قاربُكِ الملحُ..
............
بمنأى عن القطارات الصاعدة
وبعيداً عن الجروف التي لا تظم المياه
وعن رياحك البيضاء
سأدفع دفتي ناحية النأي
لعلكِ تمرين خفافا
ولعل الفصول القادمة
تأخذني من اصابعي الداميات
حيث مساحات الخيول الضامئة
وحيث القناطر العمياء.
أنتي ما تزالين
تهجسين برأسي
بمناديل زواياك
كأنك غير معتادة على جوع قلبي
بعيداً عن تقاويم الجدران الكالحة
ومن غير ضجيج سأرسم ميسمكِ
وسأغلق على ثياب نومكِ
باب القلب
وجفن العين
وسأبقيك خلف الاشياء مشرعة
بلا رتاج.
كيف عودتُ أناملي القديمة
على بربرية جسدكِ
وكيف اعطيتك القفل والمفتاح
ونتوء المواجع
وبالأمس كنتُ وسدتكِ في غرف المباهج
سريركِ الحلم والشفتين
وكم اعتنيت في احتلام عينيكِ
طفلة من شغاف.
وقلت اغترفي لعنقودك المشتى
هذا مائي
وغامرتُ في الناي بعيداً،
قاربك كان الملح
مساميره من قطن
وخلفت ورائي كل الموانئ
وغامرتُ...
يعقوب الربيعي