من المعروف أن النحت بمعناه الحرفي هو ترك أثر غائر في الأجسام الصلبة كالخشب والزجاج والأحجار، ولكن أن يتم النحت على أوراق رقيقة قد تتلف بمجرد الإمساك بها، هنا يأتي الإحتراف والإبداع، وهذا ما سنراه في فن النحت على أوراق الأشجار.
اشتهرت الصين بهذا النوع من الأعمال اليدوية المتناهية الدقة، وفيها العديد من الفنانين المعروفين في هذا المجال والمتميزين بإبداعاتهم.
يعتبر فصل الخريف مصدراً للمادة الأساسية لهذا الفن، حيث يتم استخدام أوراق الأشجار الطبيعية والتي أخذت في الجفاف والتحول إلى اللون المطلوب، ولكن ليست جميع أنواع الأشجار صالحة لهذا العمل، فهناك شجرة معينة تفي بالغرض تدعى “The Chinar” والمتواجدة بوفرة في الهند والباكستان والصين، حيث أن أوراقها تشبه إلى حد كبير أوراق أشجار القيقب من حيث أن شبكة العروق متوزعة بشكل متماثل في الورقة.
وتخضع أوراق الأشجار لــِ 60 مرحلة معالجة تجهيزية تسبق عملية النحت، كمرحلة التجفيف والقطع وإزالة السطح الخارجي ومرحلة إعطاء الورقة الحيوية المطلوبة، وبعدها تبدأ عملية النحت عن طريق قطع وإزالة أجزاء من الورقة دون المساس بشبكة العروق الدقيقة المنتشرة بها، وكل ذلك يتم يدوياً وباستخدام أدوات خاصة، وليس للطباعة أو التلوين أي دور في العملية!
الفنان المتمرس يستخدم عدسة مكبرة في نحت اللوحة الفنية للورقة، وينتج من عملية النحت على الأوراق رسومات متنوعة، وما يحدد نوع الرسمة الشكل الشبكي للعروق واتجاهاتها، حيث أنها تضفي لمسات وعمق إلى الشكل النهائي للوحة الفنية.
تنوعت الرسومات لتناسب مختلف الأذواق، وبالإمكان نحت أي صورة أو منظر طبيعي لأي من المناسبات أو الأعياد حسب طلب الزبون، وهذا ما جعل الفن يمتد ويصل للأسواق العالمية.
المصدر: chinaiscool ، leafcarvingart