
    هنا يتم طرح الاسئلة من قبل احد الملحدين
    (( "إن وجود الله تعالى أغنى من أن يحتاج إلى بيان أو يتوقف على برهان, حيث أدركه كل ذي عقل, وأحسّ به كل ذي شعور, وفهمته كل فطرة . حتى الذي ينكره بلسانه لا محالة يتوجه إليه عند الاضطرار بقلبه وجَنانه, بل يمكن القول بأن وجوده تعالى فطري لا يحتاج في الحقيقة إلى دليل, ولكن نذكر لكم بعض الأدلة العقلية على وجوده تعالى حسبما طلبتموه "
    السطر الاول من هذا الرد هو مغالطة التماس العواطف Appeal to Emotion فبدل ان يقدم المدعي برهاناً على ادعاءه فهو يلجأ الى الاطراء على دعواه ونسبتها الى العقلاء واهل الفطرة حتى يحسنها ويجملها بنظر الاخرين فيتبعونها ولكن هيهات هيهات! فنحن الملحدون لانقدم العواطف على العقل ولانقدم المغالطة على البرهان فاما ان تقدم برهاناً والا لا نقبل ادعاءك.
    وكما قلت في رد اخر فان القضايا الوجودية لايمكن ان تثبت بلا واسطة البرهان لانها ليست قضايا تحليلية تربط بين مفهومين او معنيين حتى تثبت بلحاظ طرفيها وانما لابد لاثباتها من المرور في العالم.
    "الأول : برهان النظم. أوضح الأدلة على إثبات الله تعالى الذي يحكم به العقل, هو دليل النظم والتدبير . فالكل يرى العالم بسماواته وأراضيه, وما بينهما من مخلوقاته ورواسيه من المجرة إلى النملة . فنرى أجزاءها وجزئياتها مخلوقة بأحسن النظم, وأتقن تدبير وأحسن صنع, وأبدع تصوير, فيحكم العقل بالصراحة أنه لابد لهذا التدبير من مدبر, ولهذا التنظيم من منظم, ولهذا السير الحكيم من محكم, وذلك هو الله تعالى ."
    هذا الدليل حتى اذا صح، وهو غير صحيح، فهو اعم من المدعى وبالتالي فان المدعى لاثبت منه. فالدليل ينتج عنه في حال صحته وجود منظم او وجود مصمم ولكن بما ان مفهوم المنظم اوسع من مفهوم الله فان الدليل اوسع من المدعى. لكي نفهم هذا بصورة صحيحة يجب ان نلاحظ ان مفهوم المصمم من حيث هو مصمم اي من يضع الاشياء بنحو معين من الترتيب المقصود لايتضمن ان يكون خالق الشيء ولايتضمن ان يكون عالما بكل شيء ولايتضمن ان يكون قادرا على كل شيء ولا رحمان رحيم او رازق كريم او مرسل للانبياء وختمهم بمحمد وكل هذه ضرورية لوجود الله وليست كلها محتوات في مفهوم المنظم. فالدليل اعم من المدعى كما قلنا.
    لكن الدليل لايصح من عدة وجوه ساذكر بعضها.
    1- ان العلم الحديث قدم لنا احتمالا اخر لتفسير النظام في العالم وتعدد الاحتمال يبطل الاستدلال. اضف الى هذا ان ما قدمه العلم ليس مجرد احتمال وانما نظريات مؤيدة بالادلة التجريبية وهي على هذا اقرب للصدق من مجرد تكهنات فلسفية قائمة على التأمل والمماثلة الساذجة. فالنظام في المجموعة الشمسية يفسر عبر الجاذبية التي تحفظ الكواكب في مداراتها والجاذبية قوة طبيعية. فالسبيل الوحيد لكي يصدق الدليل هو ان يكون علم الفلك وكل ما توصل اليه الفلكيون من نظريات في عداد المستحيل والا لو كان كلامهم محتمل لابطل استدلالك بناءا على القاعدة المشهورة: تعدد الاحتمال يبطل الاستدلال.
    2- ان المشاهد من النظام انما هو بعض من العالم ولم يشاهد اي احد العالم بكله فكيف تدعي ان العالم مشاهد؟ وانه منظم؟ ولو فرضنا ان هناك من زار كل زاوية في العالم وكل بقعة من بقاعه ووجد انها منظمة فان هذا لايثبت منه ان العالم منظم لان صفات الكل ليست بالضرورة صفات الجزء وانما حتى يستقيم برهانك لابد ان تثبت ان العالم منظم بينما انت احتججت بان بعضه منظم فكيف امكنك استنتاج الكل من الجزء؟
