يقوم المسلمون خلال شهر رمضان المبارك بتجميع إرادتهم للتوقف عن تناول الطعام والشراب وحتى التدخين طوال فترة الصيام. ويذكر أن نحو 90% ممن يقررون الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان ينجحون في ذلك.
ونتيجة لاعتماد (أو إدمان) المدخنين على مادة النيكوتين الموجودة في السجائر، فهم يواجهون أعراضا انسحابية عند التوقف عن التدخين أثناء الصيام. ومن ضمن هذه الأعراض التهيجية وسرعة الغضب وصعوبة التركيز. ويشار إلى أن الإدمان له تأثير مباشر على المواد الكيميائية الجسدية التي تؤثر على المشاعر والسلوك. لذلك، نجد العديد من الصائمين يهرعون للتدخين بمجرد إنتهاءهم لطعام الإفطار أو حتى قبل الانتهاء منه.
وقبل إقلاع المدخن عن هذه العادة السلبية، يجب عليه أن يتفهم ما هو الإدمان وأنه قادر على التخلص منه. ويعد شهر رمضان المبارك أفضل فرصة كونه يغير عقلية المدخن وبيئته. ففي كثير من الأحيان، يقوم المدخن بتفسير قيامه بهذا السلوك السلبي بالعديد من الأعذار، منها اعتقاد المدخن بأن التدخين يعطي دفعة من الطاقة أو أنه يحد من التوتر وغير ذينك.
أما ما يحدث بالفعل، فهو قيام التدخين بالحفاظ على مستوى معين من النيكوتين في دم المدخن وخاصة في الدماغ. وهذا هو، في الواقع، المفتاح لفهم الإدمان على التدخين، فهو يجعل المدخن تحت تأثير عال من النيكوتين، ما يجعل جميع الأعذار المذكورة أعلاه تبدو حقيقية وتقنع المدخن نفسيا بحاجته إلى التدخين.
ويذكر أنه بعد تدخين السيجارة، تبدأ مستويات النيكوتين بالانخفاض، ما يجعل الرغبة في التدخين تبدأ.
وعند هذه النقطة، من المهم لمدمن التدخين إيجاد أساليب جديدة لصرف نفسه عن الرغبة في التدخين. وتاليا بعض هذه الأساليب التي ينصح الصائم بالقيام بها لتخفيف أو إزالة الرغبة بالتدخين:
● البدء بالقيام بأنشطة تجعل التدخين صعبا بدنيا للأداء. ومن الأمثلة على ذلك غسل السيارة وإزالة الأعشاب الضارة في الحديقة والركض وأخذ حمام طويل.
● مراقبة عقارب الساعة، وتحديدا عقارب الدقائق كلما بدأت الرغبة بالتدخين.
وذلك للقيام بمحاربة تلك الرغبة عن طريق الحفاظ على تركيز العينين على حركة العقارب المذكورة. فبعد دقيقة واحدة، سوف تهدأ الرغبة بالتدخين. كما وينصح بالتركيز على العقارب المذكورة لدقيقة أخرى ليشعر الشخص بأنه أفضل. ويمكن تكرار نفس الشيء لدقيقة أخرى إن لزم الأمر.
ويذكر أنه بعد مرور خمس دقائق، تصبح الرغبة الملحة للتدخين تحت السيطرة. وبمجرد فهم وتجربة الأسلوب، فإن الشخص يصبح أكثر قدرة على التأقلم ومقاومة الرغبة بالتدخين.
وبما أن المدخن عرضة للانتكاسة والعودة إلى التدخين، خصوصا بعد أيام من الإقلاع عنه، فعليه اكتساب سلوك جديد يماثل سلوك غير المدخنين خلال شهر رمضان. ويعد الوقت الأصعب، بطبيعة الحال، هو أثناء وجبات الطعام، وخاصة عندما يحين وقت الإفطار .
وتاليا بعض النصائح لتخطي تلك الأوقات:
● تناول الإفطار بعيدا عن المدخنين.
● تجنب المشروبات والأطعمة التي ترتبط عادة مع التدخين لدى الشخص، منها القهوة والشاي. فخلال شهر الصيام، يمكن لمجموعة متنوعة من المشروبات والأطعمة أن تكون بدائل لما اعتاد المدخن على شربه وأكله مع السجائر.
● ترك المائدة فورا بعد الانتهاء من الإفطار إن كان الشخص ينوي إنهاء وجبته بسيجارة.
● اتخاذ المشي أو ممارسة تمرين رياضي بدلا من إشعال سيجارة، حتى وإن كان الشخص يفطر في المنزل
● الذهاب إلى المسجد للصلاة.
● البحث عن المشتتات كلما شعر بالرغبة بالتدخين.
● وضع زجاجة صغيرة من الماء على مقربة من الشخص بعد تناول الإفطار لأخذ رشفة من الماء في كل مرة يشعر بها الشخص بالرغبة بالتدخين.
● عند الشعور بالرغبة بالتدخين، ينصح بالقيام بتغيير المكان والعمل الذي يقوم به الشخص