ذكرايَ مَركبُها ترسُو على يَبِسٍ
في الوجد تَجدفُ إبحَارًا بلا سَفَرِ
تنام في يدها
شعري تُهَمْهِمُهُ
كوردِ مُبْتَهِلٍ
لله في خَطَرِ
لولا قصيدي رُقىً ما كان يَعْصِمُها
مِن الجُنون دَوَا جنٍّ و لا بَشَرِ
و ما اطمَأنَّ لها
جنبٌ توسِّدهُ
كأنَّ مَضجعَها
كومٌ من الإبَرِ
في مُقلتيْها ترى الأحلامَ رابضةً
حَسْرى كخيلِ رهانٍ دُونما ظفََرِ
في مقلتيها تَرى
الآهات مِن حُمَمٍ
تكادُ تأتي على
الأهداب و البَصَر
و الحُزن يَرتعُ في أفياءِ بَسمَتِها
كالطين ممتزج بالثلج في حُفر
تُعلِّلُ الشَّوقَ كَمِ
تشوي القََراحَ لهُ
بما تيسَّرَ مِن
آهٍ و مِن عِبَرِ
كالطير في قفَصٍ ما هَمَّهُ صُنِعَتْ
أسلاكُها ذهبا ما دام لمْ يَطِرِ
تقول: يا ليتني
في الخُلدِ مَنسية
فلا خُلِقْتُ وَ لا
صُوِّرْتُ من بَشَر
إِن لمْ نَكُنْ نَرْتجي وَصْلا غذاةَ غَدٍ
فالصَّبرُ مِن تَرَفِ الآلام في هَدَرِ
محمد شنوف