في الوقت الذي يعتزم فيه جهاز الشرطة الأوروبية إطلاق وحدة لمحاربة جرائم المعلوماتية، بتمشيط الآف الحسابات على المواقع الاجتماعية المرتبطة بتنظيم الدولة "داعش"، يرى مراقبون أن الدول العربية لم تتخذ خطوات فعالة لمحاربة الإرهاب الإلكتروني، وذلك بعد نحو 7 أشهر من إعلان دول عربية عزمها محاربة الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت.
ويقول عادل عبد المنعم بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، إن التصدي لمواقع الإرهابيين الإلكترونية وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي في عمليات تجنيد المقاتلين وبث الدعايات للتنظيم يتطلب تعاونا دوليا، لافتا إلى أنه لا توجد دولة واحدة تملك الإمكانيات الكافية للتصدي للإرهابيين".
وأوضح عبد المنعم أنه يمكن الحد من تمدد التنظميات الإرهابية إلكترونيا من خلال إغلاق المواقع التي تروج للتلك التنظيمات، وكذلك حذف التغريدات التي تحمل وسما ذي طابع إرهابي"، مستشهدا بما قامت به السلطات الأميركية من إغلاق لموقع Megaupload في وقت سابق.
وأضاف كما يقوم موقع "يوتيوب" بحذف المواد الفيلمية الإباحية فإنه بالإمكان حذف الأفلام التي تنتجها التنظيمات الإرهابية، مؤكدا على أن ذلك لا يتم إلا من خلال تعاون دولي في إطار قانوني
خطة إلكترونية للتحالف
وفي أكتوبر 2014، كشفت الولايات المتحدة عن خطة للتحالف المعلوماتي مع الدول الغربية والعربية لتنسيق الجهود من أجل مواجهة تنظيم الدولة "داعش" إلكترونيا، وخصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في ختام اجتماع الكويت الذي حضره ممثلون عن البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والأردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات. حيث أكد ممثلو الدول العربية اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز الحرب ضد الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت.
وسيطر تنظيم الدولة على أراض واسعة في العراق وسوريا وأعلن فيها "الخلافة" مستخدما بشكل معقد شبكة الإنترنت لنشر تسجيلات ومجلة. ويستخدم أنصار التنظيم الشبكة بشكل مكثف إذ باتت الإنترنت الوسيلة الأكثر فعالية لتجنيد المقاتلين الأجانب.
حرب معقدة
ورغم التقدم التكنولوجي الذي وصلت إليه الحكومات حول العالم، فإن مساعيها الحثيثة لإزالة المحتويات التي تدعو أو تروج للإرهاب على شبكة الإنترنت لم تحقق النجاح المنتظر، نظرا للطرق البديلة، والتي يلجأ إليها أصحاب هذه المحتويات للإفلات من الرقابة.
وفي تقرير لمؤسسة "كواليام"، وهي مؤسسة بحثية لمكافحة الإرهاب، عن جهود السلطات البريطانية لمحاربة التشدد على الإنترنت، قال خبراء إن المواد الداعية إلى الإرهاب أو إلى الأفكار المتشددة تعود للظهور على الشبكة العنكبوتية فور قيام السلطات بإزالتها.
الحملة الأوروبية
من جانبه يستهدف الفريق الأمني الأوروبي العثور على عناصر أساسية في حملة نشرت 100 ألف تغريدة على موقع "تويتر" ولها علاقة بجماعة إرهابية سعيا إلى تجنيد مقاتلين أجانب.
ومن المقرر أن تبدأ الوحدة الجديدة عملها بعمل مسح للإنترنت من أجل محاصرة شخصيات قيادية مسؤولة عن الحملة الدعائية الخاصة بداعش على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استعان بها من أجل تجنيد مقاتلين أجانب وزوجات متطرفات.
المصدر
http://m.skynewsarabia.com/#!/web/article/754984