السومرية نيوز/ دهوك
يبدو الموروث الاجتماعي للاجئين في دهوك ثرياً، فهم لا يدخرون جهداً لإبرازه والتعبير عن آمل غير مفقود بالرغم من معاناة الهجرة والبعد، ولا يوجد أفضل من الطعام هنا كطريق قصير للتعريف عن الموروث بأكلات شهية.
تعمل أميرة يوسف على جذب المتذوقين للأكلات الشعبية التي أعدتها، أما مادلين شمعون، فهي أثارت إعجاب الحضور بنكهة وطعم ورائحة "الكبة" خاصتها، بينما تشيد نازدار شاكر ذو الـ28 عاماً بمهارة الطبخ، واعتبرته فرصة للتعرف عن كثب على المجتمعات المحيطة بالكُرد، وذلك في معرض خاص بالأكلات الشعبية والأعمال اليدوية للاجئين والنازحين المتواجدين في دهوك.
آمل بحياة أفضل
وقفت اللاجئة السورية أميرة يوسف متباهية، وكانت تصر على جذب زوار المعرض لتذوق أكلاتها التراثية السورية في محاولة لتعريفهم بالأطعمة الشامية التقليدية.
وتقول يوسف لـ السومرية نيوز، إنها "أعدت أكلة التبولة والفتوش التقليدية، وحاولت تعريف الضيوف بكيفية إعدادها"، مؤكدة أن "أكلاتها حظيت بإعجاب الزوار باعتبارها من المأكولات النادرة في محافظة دهوك".
وتضيف يوسف، أن "مشاركتها في المعرض جاءت للترويج للأكلات الشامية التي تفقدها محافظة دهوك"، معتبرة أن "الأكلات الشعبية جزء مهم من الهوية والوطنية لأي مجتمع ومن الضروري الحفاظ عليها".
وتبدي يوسف استعدادها لـ"إقامة دورات تعليمية خاصة بإعداد الأكلات الشعبية الشامية".
وكانت المفوضية العليا التابعة لشؤون اللاجئين في دهوك أقامت الأسبوع الماضي معرضاً خاصاً بالأكلات الشعبية والأعمال اليدوية للاجئين والنازحين المتواجدين في دهوك، وتم عرض أكلات كردية وعربية تركية وإيرانية وسورية وآشورية فضلا عن الأكلات التقليدية لمكونات في محافظة الموصل.
مادلين شمعون، لاجئة أخرى في دهوك وهي من سهل نينوى، بدت سعيدة بعرض أكلات منطقتها مؤكدة أن "المعرض وفر لها الفرصة لعرض خبرتها في إعداد الأكل".
وتقول شمعون لـ السومرية نيوز، إنها "قدمت أكلة كبة الموصل التقليدية لضيوف المعرض، ما أثار إعجاب الحضور بنكهة وطعم الكبة التي أعدتها"، مؤكدة أن "أوضاع النزوح أثرت على إمكانية إعداد أنواع المأكولات التي كانت تعدها في السابق".
دعم للنازحين
من جهتهم أعتبر مواطنون من سكان مدينة دهوك أن المعرض فرصة للتعارف على الثقافات الشعبية للمجتمعات التي تحيط المنطقة.
وتقول نازدار شاكر، "28 عاماً"، "هذا المعرض سنح الفرصة، لتذوق عدة أنواع من الأكلات التقليدية وكيفية إعدادها، كونها لم تكن معروفة لدينا في السابق"، مبينة أن "المعرض جعلها تتعرف عن كثب على المجتمعات المحيطة بالكُرد".
أما المنسق الميداني لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في دهوك أردوغان كالكان، يقول، إن "هذا النشاط يهدف عرض تراث وتقاليد المجتمعات التي ينتمي إليها اللاجئون والنازحون المتواجدون في محافظة دهوك"، مشيرا إلى أن "المعرض يدعم النازحين بإقامة علاقات تعارف وصداقة مع المجتمع المحلي".
ويضيف كالكان، أن "اللاجئ والنازح لم يأتي هنا طلبا للحماية فقط، بل جلب معه العديد من الإمكانيات والهوايات والأفكار البناءة"، مؤكداً أن "الواجب يملي فتح المجال أمام النازحين واللاجئين على إظهار إمكانياتهم وقدراتهم حتى لا يشعرون بالغربة".
واعتبر كالكان، أن "الإطلاع على الثقافات المختلفة وتبادلها تسهم في صنع السلام بين المجتمعات".
يذكر أن دهوك تأوي نحو مليون نازح، بحسب مصادر مطلعة، بعد التغيرات الأمنية اللافتة التي أفرزتها أوضاع الحرب في سوريةوانتشار "داعش" في العديد من المحافظات العراقية، في حين تحاول الجهات المعنية تقديم المساعدات اللازمة لهم، وتؤكد على أهمية عودتهم لمناطقهم بعد تطهيرها من التنظيم.
المصدر