    3- من يستطيع ان يميز التصميم الجيد فانه بالضرورة قادر تمييز التصميم الرديء وهذه لايمكن الفرار منها لان ما لايكون تصميم جيد فهو غير جيد. فالان انت انظر كل التصميمات الرديئة في العالم وانظر الى كل الخراب الذي يجري باستمرار في الكون. فبحسب قانون الثرموداينمكس (الانتقال الحراري) الثاني فان كل شيء في العالم يسير من حسن الى سيء الى اسوأ. الكون كله في حالة انهيار وتداعي على بعضه البعض. فالقمر يبتعد عن الارض وحركة الارض تبطأ باستمرار والشمس سينفذ وقودها ودرجة الحرارة على الارض تتزايد. ثم انظر الى تصميم جسمك وقل لي اي مهندس يصمم العين بحيث تخرج العصيبات الضوئية الى الامام باتجاه الضوء ومن ثم تعود القهقري الى الخلف فتتسبب في بقعة مظلمة في العين تعرف بالبقعة العمياء؟ هل سمعت عن مصمم كاميرا يخطئ مثل هذا الخطأ؟ واي مصمم يضع البروتستات في مجرى البول عند الرجل فيتسبب في تضخمها عند نصف الرجال المسنين؟ وانظر الى تصميم العمود الفقري وتصميم اوعية الاطراف السفلية التي قد ينتج عنها الدوالي. واخبرني لماذا يصمم الله السمندل المسمى Typhlomolge rathbuni بعينين ثم يجلعه اعمى؟
    اكتفي بهذا المقدار للاختصار.
    "الثاني : امتناع الصدفة. فإنا إذا لم نؤمن بوجود الخالق لهذا الكون العظيم, فلابد وأن نقول : بأن الصدفة هي التي أوجدته أو أن الطبيعة هي التي أوجدته . لكن من الواضح أنه لا يقبل حتى عقل الصبيان أن تكون هذه المخلوقات اللامتناهية وجدت بنفسها بالصدفة العمياء أو بالطبيعة الصماء ."
    القسمة في هذا الدليل غير منحصرة لان لها ثالث (واكثر) فالله ليس نقيض الصدفة حتى يلزم من عدم الايمان به الركون الى الصدفة. وها انت ذا وضعت ثالثا في البين فقلت الطبيعة! فهنا نعود بك الى الرد السابق فنقول لك ان علوم العلماء الذين ارسلو سفناً فضائية الى المريخ وهبطو على سطح القمر قد اعطونا تفسير طبيعي لوجود العالم في نظرية الانفجار العظيم كما اعطانا العلم تفسيرا لظهور الانواع الحية في نظرية التطور. فلست ادري ماذا تقصد بعقول الصبيان؟ فحسبما ارى ان العلماء الحقيقيين الذين اخترعو واكتشفو هم من فسرو العالم طبيعيا بينما يتهمهم غيرهم ممن لم يخترعو لم يكتشفو ولم ينتصرو على ذبابة فان عقولهم عقول الصبيان؟
    "الثالث : برهان الاستقصاء. فان كلاً منا إذا راجع نفسه يدرك ببداهة أنه لم يكن موجوداً أزلياً, بل كان وجوده مسبوقاً بالعدم, وقد وجد في زمان خاص, إذن فلنفحص ونبحث : هل أننا خلقنا أنفسنا ؟ أم خلقنا أحد مثلنا ؟ أم خلقنا القادر الله تعالى ؟ ولا شك أننا لم نخلق أنفسنا, لعدم قدرتنا على ذلك, ولا شك أيضاً أن أمثالنا لم يخلقونا لنفس السبب, إذن لا يبقى بعد التفحص والاستقصاء إلا أن الذي خلقنا هو الله تعالى, لأنه القادر على خلق كل شيء ."
    هل حقاً لاتعرف من اين اتيت؟ فكل منا له اب وام ولد منهما وهذه الملاحظة البديهية التي يعرفها اي طفل حينما يقول هذه امي وهذا ابي هي مفتاح معرفة من اين اتينا. ولكن دعني اسير على خطى برهانك فنقول ان البشر لم يخلقونا فكيف لايبقى من احتمال سوى الله؟ فهل القسمة منحصرة بثلاثة احتمالات هي اما انا خلقت نفسي او من هو مثلي او الله؟ هل بنظرك هذه قسمة منحصرة وترديد منطقي سليم؟ سادع الجواب لك لانني اعلم كما تعلم انت انها ليست قسمة منحصرة.
    "الرابع : برهان الحركة. انا نرى العالم بجميع ما فيه متحركاً, ومعلوم أن الحركة تحتاج إلى محرك, لأن الحركة قوة والقوة لا توجد بغير علة . إذن لابد لهذه الحركات والتحولات والتغيرات من محرك حكيم قدير, وهو الله تعالى ."
    1- البرهان اعم من المدعى. لان البرهان ينتج منه، اذا صح، وجود علة محركة او وجود محرك ومفهوم المحرك اوسع من مفهوم اله اذا لم اقل الله.
    2- نحن لانرى العالم بكل ما فيه وانما نرى بعض من العالم. لم ير اي احد العالم بكله ولم ير اي احد كل ما في العالم. فادعاؤك المشاهدة لما لم يشاهده احد هو ادعاء كاذب.
    3- الحركة لاتحتاج محرك على نحو ما كان يظن ارسطو (ومن قبله افلاطون الذي قسم الحركة الى عشر اقسام) لان نيوتن اثبت ان الجسم المتحرك بسرعة ثابتة لايحتاج محرك وهذا هو ما يعرف بقانون الاستمرارية او القانون الاول لنيوتن. مرة ثانية اجدك تردد ما وجد العلم الحديث جواب له. نعم! ان احلى رد على كل حجج اهل الاديان لايعدو ان يكون كتاب في الفيزياء من كتب المدرسة الثانوية. لكن اذا توخينا العدالة فان ارسطو ميز بين نوعين من الحركة: الحركة بلا محرك وهي تسمى Kinematics او الحركة بالطبع (مثالها سقوط الاجسام) والثاني هو الحركة بوجود محرك واسماها Dynamics او الحركة بالقهر (مثالها رمي الاجسام الى الاعلى).
