عجيب أمرنا نحن المسلمين، ندرك الصواب ونتحاشاه!!، نعلم أن شهر رمضان هو شهر يدرب النفس ويعودها على الضبط وعدم الإسراف، ومع ذلك نجد المرأة طوال اليوم تعد ما لذّ وطاب من المأكولات ولا تخرج من مطبخها إلا مع أذان المغرب، وما أن يؤذن حتى تبدأ الأفواه في الأكل إلى حد التخمة!. نعلم أن شهر رمضان هو شهر الأعمال الصالحة، يحاول من خلاله المسلم استثمار وقته لطاعة الله والتقرب إليه بتلك الأعمال، ومع ذلك فإن أسوأ أنواع استثمار الوقت نجده في رمضان، سواء في المجمعات التجارية أو مشاهدة المسلسلات والمسابقات التلفزيونية، أو الخيم الرمضانية أو الغبقات والسهر حتى مطلع الفجر!. نعلم أن شهر رمضان هو شهر القرآن، ففيه نزل القرآن الكريم على نبينا صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك يندر من يحافظ على قراءة القرآن بتدبر وطمأنينة، وأغلب من يحاول ختم القرآن في رمضان أحد صنفين: إما أن يريد إهداء ختمته إلى قريب متوفى، ولا يدري بأنه أحوج ما يكون لهذه الختمة، والثاني يقرأ على عجالة دون تدبر بل دون إحساس! نعلم أن شهر رمضان هو شهر الصلاة والذكر، ومع ذلك نرى العجب العجاب، فمن كان لا يصلي طيلة العام، نجده يدخل المسجد وكأنه صاحب فضل، فيتشرط على إمام المسجد بتقصير التلاوة في الصلاة أو عدم الاطالة في السجود، وآخر يسهر طوال الليل ثم ينام قبيل أذان الفجر، وآخر لا يصلي أصلاً وبالتالي لا ينال من صيامه سوى الجوع والعطش! نعلم أن شهر رمضان هو شهر الستر والعفاف، ومع ذلك نجد عدداً من النساء يأتين المسجد لصلاة التراويح وقد فاحت منهن رائحة العطورات وبعضهن يأتين متبرجات، ونوع ثالث يتفنن في لبس الحجاب إما بتغطية نصف الرأس فقط أو وضعه بطريقة سنام الجمل وهو ما يعرف بـ «بونفخه»، وهناك صنف من النساء تأتي لابسة الكعب فتجدها تتمايل بين الرجال! يبدو أن المتناقضات مستمرة في شهر رمضان وهي في ازدياد، والله أسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل. إشراقة.. بينما صُفّدت شياطين الجن، أخذت شياطين الإنس تنشط وبقوة.. سبحان الله!!