مرة أخرى يؤكد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أنه لاعب من "كوكب آخر"، كما يلقبه الكثير من المعلقين الرياضيين، ميسي أعاد إلى الأذهان من خلال هدفه الذي سجله السبت 30 مايو/ أيار في شباك بلباو، ضمن نهائي كأس ملك إسبانيا، هدف الأسطورة ديغو مارادونا في شباك إنجلترا في مونديال 1986، حيث انطلق ميسي مسرعا من الجهة اليمنى وتلاعب بنصف الفريق تقريبا قبل أن يسكن الكرة في زاوية يتواجد بها حارس المرمى معلنا تقدم فريقه بهدف دون مقابل.
وعاد نجم برشلونة ليسجل هدفا ثانيا له والثالث لفريقه بلمسة سحرية سريعة فاجأت دفاع بلباو وحارسه إياغو هيريرين.
المستوى الكبير الذي ظهر به ميسي في نهائي كأس الملك برهن من جديد على النضج الكبير وقمة التألق التي بلغها اللاعب بعد التراجع الطفيف الذي ظهر عليه في بعض الفترات بداية الموسم.
ففي الكثير من المباريات الحاسمة التي خاضاها برشلونة سواء في الدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا أو كأس الملك، كانت رجل ميسي السحرية هي التي تنقذ الفريق الكاتالاني وتمنحه التفوق أمام الخصوم، مثلما حصل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ عندما خلص ميسي زملاءه من ضغط المباراة بعدما عجزوا عن زيارة شباك الفريق البافاري طيلة 70 دقيقة وسجل هدفين، ولا أروع، في شباك نوير ليقود فريقه للفوز ذهابا على بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف دون مقابل.
كما أن "البرغوث الأرجنتيني" هو من كان صاحب الهدف الذي قاد برشلونة للتتويج رسميا بلقب الدوري الإسباني قبل أسبوع من انتهاء المسابقة، وكان ذلك أمام العنيد أتليتيكو مدريد.
ويدين برشلونة كثيرا لنجمه ميسي في إحراز ثنائية الدوري والكأس في انتظار إتمام المهمة والظفر بالثلاثية حال الفوز على يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي ستحتضنه العاصمة الألمانية برلين.
إشادة كبيرة بأداء ميسي
بعد نهاية مباراة برشلونة أمام بلباو أكد تشافي هرنانديز قائد برشلونة أن وجود زميله ميسي يعد "امتيازا" لفريقه الكتالوني، حيث اعتبره "أفضل لاعب في العالم".
وصرح تشافي للتلفزيون الإسباني عقب الانتصار: "ميسي يقوم بأشياء استثنائية لا يفعلها غيره، من الرائع امتلاك أفضل لاعب في العالم بفريقنا".
واستحوذ الهدف الأول لميسي في مرمى أتليتيكو بلباو على اهتمام الملايين وبات الأكثر تداولا على شبكات التواصل الاجتماعي.
وبهذا الهدف أصبح ميسي ثالث لاعب من نادي برشلونة عبر التاريخ يتمكن من التسجيل في أكثر من نهائيات في مسابقة كأس الملك، بعد باولينو ألكانتارا وغوسيب ساميتيي.
وقد علق جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة على أداء ميسي قائلا: "إنه عمل فني مبدع حقا.. إنه بكل تأكيد أفضل لاعب في العالم، نحن محظوظون للغاية لكونه معنا هنا".
ويدرك بارتوميو جيدا أن فرصته ستكون قوية للغاية في انتخابات رئاسة النادي في يوليو/ تموز المقبل إذا نجح ميسي في قيادة الفريق للتتويج بلقب دوري الأبطال أيضا.
ومازال بارتوميو ينتظر قرار المدرب لويس إنريكي بشأن استمراره مع الفريق في الموسم المقبل وقال عنه: "لقد أثبت نفسه كمدرب رائع للفريق هذا الموسم".
وخلال الأيام العصيبة في مطلع العام الحالي، كانت العلاقة بين إنريكي وميسي متوترة للغاية، ولكن 30 انتصارا كانت كفيلة بتحسين العلاقة بينهما، حيث احتضنا بعضهما البعض عقب التتويج بلقب كاس ملك أسبانيا.
وقال إنريكي: "الهدف الأول لميسي كان من كوكب أخر، لقد كان مذهلا"، وأضاف: "ولكن علينا ألا نستغرق طويلا في الاحتفالات، لأن هناك نهائيا مهما للغاية نستعد له"، في الإشارة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
مارادونا عجز عن تحقيق ما نجح فيه ميسي
يصعب الجزم بشكل قاطع من هو الأفضل في تاريخ كرة القدم، هل ليونيل ميسي أم دييغو مارادونا؟. يلتقي النجمان في الكثير من النقاط لكنهما يختلفان في أخرى.
فليونيل وديغو كلاهما من الأرجنتين وكلاهما يملكان موهبة كروية فريدة قل نظيرها في عالم كرة القدم، كما أن اللاعبين معا حملا ألوان فريق برشلونة الإسباني.
رغم ذلك هناك بعض النقاط التي لا يختلف فيها الاثنان، ميسي ظل بعيدا عن الفضائح مثل تعاطي المخدرات أو العلاقات الغرامية مع النساء، بعكس ما كان عليه الشأن بالنسبة لماردونا، فلاعب برشلونة الحالي حافظ على التزامه وظل دائما يسخّر جهده في تطوير موهبته.
لكن بالمقابل نجح مارادونا في تحقيق ما لم ينجح ميسي في نيله وهو لقب كأس العالم، لكن ما يشفع لميسي هو إحرازه للقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات وهو في طريقه حاليا لإحراز اللقب الرابع أيضا.
وفي ظل تشابه موهبة الرجلين يصعب تفضيل أحدهما على الآخر بشكل قطعي، ويمكن القول إن موهبة ميسي هي امتداد لموهبة مارادونا.
فإذا كان هذا الأخير نجم الثمانينيات من دون منازع، فإن ميسي هو سيد الكرة في العصر الحالي وربما سننتظر كثيرا حتى نشهد لاعبا آخر في مثل موهبته.