    "الخامس : برهان القاهرية. إن الطبيعة تنمو عادة نحو البقاء لو لا إرادة من يفرض عليها الفناء . فالانسان الذي يعيش والاشجار التي تنمو لا داعي إلى أن يعرض عليها الموت أو الزوال إلا بعلة فاعلة قاهرة . فمن هو المميت ومن هو المزيل ؟ ذلك الذي له القدرة على فناء مخلوقاته وهو الله تعالى ."
    1- البرهان اعم من المدعى. فمحصله هو وجود فاعل قاهر وفاعل قاهر اعم من الله. هذه ثالث مرة تضع برهان لاينتج عنه المدعى.
    2- الطبيعة ليس فيها اي بقاء فقد قلنا ان قانون الثرموداينمكس الثاني يجعل كل شيء في حالة تحول من سيء فاسوأ فالخلايا تموت لما تصبح الاغشية التي تحفظها غير قادرة على طرح الفضلات وامتصاص الغذاء. والموت صفة طبيعية لها وليست مقهورة عليها وليست مجبرة على ما سواها. فالامر يشبه البطارية التي تتوقف عن العمل بعد ان تنفذ طاقتها. انها لم تكن مجبرة على التوقف.
    "هذه أدلة خمسة من بين الأدلة العقلية الكثيرة التي تبرز الايمان الفطري بوجود الله تعالى. وأما كيف وجد وأين وجد، فذلك ممنوع شرعاً عن التحدث عنه"
    ولم هو ممنوع؟
    " بل ولا يمكن للعقل أن يدركه"
    لكن الله يستطيع ان يخبرنا على اي حال وان كنا لاندركه. واذا لم يكن يخبرنا عن الامور التي لايمكن ان نصل اليها بالبحث العلمي والفلسفي ومهما بلغنا من معرفة وتقدم فما الفائدة من وحيه اذاً طالما لايقدم لنا ما نعجز عن معرفته؟ وكل ما يخبرنا به هو ما يمكن ان نعرفه بالعقل والبديهة؟ ))
    وهنا تمت الاجابة على تساؤلاته والشبهات التي فرضها حسب قناعته
    الجواب:
    (( الردود والاعتراضات المذكورة لا تستند إلى برهان علمي، وإنما هي مجرد إشكالات مثارة يمكن بيان زيفها بأدنى التفات.
    أولاً: أما الاعتراض الأول ودعوى أن الدليل المذكور في جوابنا هو مغالطة التماس العواطف، فهو عدم مقدرة المعترض على التمييز بين العاطفة وبين الدليل الوجداني، وما اشرنا إليه هو من قبيل الدليل الوجداني وليس من قبيل العاطفة ولا هو محاولة لاستثارتها، فالانسان الذي يتجرد من العناد والتعصب إذا خلي وطبعه وفطرته الاولى لابد ان يقر بوجود الله فيتوجه إليه توجها غريزياً، لأن قضية وجود الله مركوزة في الجبلة البشرية فلا يتطرق إليه سبحانه من هذه الجهة شك (( أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ )) (ابراهيم:10)، غير ان الفطرة المشوهة بتاثير القضايا الالحادية والنظريات الكفرية لا يتسنى لها فهم هذا الدليل فتحسبه عاطفة... مع أن الله تعالى ظاهر لكل ذي فطرة سليمة وهذا ما اشار إليه الامام الحسين عليه السلام في بعض الادعية: (أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيبا...) الدعاء. نقول للملحد: هذا النوع من الادلة لا يناسب حالك بعد أن تشوهت فطرتك وعميت بصيرتك، ولكن دعنا ننتقل الى الدليل الثاني.
    وأما الاعتراض على برهان النظم بأنه أعم من المدعى فهو اعتراض واه، لأن المقصود من ذكره ليس هو اثبات صفات المنظم ككونه خالقا ورازقا أو رحمانا او رحيما...الخ حتى يكون اعم، بل لاثباتوجود (منظم) من خلال ملاحظة النظام، وأما الصفات الاخرى فيستدل عليها بأدلة أخرى، فلا تكون الدعوى إذن أعم من المدعى. فما عقب به الملحد بالتطرق إلى سائر الصفات التي للخالق تبارك وتعالى هو تعميم منه لأجل المصادرة على مطلوبه الذي لم نقل به، ومن ثم نسبنه إلينا.
