عندما تفقد الدراما أخلاقها وقيمها الإنسانية، فإنها بلا شك تؤدي إلى الإفلاس الثقافي والهبوط الاجتماعي والتدني في مستوى الحوار حتى يبدو بيزنطياً لا طائل منه.
“صرخة روح” بجزئه الثالث مثال صارخ عن نصوص ركيكة وهشة، لدراما مبتذلة أضحت مدرسة في تعليم الخيانة والتلاعب بغرائز المشاهد في شهر كريم، يفترض أن يكون للعبادة والتقرب من الله لا العبث في عقول الناس.
ولا يختلف اثنان على أن أهم وظائف الدراما تسليط الضوء على الواقع المعاش، وإذا افترضنا جدلاً أن الخيانة تسيطر على المجتمع السوري خاصة والعربي عامة، فإنّ مسلسل “صرخة روح” بالغ في طرح قصصه ورسخها على أنّها ضيفة دائمة على البيوت. العمل شوّه المجتمع وأظهر الخيانة كأنها ظاهرة اجتماعية دارجة، وأن الجنس هو الهاجس الأول والأوحد للناس.
النصوص في معظمها بدت متشابهة شكلاً ومضموناً، وأباحت ما هو محظور في مجتمع شرقي يصارع من أجل الحفاظ على عاداته وتقاليده.
الخماسيات تصلح للكبار فقط، ولا يجوز أن ترافق الجلسات العائلية، بل يجب عدم عرضها لمن هم دون الـ 18 عاماً لأنّ أبطالها غرف النوم والألفاظ الخادشة للحياء، يخاصة أنّ شهر رمضان يتميز بـ”لمة العيلة” التي يجب أن تفترق عند عرض العمل!
أولى الخماسيات التي عرضت كانت بعنوان “الخلخال” من بطولة جيني إسبر، ورنا الأبيض، وخالد القيش، ومديحة كنيفاتي، ولميس عفيفة، ويزن السيد.
وتتمحور حول طبيبة نفسية متزوجة من مصور فوتوغرافي وتربطها علاقة صداقة قوية بإحدى الفتيات. إلا أنها تكتشف خيانتها من تلك الصديقة التي لطالما اعتبرتها أختاً لها، مما يعني أنّ الطبيبة التي تداوي الناس تعجز أحياناً عن مداواة نفسها وهي الحالة التي مرت بها «نارا» الطبيبة النفسية في هذه الخماسية.