    وأما زعمه بأن الملاحظة التي على اساسها تم الاستدلال على شمول النظام لجميع أجزاء العالم لا يمكن ان تستفاد من مجرد ملاحظة جزء من الكون، واحتمل لذلك أن لا يكون في ذلك الجزء المفترض تنظيم وضرب له أمثلة... فهو كلام مبتن على افتراضات محضة لا تنقض الدليل، لأن الاحتمال الذي يبطل الدليل العقلي هو قضية جزئية سالبة تنقض الكلية الموجبة التي هي نفس الدليل، فقولنا (كل شيء في العالم خاضع للنظام) ينقضه قول: (بعض الاشياء في العالم ليست خاضعة للنظام) ويكفي أن يأتي بشيء واحد على الاقل حتى تتحقق الجزئية السالبة، وما ذكره من الامثلة لا ينقض الدليل، فعلى الملحد أن يثبت مواضع نقض الدليل لا ما يتصوره بفهمه أنه كذلك، فالعلماء لم يذكروا أن هذه الامور التي استشهد بها مناقضة للنظام العام ولا قادحة فيه، إذ النظام ليس هو فقط نظام (الكون) بل أيضا نظام (الفساد)، وقد جعل المنظم الحكيم في تكوين الاشياء الارضية بل والسماوية عوامل فسادها وزوالها، فالامراض والنقائص والكوارث والحروب كلها خاصعة لنظام الكون والفساد في العالم، فالاشياء لم تخلق لتدوم إلى الابد.
    ثانياً: الملحد لا يفهم معنى هذا الدليل وعبثا يحاول نقضه بادعاء عدم تمامية الاستدلال فيه، بل نقول: القسمة حاصرة، لأن الاشياء أما ان توجد بنفسها او توجد بغيرها، فإذا وجدت بغيرها فهذا الغير إما ان يكون مريدا وقاصدا لإيجادها أو انها تجب عنه من دون قصد ولا إرادة، والاول (وجود الشيء بنفسه) باطل لأن المعدوم لا يمكنه ان يهب الوجود لنفسه إذ فاقد الشيء لا يعطيه، والثاني هوالخالق تبارك وتعالى والثالث هو الطبيعة، وأما الصدفة فهي انكار وجود السبب مطلقاً، وليست هي نقيض الله تعالى كما يصادر الملحد. والملحد ايضاً يخلط بين التفسير والسبب، وبين الطبيعة والدليل المستفاد من العلم الطبيعي، وهذا الخلط جعله يرتب على الدليل المذكور اشكالات لا وجود لها إلا في خياله واوهامه.
    ثالثاً: وأما اعتراضه على دليل الاستقصاء بنفس اعتراضه على دليل النظم وزعمه أن القسمة غير حاصرة فهو جهل محض، ومرة اخرى يخلط بين الاسباب ولا يفرق بين السبب البايلوجي وهما (الوالدان) والسبب التكويني، لا شك ان المكون للجنين ليس هو الاب ولا الام وإلا لجعلا وليدهما مثلما يريدان له ان يكون، والحال انهما غير قادران على التحكم في صفاته ولا حتى جنسه، وعجزهما هذا يثبت بأنهما مجرد سبب بايلوجي لنشوء الطفل المتولد عنهما.
    رابعاً: وأما اعتراضه على دليل الحركة بما اعترض عليه آنفا على دليل النظم حيث زعم أن الدعوى أعم من المدعى وذلك من خلال المصادرة على مطلوب غير مذكور في الدليل تبرع به هو ثم حاكم الدليل طبقا له، فدليل الحركة لا يثبت به اكثر من وجود محرك، اما هوية أو ماهية أو صفات هذا المحرك فتستفاد من أدلة اخرى، وهو دليل فلسفي قديم استعمله ارسطو من خلال ملاحظة الحركات في عالم الطبيعة، وصورته المختصرة هي: (لكل متحرك لابد من وجود محرك)، وهذه الصورة تندرح تحت دليل اعم وهو دليل العلة والمعلول: (لكل معلول علة). وأما ما كشفه العلم المعاصر في قانون القصور الذاتي، القائل: ان الجسم إذا حرك استمر في حركته ما لم يمنعه شيء خارجي عن مواصلة نشاطه الحركي، هذا القانون أسئ استخدامه، إذ اعتبر دليلا على ان الحركة حين تنطلق لا تحتاج بعد ذلك إلى سبب خاص وعلة معينة، واتخذ أداة للرد على مبدأ العلية وقوانينها. ولكن الصحيح ان التجارب العلمية في الميكانيك الحديث، انما تدل على ان العامل الخارجي المنفصل ليس هو العلة الحقيقية للحركة، والا لما استمرت حركة الجسم بعد انفصال الجسم المتحرك عن العامل الخارجي المستقل. ويجب لهذا ان تكون العلة المباشرة للحركة قوة قائمة بالجسم، وان تكون العوامل الخارجية شرائط ومثيرات لتلك القوة.
    خامساً: في إشكاله على دليل القاهرية لم يزل الملحد يراوح في مكانه، فهو متشبث بذلك الوهم السابق والذي تقدم نقضه والذي يزعم فيه ان الدليل أعم من المدعى، فهو لا يفرق بين المفهوم والمصداق، فإذا ثبت المفهوم بالدليل فالمصداق يمكن اثباته بدليل آخر فلسفي وغالباً عقائدي، وذلك من خلال براهين التوحيد. واما بقية اعتراضه فقد رددنا عليه حينما تطرقنا إلى نظام الفساد المساوق لنظام الكون والمندرج كل منهما تحت النظام الكلي، فلا نعيد.


    هنا يتساءل الملحد ؟؟
    طيب ما في دليل عقلي على وجوده وما ذكرته مجرد كلام ولو طبقناه بنرجع نقول الله أوجد الكون فمن أوجد الله على فرض ان الصدفة مرفوضة في قانونك
    وأيضاً تقول الكون يحتاج لمحرك وهو الله فمن أوجد هذا المحرك لانه يستحيل أيضاً وجوده من العدم أو الصدفة



    وهنا تتم الاجابة عليه
    الدليل العقلي في اثبات وجود الله تعالى يستفاد من مبدأ العلة والمعلول (قانون السببية) فإن ثبت أن للوجود سبباً فقد ثبت المطلوب، إذ الكون لا يمكن أن يكون متكونا بالصدفة، والصدفة لو صحت لا يترتب عليها النظام المحكم الذي نشاهده في كل شيء، وأما النقاش في ماهية ذلك السبب فهو أمر آخر وراء الاعتقاد بضرورة وجود السبب، ولا يجوز أن تتسلسل الاسباب إلى غير نهاية فإن ذلك باطل ومستحيل عقلا، أي لابد لنا أن نخلص في نهاية المطاف إلى سبب هو مسبب جميع الاسباب وهو الله تعالى
    فهذا هو الدليل العقلي الذي يستند إليه كل برهان في اثبات وجود الخالق سبحانه وتعالى
    ودمتم في رعاية الله
    التعديل الأخير تم بواسطة Mustafa AL_Attabi ; 30/June/2015 الساعة 5:33 am

  3. #13
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: April-2011
    الدولة: طحربه
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 0 المواضيع: 49
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 1496
    مزاجي: مشمشي
    المهنة: علوم حاسوب / الجامعة التكنولوجية
    أكلتي المفضلة: دجاج منتول
    موبايلي: A3s6
    آخر نشاط: 1/January/2018
    مقالات المدونة: 7
    حبيبي شكرا على طرح موضوع رائع كهذا

    السبب الرئيسي لشيوع اﻻلحاد هم رجال الدين

    الذين يدعون الدين انته ما سامع ااشاعر الملحد

    شيكول ( اي مخنوك من شفت اليصلي يبوك

    ومن شفت اليصوم يخاف من الماي

    بس عيونه تاكل كل نثايه السوك )

    واخيرا انصح بكتاب حوار مع صديقي الملحد للدكتور

    مصطفى محمود

  4. #14
    من أهل الدار
    آلـعـتَّـآبِــِي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The sad man مشاهدة المشاركة
    حبيبي شكرا على طرح موضوع رائع كهذا

    السبب الرئيسي لشيوع اﻻلحاد هم رجال الدين

    الذين يدعون الدين انته ما سامع ااشاعر الملحد

    شيكول ( اي مخنوك من شفت اليصلي يبوك

    ومن شفت اليصوم يخاف من الماي

    بس عيونه تاكل كل نثايه السوك )

    واخيرا انصح بكتاب حوار مع صديقي الملحد للدكتور

    مصطفى محمود


    حضور راقي اخي الكريم

    لا احد ينكر قباحة بعض الملتحين والمحسوبين على الدين بل ما اكثرهم ولكن هذا لا اعتقد سببا مقنعا للانحراف
    الفكري وتغييب العقل بسبب مخلوقات مخطئة وما الحل اذا جابهنا الخطأ بالخطأ
    انا ولدت عراقيا والعراق شعب غني بذاته وثرواته وتاريخه ولكنه بواقع الحال اسئ استخدام ثرواته وانحصرت بيد ثلة من السارقين وسماسرة الدم وضاعت حقوق وحياة ومستقبل ابناءه وسط هذه الفوضى السياسية المستمرة منذ اكثر من الف سنه فهل هذا سبب كافي لان اكفر بالعراق مثلا وبارضه واتخلى عن انتمائي اللذي ولدت عليه لا والاكثر اتهجم على ماتبقى من تراث واحكم على جميع من يسكن هذه الارض بالانحراف ؟
    هذا مثال ممكن الاخذ به في الدين لان الدين التوحيدي حسب الثوابت العقلية هو فطرة الله التي نولد عليها ولكن نحن من نسئ ونغير هذه الفطرة بتصرفاتنا وافعالنا ولا احد مسؤول عن هذا الضياع والظلال الا نحن .. نحن فقط ..
    محبتي واحترامي

  5. #15
    miss nau nau
    ادام الله سماحتها.
    تاريخ التسجيل: December-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,112 المواضيع: 1,747
    صوتيات: 39 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18840
    مزاجي: مشمش
    مقالات المدونة: 8
    برايي الالحاد ازداد في الاونه الاخيره والسبب رجال الدين المتشددين خصوصا في بعض مناطق الخليج
    والاسوء انهم انزلو فتاوي ( معروفه بانها خارجه عن الدين ) باسم الاسلام فعندما تاتي وتحاور ملحد يشهر بوجهك تلك الفتاوي ويقول هذا اسلامك!!
    وهذا ما ينص عليه اسلامك وبالتالي علينا معالجه الافات التي لدينا من رجال الدين الجهله قبل محاوله علاج الملحد
    وعلينا ايضا ان نعلمهم من هو الاسلام الصح مع اي مذهب (الاسلام ذو الفتاوي والقوانين الالهيه ) وليس تلك التي يبتدعها اولئك الجهله
    اما بالنسبه للملحدين انفسهم فاراه تكبر وعناد الحادهم وهذا واضح عندما تناقشهم

    موضوع مميز شكرا لك

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال