النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع:

مناسبات شهر رمضان الدينية

الزوار من محركات البحث: 115 المشاهدات : 1003 الردود: 0
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,804 المواضيع: 741
    صوتيات: 13 سوالف عراقية: 11
    التقييم: 2353
    مقالات المدونة: 17

    مناسبات شهر رمضان الدينية












    1 رمضان




    موت مروان بن الحكم

    في اليوم الاول من شهر رمضان سنة (85 ه‍( قتل مروان بن الحكم بن أبي العاص بن اميّة بن عبد شمس بن عبد مناف على يد زوجته.

    كيفية قتله:

    ان (فاختة) أمّ خالد بن يزيد، كانت زوجة لمروان، عزمت على قتله لنكثه عهده لها بأن تكون الخلافة لابنها خالد من بعده، فدسّت سمّاً في اللبن و قدمته لمروان، فلما تجرّعه

    شلّ لسانه و دخل في دور الاحتضار، و كان عبد الملك مع سائر بنيه عنده، فراح يشير بإصبعه نحو أم خالد، يريد أنها هي التي قتلته، غير أن أم خالد قالت و هي ترمي إلى

    تمويه الأمر: فداك أبي ، لكم أنت تحبني حتى تذكرني عند موتك ، و توصي أولادك بي!!.

    و على قول آخر: إن مروان كان نائماً فطرحت أم خالد و سادة على وجهه و قعدت مع الجواري فوقه حتى أسلم الروح. و كان مروان في الثالثة و الستين من عمره. و قد حكم

    تسعة شهور و نيّف، و كان له عشرون من الإخوة و ثمان أخوات و أحد عشر ابناً و ثلاث بنات.
    ما ورد من الاخبار و الاحاديث فيه:

    و في «حياة الحيوان» و «تاريخ الخميس» و «أخبار الدول» نقلاً عن «مستدرك الحكم» جا‌ء أن عبد الرحمان بن عوف قال: ما من مولود يولد ألا و يؤتي به الى رسول الله صلى

    الله عليه و آله و سلم ليدعو له، فلما أتى إليه بمروان قال في حقّه :« هو الوزغ ابن الوزغ، الملعون ابن الملعون». و هنا قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد. كما روي

    الحاكم أيضاً عن عمرو بن مرة الجهني ، و كانت له صحبة، أن الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، فعرف صوته فقال: «ائذنوا له ... عليه و

    علي من يخرج من صلبه لعنة الله، إلّا المؤمن منهم... و قليل ما هم! يترفّهون فى الدنيا و يضيعون في الآخرة، ذوو مكر و خديعة، يعطون فى الدنيا و ما لهم فى الآخرة من خلاق».

    و يناسب الرواية الأولى حديث أورده ثقة الأسلام فى «الكافي » مسنداً عن الإمام الصادق عليه السلام، و هو أن عبد الله بن طلحة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن حكم الوزغ فقال: هو رجس، فإذا قتلته فاغتسل.

    ثم قال: كان أبي يجلس في حجرة و معه رجل يحدثه، فإذا بوزغ يصوّت بلسانه، فقال أبي للرجل: أتدري ماذا يقول هذا الوزغ؟ قال: لا علم لي بكلامه ، قال: فإنه يقول: و الله

    لئن ذكرت عثمان بسوء لأشتمنّ علياً‌ حتى تقوم من هنا، و عندئذ قال: قال أبي: لا يموت من بني‌أمية ميت إلا مسخ وزغاً.

    قال النبي (ص) : «إذا بلغ بنو العاص أربعين رجلاً اتخذوا مال الله دولاً و عباد الله خولاً». و كان بنو العاص في انتظار هذا الوقت.



    4 رمضان


    موت زياد بن ابيه والي البصرة

    مات زياد بن أبيه في (4) شهر رمضان سنة (53 ه‍( في الكوفة و دفن بالثوية ، و كانت ولادته سنة (1) ه‍ .
    الأخبار و الاحاديث فيه :

    زياد بن أبيه: أمير، من الدهاة، الولاة. من أهل الطائف. اختلفوا في اسم أبيه، فقيل: عبيد الثقفي و قيل أبوسفيان. ولدته أمه سمية(جارية الحارث بن كلدة الثقفي) في

    الطائف، و تبناه عبيد الثقفي (مولي الحارث بن كلدة) و أدرك النبي صلى الله عليه و اله و سلم و لم يره، و أسلم في عهدأبي‌بكر. و كان كاتباًَ للمغيرة بن شعبة، ثم لأبي

    موسى الأشعري أيام إمرته على البصرة ثم ولّاه علي بن أبي طالب إمرة فارس. و لما توفي عليٌّ امتنع زياد على معاوية، و تحصن في قلاع فارس. و تبين لمعاوية أنه أخوه

    من أبيه (أبي سفيان) فكتب إليه بذلك، فقدم زياد عليه، و ألحقه معاوية بنسبه سنة 44 ه‍ . فكان عضده الأقوى. وولاه البصرة و الكوفة و سائر العراق، فلم يزل في ولايته إلى

    أن توفى. و قال الأصمعي : أول من ضرب الدنانير و الدراهم و نقش عليها اسم «الله» و محا عنها اسم الروم و قال الأصمعي : الدهاة أربعة: معاوية للروية، و عمرو بن العاص للبديهة ، و المغيرة ابن شعبة للمعضلة، و زياد لكل كبيرة و صغيرة.

    و من أراد التفصيل عن حياة زياد بن ابيه فليراجع تتمة المنتهى للشيخ عباس القمي ص 95 (الطبعة العربيه ) .



    6 رمضان


    ولاية العهد للامام الرضا (ع)
    في يوم (6) من شهر رمضان سنة (201 ه‍( بايع الناس الامام الرضا عليه السلام لولاية العهد و مجمل هذه الواقعة:
    في سنة 200 للهجرة وجّه المأمون رجاء ابن أبي الضحاك و هو عم الفضل بن سهل و فرناس الخادم لا شخاص علي بن موسى الرضا عليه السلام، و دعوته بالتوجه إلى

    «مرو» و عندما وصل الإمام «مرو» إستقبله المأمون استقبالاً حاراً ، ثم عرض عليه أن يتقلد الأمرة و الخلافة فأبى الرضا عليه السلام ذلك و جرت في هذا مخاطبات كثيرة و

    بقوا في ذلك نحواً‌من شهرين كل ذلك يأبي عليه أبو الحسن علي بن موسى أن يقبل ما يعرض عليه. قال الشيخ المفيد: ثم انّ المأمون أنفذ إلى الرضا عليه السلام إني أريد

    أن أخلع نفسي من الخلافة و أقلّدك إياها فما رأيك في‌ ذلك فأنكر الرضا عليه السلام هذا الأمر.


    ثم قال له: فإذا ابيت ما عرضت عليك فلا بدّ من ولاية العهد من بعدي فأبى عليه الرضا عليه السلام إباءً شديداً فاستدعاه إليه و خلا به و معه الفضل بن سهل ذو الرياستين

    ليس في المجلس غيرهم و قال: أني قد رأيت أن اقلّدك أمر المسلمين و أفسخ ما في رقبتي و أضعه في رقبتك، فرفض الأمام الرضا عليه السلام، فقال له المامون كلاماً فيه

    كالتهديد له على الأمتناع عليه .. فقال له الامام : فأني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنني لا آمر و لا أنهى و لا أفتى و لا اقضى‌و لا أوّلى‌و لا أعزل و لا أغيّر شيئاً مما هو قائم فأجاب المأمون إلى ذلك كله[1].


    و هكذا و في‌مثل هذا اليوم أقام المأمون مجلساً عظيماً ، و أمر بوسادتين عظيمتين للإمام و ركب الناس على طبقاتهم من القادة و الحجاب و القضاة و غيرهم. فجلس

    المأمون و أجلس الإمام الرضا عليه السلام ثم أمر ابنه العباس أن يبايع له أول الناس، و بعد ذلك أمر الحاضرين بأن يقوموا لبيعة الإمام، بعدها قدمت الجوائز الثمينة، و وزعت

    الدرر الذهبية على الحاضرين و تباري الشعراء و الخطباء في القاء الكلمات و القصائد و أمر المأمون بأن يُذكر إسم الإمام على المنابر و أن تضرب الدراهم و الدنانير بأسمه و

    لقبه، و في هذه السنة ذكر إسم الإمام الرضا عليه السلام على منبر رسول الله (ص) في المدينة المنورة و تم الدعاء له.


    و قال خطيبهم: «ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.


    ثم أن المأمون أمر أن يستبدل الأسود الذي هو شعار العباسيين باللون الأخضر ثم زوّج ابنته «أم حبيبة» إلى الإمام، و قدّم ابنته الأخرى «أم الفضل» إلى ولده الإمام الجواد عليه السلام و زوج بنت عمته إلى اسحق بن موسى.


    دوافع المأمون لفرض ولاية العهد:

    1- تهدئة الاوضاع المضطربة.
    2- اضفاء الشرعية على حكمه.
    3- منع الامام من الدعوة لنفسه.
    4- ابعاد الامام عن قواعده.
    5- ايقاف خطر الامام على الحكم القائم .
    6- تشويه سمعة الامام عليه السلام .
    7- تفتيت جبهه المعارضة.
    استثمار الامام عليه السلام للظروف:
    1- استثمار الظروف لاقامة الدين و احياء السنة.
    2- توظيف وسائل الاعلام لصالح الامام عليه السلام .
    3- حرية الامام عليه السلام في مناظرة اهل الاديان و المذاهب.
    4- نشر مفاهيم أهل البيت عليهم السلام و فضائلهم.
    5- حقن دماء أهل البيت عليهم السلام.






    10 رمضان


    1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها.

    2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام .

    (1) وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها :


    في العاشر من شهر رمضان و قبل ثلاث سنوات من هجرة الرسول(ص) إلى المدينة ارتحلت السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد عبد العزّى بن قصي القرشية الأسديّة[1]

    سلام الله عليها عن الدنيا، فكان علينا أن نأتي على ذكرها لعظمة شخصيتها و كذلك على ذكر زوجات النبي محمّد صلى الله عليه و آله و سلّم.


    تزوج رسول الله (ص) إحد‌ى عشرة أمرأة، و كانت الأولى السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين و خلال مدة حياتها لم يتزوّج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلّم أحداً من

    النساء احتراماً لها. إن ما أسدته السيدة خديجة من خدمات جليلة للإسلام و لرسول لا تعد و لا تحصى و أكبر فضيلة لهذه السيدة أنها أم الزهراء سلام الله عليهما و منها كانت ذرية رسول الله (ص)[2].


    (2) رسائل اهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام :


    في اليوم العاشر من شهر رمضان سنة 60 للهجرة بعث أهل الكوفة رسائلهم إلى الأمام الحسين عليه السلام و هو في مكة، و قد بلغ عدد الرسائل التي بعثها أهل الكوفة

    حتى منتصف الشهر إثنا عشر ألف رسالة، فبعث الأمام عليه السلام مسلم بن عقيل إلى الكوفة و سنشير إلى ذلك فيما بعد.



    12 رمضان


    المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار
    في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان المبارك و في السنة الاولى من هجرة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و المسلمين إلى المدينة و بعد

    مضى خمسة إشهر على وصولهم المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أوّلاً بين المهاجرين انفسهم [1] ثمّ آخى بين المهاجرين و الأنصار[2].


    و كانت المؤاخاة بين كلّ و نظيره فقد آخى بين نفسه و علي عليه السلام و آخى بين أبي بكر و عمر و آخي بين طلحة و الزبير و بين عثمان وعبد الرحمن

    بن عوف، و بين حمزة و زيد ابن حارثة [3]. و آخى صلى الله عليه و اله و سلم بين سلمان و حذيفة[4].


    جاء في الرواية لما آخى رسول الله بين المسلمين بقي علي عليه السلام فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : آخيت بين أصحابك و تركتني؟

    فقال صلى الله عليه و آله و سلم: إنّما تركتك لنفسي أنت أخي و أنا أخوك فإن ذكرك أحد فقل: أنا عبد الله و أخو رسوله لا يدّعيها بعدك إلّا كذّاب ، و الذي

    بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلّا لنفسي ، و أنت منّي‌ بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي[5].


    و التآخي بينهم كان على الحقّ و المواساة . و كان عددهم يومها تسعين رجلاً خمسة و أربعون رجلاً من الأنصار و مثلهم من المهاجرين[6].


    و اهتمّ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالمؤاخاة بين المسلمين فقد أجراها في‌مكّة و المدينة ثمّ أجراها بين المهاجرين و الأنصار[7].


    من دلائل نبوّة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هذا الأخاء بين النفوس المتشابهة و التوجهات المتطابقة فعمر شبيه بابي بكر و الزبير نظير لطلحة و

    عثمان مرآة لابن عوف و سلمان مطابق لتوجهات حذيفة و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نفس علي عليه السلام .


    و المؤاخاة أفضل عمل إجتماعي عمله الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لوحدة المسلمين تحت راية الإسلام و لا هميّته كرّره صلى الله عليه و آله و سلم في مكّة و المدينة.


    و هذا الإنسجام الحاصل هو الذي مكّن المسلمين من الإنتصار في الحياة الإجتماعية و الثقافية و السياسية و العسكرية. و سرّ انفصام عرى الامم و إنحلالها انعدام الوحدة و فقدان الإنسجام .



    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] - الطبقات، ابن سعد 1 / قسم 2/ ص 1.
    [2] - البحار 19/ 122، فتح البارى7/210، تاريخ الخميس 1/35، السيرة الحلبية 2/92.
    [3] - المستدرك 3/14، السيرة الحلبية 2/20، فتح البارى 7/211.
    [4] - الطبقات 4 قسم 1/ ص 60.
    [5] -تفسير البرهان 2/93، السيرة النبوية، أبو حاتم 1/147، الأمامة و السياسة 1/13، اعلام النساء 4/115. و وضع الامويون حديثاً مزيّقاًَ فى مقابل هذا الحديث جاء فيه: إنّ خليلى من امّتى‌أبوبكر كذّبه المعتزلى الرياض النضرة 1/83، شرح النهج 11/49.
    [6] - و قيل مائة رجل، فتح البارى 7/210، البحار 19/130، الطبقات 1 قسم 2/ ص 1، السيرة الحلية 2/90.
    [7] - تذكرة الخواص ، ابن الجوزى 22، 24، ينابيع المودّة 56، 57، السيرة الحلبية 2/20، 90، المستدرك 3/14، البداية و النهاية 3/226، جامع الترمذى 2/13، الإصابة 2/507، كنز العمال 6/294، 299، 390، 399.





    13 رمضان


    هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي
    و كانت وفاة الحجّاج في شوّال سنة خمس و تسعين ، و قيل:

    كانت وفاته لخمس بقين من شهر رمضان و له من العمر أربع و

    خمسون سنة ، و قيل : ثلاث و خمسون سنة ، و كانت ولايته

    العراق عشرين سنة ، و لما حضرته الوفاة استخلف على الصلاة

    ابنه عبد الله بن الحجّاج ، و استخلف على حرب الكوفة و البصرة

    يزيد بن أبي كبشة ، و على خراجها يزيد بن أبي مسلم، فأقرّهما

    الوليد بعد موته و لم يغيّر أحداً من عمّال الحجّاج . و نقل في الثالث

    عشر من شهر رمضان كان هلاكه و مات بواسط، و اجري على قبره الماء ، فاندرس و انتهى خبره.


    ولد و نشا في الطائف (بالحجاز) سنة (40 ه‍( [1].


    هو الحجّاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن عامر بن مسعود

    بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف أبو محمّد الثقفيّ.

    قال الأوزاعيُّ: قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كلّ أمّة بخبيثها و

    جئنا بالحجّاج لغلبناهم. قال منصور: سألنا إبراهيم الشُّجاعىَّ عن

    الحجّاج فقال: ألم يقل الله: ((أَلا لَعنَةُ الله عَلى الظّالمينَ))[2]. قال

    الشافعيُّ: بلغني أنّ عبد الملك بن مروان قال للحجّاج : ما من أحد

    إلّا و هو عارف بعيوب نفسه، فعب نفسك و لا تخبأ منها شيئاً. قال : يا أمير المؤمنين أنا لجوجٌ حقود. فقال له عبد الملك : إذاً بينك و بين إبليس نسب. فقال: إنّ الشيطان إذا رآني سالمني[3].

    قال الحسن : سمعتُ عليّاً على المنبر يقول: اللهمّ ائتمنتهم فخافوني، و نصحتهم فغشّوني ، اللهمّ فسلّط عليهم غلام ثقيف يحكم في دمائهم و أموالهم بحكم الجاهليّة! فوصفه و هو يقول: الزيال، مفجر الأنهار، يأكل خضرتها و يلبس فروتها. قال الحسن: هذه و الله صفة الحجّاج .
    قال حبيب بن أبي ثابت : قال علىّ لرجل: لا تموت حتى تدرك فيّ

    ثقيف . قيل له: يا أمير المؤمنين ما فيّ ثقيف؟ قال: ليقالنّ له يوم

    القيامة اكفنا زاوية[4] من زوايا جهنّم، رجل يملك عشرين أو بضعاً

    و عشرين سنة لا يدع لله معصية إلّا ارتكبها حتى لو لم تبق إلّا

    معصية واحدة و بينه و بينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها، يقتل بمن أطاعه من عصاه.


    و قيل: أحصى من قتله الحجّاج صبراً فكانوا مائة ألف و عشرين ألفاً .

    و قيل: إنّ الحجّاج مرّ بخالد بن يزيد بن معاوية و هو يخطر في

    مشيته، فقال رجل الخالد: مَن هذا؟ قال خالد: بخ بخ ! هذا عمرو

    بن عاص. فسمعهما الحجّاج فرجع و قال: و الله ما يسرّني أنّ

    العاص و لدني ، و لكنّي ابن الأشياخ من ثقيف و العقائل من

    قريش، و أنا الذي ضربتُ بسيفي هذا مائة ألف، كلّهم يشهد أنّ

    أباك كان يشرب الخمر و يضمر [5] الكفر. ثمّ ولّي و هو يقول: بخ

    بخ عمرو ابن العاص!‌فهو قد اعترف في بعض أيّامه بمائة ألف قتيل على ذنب واحد.


    و قد قتل الحجاج الكثيرين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام،

    فكميل بن زياد النخعي و قنبر مولى أمير المؤمنين كان

    استشهادهما على يديه، كما جلد عبد الرحمان بن أبي ليلى

    الأنصاري حتى اسودّ كتفاه، فقد أمره بسبّ أمير المؤمنين عليه

    السلام فأبى ، و راح بدلاً عن سبّه يعدد مناقبه، فأمر الحجاج به

    فقتل ، كما أمر بقطع أطراف يحيي بن أم الطويل أحد شيعة و

    حواريي الأمام السجاد عليه السلام حتى استشهد على الأثر، و

    كان آخر قتلاه سعيد بن جبير، و لم يمض على مقتل سعيد سوي

    خمسة عشر يوماً حتى أصيب الحجاج بمرض الآكلة في جوفه، و كان ذلك سبب هلاكه.


    كان أمير المؤمنين عليه السلام قد أخبر في أحاديثه مع أهل

    الكوفة مرة تلو ألاخرى عن إمارة الحجاج و عن سفكه للدماء في

    وقت لم يكن الحجاج قد رأى الدنيا بعد، فقد جاء في إحدى خطبه

    بعد أن تعرض لغدر أهل الكوفة مشيراً إلى ما سببه له الغدر من غصص و آلام .



    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] - اعلام الزرگلى ، ج 2، ص 168.
    [2] - سورة هود 11، الآية 18.
    [3] - ساملنى.
    [4] - رؤية.
    [5] - و يضمن.





    14 رمضان


    شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي
    في (14) شهر رمضان من سنة 67 قُتل المختار ابن أبي عبيدة

    الثقفي في الكوفة في الحرب التي كانت بينه و بين مصعب بن الزبير، و بعد مقتل المختار

    سيطر مصعب على دار الإمارة و أخذ أصحاب المختار و قتلهم و

    احدا بعد واحد ، ثم طلب زوجات المختار و أمرهنّ بأن يتبرأن منه و يلعنّه و إلّا قتلهنّ، فتبر أن

    نساؤه منه إلّا بنت سمرة بن جندب و بنت النعمان بن البشير

    الأنصاري حيث قلن: كيف نلعن و نتبرأ من رجل كان يقول ربي الله، و كان يقوم الليل و يصوم

    النهار، و بذل روحه في سبيل الله و رسوله(ص) و انتقم من قتلة

    الحسين و شفا الصدور بقتلهم، فكتب مصعب إلى أخيه عبد الله بذلك الأمر فأجاب عبد

    الله لا بدّ أن يتبرأن من المختار و إلّا فيقتلن، فتبرأت بنت سمرة بن

    جندب فاشترت حياتها، و أما بنت النعمان فقد أبت أن تخضع لطلبهم فقتلت.


    اعلم: الروايات في المختار الثقفي مختلفة لكن المسلّم به أنه

    أدخل السرور و الفرح إلى قلب الإمام زين العابدين، بل أنه أدخل السرور و الفرح إلى قلوب

    آل الرسول(ص) و الثكالى و اليتامى الذين استشهد آبائهم مع

    الإمام الحسين عليه السلام ، فخمس سنوات كان العزاء و الحزن يخيمان على بيوت أصحاب

    المصيبة، فلم تر مكحلة و لا خاضبة و لا دخاناً يتعالى من بيوتهن

    حتى شاهدن رأس عبيد الله بن زياد، فخرجن من العزاء . و بالإضافة إلى ذلك فإن المختار

    أشاد البيوت التي هدمت، و بعث بالعطايا إلى المظلومين، فهنيئاً

    للمختار الذي بعمله هذا أدخل الفرح إلى قلوب أهل بيت رسول الله (ص) المطهرين.




    15 رمضان


    1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع)
    2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة .
    3 - شهادة ذوالنفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن.

    (1) ولادة الامام الثاني المام الحسن المجتبى (ع):
    الف – تاريخ ولادته:

    أصحّ ما قيل في ولادته أنّه ولد بالمدينة في النصف من شهر

    رمضان سنة ثلاث من الهجرة، و كان والده (عليه السلام) قد بنى

    بالزهراء فاطمة(عليها السلام) و تزوّجها في ذي الحجة من السنة

    الثانية، و كان الحسن المجتبى(عليه السلام ) أوّل أولادها .
    ب – كيفية ولادته:

    عن جابر : لمّا حملت فاطمة(عليها السلام) بالحسن فولدت كان

    النبي (صلّی الله عليه و اله) قد أمرهم أن يلفّوه في خرقة بيضاء،

    فلفّوه في صفراء، و قالت فاطمة (عليها السلام) : يا عليّ سمّه،

    فقال: ما كنت لأسبق بإسمه رسول الله (صلّی الله عليه و اله) ،

    فجاء النبيّ (صلّی الله عليه و اله) فأخذه و قبّله، و أدخل لسانه

    في فمه، فجعل الحسن(عليه السام) يمصّه ، ثم قال لهم رسول

    الله‌ (صلّی الله عليه و اله) : ألم أتقدّم اليكم أن لا تلفّوه في خرقة

    صفراء؟! فدعا (صلّی الله عليه و اله ) بخرقة بيضاء فلفّه فيها

    ورمي الصفراء ، و أذّن في اُذنه اليمني و أقام في اليسري، ثم

    قال لعليّ (عليه السّلام) : ما سمّيته؟ قال: ما كنت لأسبقك

    بإسمه، فقال رسول الله(صلّی الله عليه و اله) : ما كنت لأسبق ربّي بإسمه، قال: فأوحي الله عزّ ذكره إلی جبرئيل (عليه السّلام)

    أنّه قد ولد لمحمد ابن ، فاهبط اليه فاقرأه السلام و هنّئه منّي و

    منك، و قل له: إنّ عليّاًَ منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم

    ابن هارون، فهبط جبرئيل على النبي و هنّأه من الله عزّ وجلّ و

    منه، ثم قال له: إنّ الله عزّوجل يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون،

    قال: و ما كان اسمه؟‌قال: شبّر، قال: لساني عربي، قال: سمّه الحسن ، فسمّاه الحسن .

    و عن جابر عن النبي : أنّه سمّى الحسن حسناًَ لأنّ بإحسان الله قامت السماوات و الأرضون .


    ج – سنن الولادة:

    و عقّ رسول الله (صلّی الله عليه و اله) بيده عن الحسن بكبش

    في اليوم السابع من ولادته، و قال: «بسم الله ، عقيقة عن

    الحسن، اللهمّ عظمها بعظمه و لحمها بلحمه و دمها بدمه و

    شعرها بشعره، اللهمّ اجعلها و قاءً لمحمد و آله، و أعطي القابلة

    شيئاً ، و قيل: رجل شاة، و أهدوا منها الى الجيران، و حلق رأسه ووزن شعره فتصدّق بوزنه فضة ورقاً .

    د – رضاعه:

    و جاء عن اُمّ الفضل زوجة العباس – عمّ النّبي (صلّی الله عليه و

    اله) – أنّها قالت: قلت: يا رسول الله ! رأيت في المنام كأنّ عضواً

    من أعضائك في حج=ري، فقال (صلّی الله عليه و اله) : خيراً رأيت

    ، تلد فاطمة غلاماً فتكفلينه، فوضعت فاطمة الحسن (عليه

    السّلام) فدفعه اليها النّبي (صلّی الله عليه و اله) فرضعته بلبن قثم بن العبّاس .

    ه‍ - كنيته و ألقابه:

    أما كنيته فهي: «أبو محمّد» لا غير.

    و أما ألقابه فكثيرة، و هي : التقيّ و الطيّب و الزكيّ و السيّد و

    السبط و الوليّ ، كلّ ذلك كان يقال له و يطلق عليه ، و أكثر هذه

    الألقاب شهرة «التقيّ» لكن أعلاها رتبة و أولادها به ما لقّبله به

    رسول اله (صلّی الله عليه و اله) ، حيث وصفه به و خصّه بأن

    جعله نعتاً له، فإنّه صحّ النقل عن النبي (صلّی الله عليه و اله) فيما

    أورده الأثمة الأثبات و الرواة الثقات أنّه قال: «إبني هذا سيّد» ، فيكون اُ ولي ألقابه «السيّد» .


    و – نقش خاتمه:

    عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : ثم كان في خاتم الحسن و الحسين( عليهما السّلام) : «حسبي الله».

    و عن الرضا(عليه السلام) : كان نقش خاتم الحسن (عليه السّلام): «العزّة لله» .


    ز – حليته و شمائله:

    عن جحيفة أنّه قال : رأيت رسول الله (صلّی الله عليه و اله) و كان

    الحسن بن علي يشبهه. و عن أنس أنّه قال: لم يكن أحد أشبه

    برسول الله (صلّی الله عليه و اله) من الحسن بن علي .

    و من هنا وصف الإمام الحسن بن علي بأنه كان أبيض مشرّباً

    حمرئً ، أدعج العينين ، سهل الخدّين، دقيق المسربة ، كثّ

    اللحية، ذا وفرة كأنّ عنقه إبريق فضّة عظيم الكراديس ، بعيد ما

    بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل و لا القصير، مليحاً من أحسن

    الناس وجهاً ، و كان يخصضب بالسواد، و كان جعد الشعر ، حسن البدن .

    لقد كان الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) خير الناس أباً و اُمّاً و

    جدّاً و جدّة و عمّاً و عمّة و خالاً و خالةً ، و توفّرت له جميع عناصر

    التربية المثلى ، و انطبعت حياته منذ ولادته ببصمات الوحي الإلهي

    و الأعداد الربّاني على يدي خاتم الأنبياء و سيّد الأوصياء و سيدة النساء.

    فالحسن ابن رسول الله جسماً و معنىً ، و تلميذه الفذّ ، و ربيب مدرسة الوحي التي شععت على الناس هدىً و رحمة.


    (2) بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة:

    بعث الامام الحسين مسلم بن عقيل إلى الكوفة في (15) شهر

    رمضان سنة (60 ه‍( و معه جواب رسائل اهل الكوفة، وجاء في جواب الامام الحسين

    و مسلم هو ابن عقيل بن تبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم،

    من ذوي الرأي و العلم و الشجاعة و حينما وصل إلى الكوفة أخذ

    بيعة 18000 رجلاً من اهلها و كتب للحسين بذلك، و لكن لم يلبث

    أياماً الا و قد عذروا به و قتل رضوان الله تعالى عليه سنة (60 ه‍( .


    (3) شهادة ذو النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن:

    في (15) شهر رمضان نال محمد بن عبد الله ذو النفس الزكية

    شرف الشهادة سنة (145 ه‍( و كانت ولادته سنة (93 ه‍ ( .

    محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب،

    أبو عبد الله، الملقبل بالأرقط و بالمهدي و بالنفس الزكية: أحد

    الأمراء الأشراف من الطالبيين . ولد و نشأ بالمدينة . و كان يقال له

    صريح قريش، لأن أمه و جدّاته لم يكن فيهن أمّ ولد. و سماه أهل

    بيته بالمهدي. و كان غزير العلم، فيه شجاعة و حزم و سخاء. و لما

    بدأ الانحلال في دولة بني أمية بالشام، اتفق رجال من بني

    هاشم بالمدينة على بيعته سراً ، و فيهم بعض بني العباس، و

    قيل:كان من دعاته أبو العباس (السفاح) و أبو جعفر (المنصور) ثم

    ذهب ملك الأمويين، و قامت دولة العباسيين، فتخلّف هو و أخوه

    إبراهيم عن الوفود على السفاح، ثم على المنصور. و لم يخف

    على المنصور ما في نفسه، فطلبه و أخاه، فتواريا بالمدينة ،

    فقبض على أبيهما و اثني عشر من أقاربهما، و عذبهم، فماتوا في

    حبسه أقاربهما، و عذبهم، فماتوا في حبسه بالكوفة بعد سبع

    سنين. و قيل: طرحهم في بيت وطيّن عليهم حتي ماتوا. و علم

    محمد (النفس الزكية) بموت أبيه، فخرج من مخبئه ثائراً، في مثتين

    و خمسين رجلاً ، فقبض على أمير المدينة، و بايعه أهلها بالخلافة.

    و أرسل أخاه إبراهيم إلی البصرة فغلب عليها و على الأهواز و

    فارس. و بعث الحسن بن معاوية إلی مكة فملكها. و بعث عاملاً

    إلی اليمن. و كتب إليه «المنصور» يحذّره عاقبة عمله، و يمنّيه

    بالأمان و واسع العطاء ، فأجابه: « لك عهد الله إن دخلت في

    بيعتي أن أؤمنك على نفسك و ولدك» و تتابعت بينهما الرسل،

    فانتدب المنصور لقتاله ولي عهده عيسي بن موسي العباسي،

    فسار إليه عيسي بأربعة آلاف فارس، فقاتله محمد بثلائمئة على

    أبواب المدينة. ثبت لهم ثباتاً عجيباً ، فقتل منهم بيده في إحدي

    الوقائع سبعين فارساً. ثم تفرق عنه أكثر أنصاره، فقتله عيسي في المدينة، و بعث برأسه إلی المنصور.





    17 رمضان


    1 - الاسراء و المعراج .
    2 - غزوة بدر الكبرى.
    3 - وفاة عائشة.
    4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهدي (عج) .
    (1) الاسراء و المعراج:
    اُسري النبي محمد (صلّى الله عليه و آله و سلّم) و عرج الى السماء و وصل إلى ذروة القرب الالهي قاب قوسين أو أدنى دنوّاً و اقتراباً من العلي الاعلى وذلك في (17) من شهر رمضان المبارك سنة (12) من بعثته المباركة في مكة المكرمة.
    وقد صدّق سبحانه و تعالى نبيه بشأن الاسراء به في قوله تعالى: { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السميع البصير}[1].
    وقد صلى‌ نبينا محمّد(صلّى الله عليه و آله و سلّم) المغرب في المسجد الحرام ثم اُسري به في ليلته ثم رجع فصلى الصبح في المسجد الحرام فأما الموضع الذي اُسري إليه أين كان فإن الاسراء إلى بيت المقدس و قد نطق به القرآن و لا يدفعه مسلم و ما قاله بعضهم ان ذلك كان في النوم فظاهر البطلان إذ لا معجز يكون فيه و لا برهان و قد وردت روايات كثيرة في قصة المعراج في عروج نبينا (صلّى الله عليه و آله و سلّم) إلى السماء ورواه كثير من الصحابة مثل ابن عباس و ابن مسعود و أنس و جابر بن عبد الله و حذيفة و عائشة و أم هاني و غيرهم عن النبي(صلّى الله عليه و آله و سلم)[2].

    (2) غزوة بدر الكبرى :
    حدثت هذه الغزوة في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية بعد الهجرة بنزول الأمر الإلهي وبهذا انتقلت الرسالة الإسلامية إلى مرحلة جديدة من الصراع مع قوى الشرك و الضلالة.
    و رصد النبّي (صلّى الله عليه و آله و سلّم) قافلة قريش التي فاتته في طريق ذهابها إلى الشام في غزوة ذات العشيرة و خرج في عدّة خفيفة و عدد قليل يرتجي ملاقاة قافلة ضمّت أسهماً تجارية ضخمة لآغلب المكيين . و لم تكن حركة النبي (صلّى الله عليه و آله وسلّم) سرّية فقد بلغ خبرها إلى مكة و إلى أبي سفيان قائد القافلة فتحوّل في مسيره إلى اتجاه آخر حيث لا يدركه المسلمون... و خرجت قريش فزعة تطلب مالها تلهبها مشاعر الحقد و الحسد للمسلمين ، إلّا أن عدداً من كبارها نظر إلى الأمر بتدبّر و رويّة و آثر عدم الخروج لملاقاة المسلمين و خصوصاً بعد أن ورد خبر نجاة أبي سفيان بالقافلة التجاريّة.
    خرجت قريش يدفعها تجبّرها ، و الاغترار بمنزلتها بين العرب و مع جموع اخرى هبّت لنصرتها مصرّةً على لقاء المسلمين.
    نزلت قريش و صفّت صفوفها للقتال على مقربة من (ماء بدر) حيث سبقهم المسلمون في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلاً و هيّأ الله لرسوله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) و للمسلمين مقدمات النصر و أسبابه فسهّل لهم الوصول إلى موقع القتال و القي عليهم الأمن و الاطمئنان و وعدهم بالنصر على أعدائهم و إظهار دين الحق[3].
    و بالرغم من أن المسلمين لم يتوقعوا خروج قريش لملاقاتهم و لكن بعد أن فاتتهم القافلة و تحول الهدف إلى القتال أراد النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم) أن يختبر نوايا المهاجرين و الأنصار فوقف و قال: «أشيروا عليّ أيها الناس».
    قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله إمض لأمر الله فنحن معك، و الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها: «فاذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون»، و لكن اذهب أنت و ربّك فقاتلا إنا معك مقاتلون و الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد [4] لسرنا معك.
    فقال له رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) خيراً. ثم كرر رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) قوله: أشيروا عليّ أيها الناس، يريد بذلك أن يسمع رأي الأنصار إذ كانوا قد بايعوه على الدفاع و الذبّ عنه بالنفس و النفيس في العقبة قبل الهجرة.
    فقام سعد بن معاذ فقال: أنا أجيب عن الأنصار، كأنك يا رسول الله تريدنا؟
    قال (صلّى الله عليه و آله و سلّم) : أجل. قال: إنّا قد آمنا بك و صدّقناك و شهدنا أن كل ما جئت به حق. و أعطيناك مواثيقنا و عهودنا على السمع و الطاعة، فامض يا نبي الله، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك ما بقي منا رجل، و ما نكره أن يلقانا عدونا غداً؛ إنا لصبّر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعلّ الله يريك منّا ما تقرّ به عينك.
    عندها قال رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) : «سيروا على بركة الله فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين و الله لكأني أنظر إلى مصارع القوم»[5].
    كان عدد المقاتلين من قريش 950-1000و عدد المسلمين 313 مقاتل .
    وقف رسول الله(صلّى الله عليه و آله و سلّم) يَصِفّ المسلمين صفوفاً و أعطى‌رايته الكبرى لعلي ابن أبي طالب(عليه السّلام) و أرسل إلى قريش طالباً منها أن ترجع، فهو يكره قتالها، فدبّ الخلاف بين صفوف المشركين بين راغب في السلم و مصرّ على العدوان[6].
    و أمر الرسول (صلّى الله عليه و اله و سلّم) أن لا يبدأ المسلمون القتال.
    و برز من المشركين عتبة بن ربيعة و أخوه شيبة و ابنه الوليد يطلبون نظراء لهم من قريش ليبارزوهم. فقال النبي (صلّى الله عليه و آله و سلّم) لعبيدة بن الحارث و حمزة بن عبد المطلب و علي بن أبي طالب.
    فقتل من برز من قريش و التحم الجيشان و رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) يبعث الحماس في نفوس المسلمين. ثم أخذ النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلّم) كفّاً من الحصى و رمى‌بها على‌ قريش و قال: شاهت الوجوه، فلم يبق منهم أحد إلّا واشتغل بفرك عينيه [7] فكانت هزيمة قريش.
    ووقف رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) على قليب بدر بعد طرح جثث المشركين فيه، و ناداهم بأسمائهم و قال: هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً. فقال المسلمون: يا رسول الله أتنادي قوماً قد ماتوا؟ فقال (صلّى الله عليه و آله و سلّم) إنهم ليسمعون كما تسمعون و لكن منعوا من الجواب[8]. و بهذا رجعت قريش تجر زيول الذل والخسران في أول معركة فيتصر فيها الرسول(صلّى الله عليه و آله و سلّم) والمؤمنون معه. وقتل في معركة بدر الكبرى سبعين رجلاً من قريش و مثله اسرى فمن كان من الأسرى يعرق القراءة و الكتابه و يعلمها لعشرة من المسلمين يكون حرّاً و امّا الاسرى الذين لم يكونوا يعرفون القراءة و الكتابة فيدفع مبلغ قدره اربعة الاف درهم فيكون حرّاً.
    فامّا المسلمين فقد كان قتلاهم اربعة عشر رجلاً سته منهم من المهاجرين.

    (3) وفاة عائشة:
    في السابع عشر من شهر رمضان سنة (58 هـ ) قتلت عائشة على يد معاوية بن ابي سفيان.
    روي لها مواقف لاتتناسب بوصفها اُم المؤمنين و بهذا لم تصن ولم تؤدي حق وصية الرسول(صلّى الله عليه و آله و سلّم) بشأن أهل بيته حيث التحاقها بكتلة طلحة والزبير و آخرين ممن نكثوا بيعضهم لأميرالمؤمنين و كان هذا الموقف خطيراً جدّاً من عائشة. وقد يذكر التاريخ أن الرسول(صلّى الله عليه و آله و سلّم) أخبر بعبورها منطقة تدعى بكلاب حوأب والذي كان في طريقها إلى البصرة تجاهلت عائشة قوله تعالى: «و قرن في بيوتكيّ»[9] ولعائشة دوراً بارزاً في مقتل (16) ألف مسلم في معركة أو بالأحرى فتنة الجمل مما مهدت لمعاوية بدوره بفتنةٍ اكبر وهي حرب صفين والتي بدورها أوجدت حرب النهروان.
    و من مواقفها منعها دفن سبط الرسول(صلّى الله عليه و آله و سلّم) الامام الحسن(عليه السلام) عند جده.
    ومن مواقفها التحريض على قتل الخليفه عثمان حيث مقولتها المعروفة: «اقتلوا نعثلاً».
    وفي حق عائشة و حق بنت عمر نزلت الآيات «... وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبّأت به و اظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير ...»[10].

    (4) بناء مسجد جمكران بأمر الامام الحجّة (عج):
    بنى مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي عليه صلوات الله الرحمن و على آبائه المغفرة والرضوان، سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام عليه السّلام على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال: كنت ليلة الثلاثاء السابع و العشرين من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث و تسعين[11]و ثلاثمائة نائماً في بيتي، فلما مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني فقالوا: قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان‌(عج) فإنه يدعوك.
    قال : وتعبأت و تهيأت قمت إلى‌مفتاح الباب أطلبه فنودي: الباب مفتوح، فلما جئت إلى الباب رأيت قوماً من الأكابر فسلمت عليهم فردوا عليّ السلام و رحبّوا بي و ذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن ، فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فرش حسان و عليها و سائد حسان و رأيت فتى في زي ابن ثلاثين متكئاً‌عليها و بين يديه شيخ و بيده كتاب يقرؤه عليه و حوله أكثر من ستين رجلاًَ يصلون في تلك البقعة و على‌بعضهم ثياب بيض و على بعضهم ثياب خضر، و كان ذلك الشيخ هو الخضر فأجلسني ذلك الشيخ و دعاني الإمام باسمي و قال: إذهب إلى حسن بن مسلم و قل له: إنك تعمر هذه الأرض منذ سنين و تزرعها و نحن نخربها زرعت خمس سنين و العام أيضاً على حالك من الزراعة و العمارة و لا رخصة لك في العود إليها و عليك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض ليبني فيها مسجد.
    و قل لحسن بن مسلم إن هذه أرض شريفة قد اختارها الله تعالى‌على‌غيرها من الأراضي و شرفها و أنت أضفتها إلى‌أرضك و قد جزاك الله بموت و لدين لك شابين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر.
    قال حسن به مثلة: يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة فإن القوم لا يقبلون ما لا علامة و لا حجة عليه و لا يصدقون قولي.
    قال: إنا سنعلم هناك فاذهب و بلغ رسالتنا، و اذهب إلى السيد أبي الحسن و قل له يجيء و يحضره و يطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين و يعطيه الناس حتى يبنوا المسجد و يتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية اردهال و يتم المسجد و قد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلته كل عام و يصرف إلى عمارته.
    و قل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع و يعززوه و يصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة و سورة الإخلاص سبع مرات و يسبح في الركوع و السجود سبع مرات، و ركعتان للإمام صاحب الزمان(عليه السّلام) هكذا يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى ‍}إياك نعبد و إياك نستعين} [12]كرر مأة مرة، ثم يقرؤها إلى آخرها، و هكذا يصنع في الركعة الثانية يسبح في الركوع و السجود سبع مرات فإذا أتم الصلاة : يهلل[13]، و يسبح تسبيح فاطمة الزهراء ‍÷ فإذا فرغ من التسبيح يسجد و يصلي على ‌النبي(صلّى الله عليه و آله و سلّم) مائة مرة. ثم قال عليه السلام ما هذه حكاية لفظه : فمن صلاها فكأنما صلّاها في البيت العتيق[14].



    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] - سورة الاسراء : آية 1.
    [2] - مجمع البيان: 6/609.
    [3] - الانفال (8): 7-16.
    [4] - برك الغماد: موضع وراء مكة مما يلي البحر.
    [5] -المغازي: 1/48-49.
    [6] - المغازي: 1/61، بحار الانوار: 19/252.
    [7] - إعلام الورى: 1/169، السيرة النبوية: 1/628.
    [8] - إعلام الورى: 1/171، السيرة النبوية: 1/638.
    [9] - الاحزاب: 33.
    [10] - التحريم: 1-5.
    [11] - الاحزاب: 30-33. و سبعين (خ ل).
    [12] - سورة الفاتحة: آية 5.
    [13] - الظاهر أنه يقول: لا إله إلّا الله وحده. (في الهامش).
    [14] - الزام الناصب في اثبات الحچّة الغائب: 63-64.


    19 رمضان

    جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

    لمّا كانت ليلة تسعة عشرة من شهر رمضان سنة (40 هـ)كان الامام(عليه السلام)يكثر التأمّل في

    السماء و هو يردّد: «ما كذبت ولاكذّبت إنها الليلة التي وعدتُ بها»[1] و أمضى(عليه

    السلام) ليلته بالدعاء والمناجاة، ثم خرج إلى بيت الله لصلاة الصبح فجعل يوقظ الناس على عادته إلى عبادة الله عزّ و جلّ فينادي: «الصلاة، الصلاة».


    ثم شرع (عليه السلام) في صلاته ، وبينما هو منشغل يناجي ربّه إذ هوى المجرم اللعين

    عبدالرحمن بن ملجم و هو يصرخ بشعار الخوارج «الحكم لله لا لك» ووقع السيف على رأسه

    المبارك فقدّ منه فهتف الامام(عليه السلام): «فزتُ و ربِّ الكعبة»[2].

    و لمّا علت الضجّة في المسجد؛ أقبل الناس مسرعين فوجدوا الامام(عليه السلام)

    طريحاً في محرابه، فحملوه إلى داره و هو معصّب الرأس والناس يضجّون بالبكاء والعويل ، و القي

    القبض على المجرم ابن ملجم ، واوصى الامام(عليه السلام) ولده الحسن وبنيه و أهل بيته أن

    يحسنوا الى أسيرهم وقال(عليه السلام): «النفس بالنفس ، فإن أنا متّ فاقتلوه كما قتلني ، وإن انا عشت رأيت فيه رأيي»[3].



    وصية الامام(عليه السلام):


    أوصى الامام(عليه السلام) ولديه الحسن والحسين(عليهماالسلام) وجميع أهل بيته بوصايا عامّة و قال(عليه السلام):


    «أوصيكما بتقوى الله و أن لاتبغياالدنيا وإن بغتكما ، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما ،

    وقولا بالحقّ واعملا للأجر ، و كونا للظالم خصماً و للمظلوم عوناً ، و اعملا بما في الكتاب ، ولا

    تأخذكما في الله لومة لائم»[4].



    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] - الصواعق للمحرقة: 80، وبحارالانوار: 42/230.
    [2] - الامامة و السيامة: 180 أو:135 ط بيروت و 159 ط مصر، و تأريخ دمشق : 3/367 ترجمة الامام عليّ(ع).
    [3] - مقاتل الطالبين: 22، شرح النهج لابن أبي الحديد: 6/118، وبحارالانوار: 42/231.
    [4] - تأريخ الطبري: 4/114 ط مؤسسة الأعلمي، راجع ايضاً نهج البلاغة: باب الكتب / 47 طبعة صبحي الصالح.




    20 رمضان


    فتح مكّة
    بعد عام واحد من صلح الحديبية التي اشترط فيها كفّار قريش عدم دخول رسول الله2 و سائر المسلمين مكة لأواء فريضة الحج، واتفق الطرفان إن يحج

    الرسول2 والمسلمين من السنة القادمة، فوقع هذا الحدث العظيم في العشرين من شهر رمضان و حينما دخل رسول الله2 مكة كان مُعتمّاً بعمّامة

    سوداء، فوقف على باب الكعبة وقال: « لا اله الا الله وحده، نصره عبده، وهزم الاحزاب وحده، ألا كل دم أو مأثرة يدّعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج».

    واجتمع المسلمون حول النبي محمد2 فتذكّر2 بعد ما رأى كثرة‌ المسلمين وفتح مكّة ايّام غربته ووحدته، ووحدته حينما خرج منها، فوضع جبينه الطاهر

    على المحمل و سجد لله شكراً، لانّه لما خرج من مكّة و هاجر منها إلى المدينة التفت نحوها وقال: « الله يعلم انّني أحبَّكِ ولولا انّ اهلكِ اخرجوني عنكِ لما اثرتُ عليكِ بلداً،‌ ولاابتغيتُ عليكِ بدلاً وانّي لمغتمّ على مفارقتكِ».

    ثم نزل2 من على ناقته و توجّه الى‌كسر الاصنام التي كانت حول الكعبة ،‌فكان يشير إليها بعصاه و يقول: { و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً}[1].
    { و ما بيدىء الباطل و ما يعيد}[2].

    فتقع الاصنام على وجوهها الى الارض الا بعض الاصنام الكبيرة كانت على سطح الكعبة فأمر2 عليّاً أن يضع قدميه على منكبيه ويصعد الى السطح ويلقي

    الاصنام منه الى الارض ،‌ فصعد(عليه السلام) والقى بالاصنام إلى الارض و نزل هو من الميزاب تأدباً للنبي2 فلمّا وصل الى الارض تبسّم فسأله النبي2

    عن السبب فقال: « ألقيت نفسي من مكان رفيع ولم يصبني شيء» فقال2: «كيف يصيبك أذاً وقد حملك محمد وأنزلك جبرائيل».


    ثم أخذ مفاتيح الكعبة ففتح بابها وأمر أن تمحي صور الملائكة ‌والأنبياء المرسومة في جوف البيت ثم أخذ بعضادتي الباب و هلّل التهليلات المعروفة و خاطب أهل المكة فقال: « ماذا تقولون؟ وماذا تظنّون؟». قالوا: نقول خيراً و نظنَّ خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت.


    فرقّ2 قلبه وظهرت دمعته، فلمّا رأى أهل مكة ذلك أخذوا بالبكاء والنحيب، فقال2: « اني أقول كما قال أخي يوسف: { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين }[3].




    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] - الاسراء: 81.
    [2] - سبأ: 49.
    [3] - يوسف: 92




    21 رمضان


    1- شهيد المحراب(عليه السلام).
    2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام).
    1- شهيد المحراب(عليه السلام):

    لم يمهل الجرح أميرالمؤمنين طويلاً لشدّته و عظيم وقعته، فقد دنا الأجل المحتوم ، وكان آخر ما نطق به قوله تعالى: {لمثل هذا فليعمل العاملون}[1] ثم فاضت روحه الطاهرة إلى جنة المأوى وذلك في (21) من شهر رمضان وكان عمره شريف (63) سنة.


    دفن و تأبين الامام(عليه السلام):


    نهض الامامان الحسن و الحسين(عليهماالسلام) بتجهيز أميرالمؤمنين(عليه السلام)

    و ما يترتب عليهما من إجراءات الدفن من غسل و تكفين ، ثمّ صلّى

    الامام الحسن(عليه السلام) على أبيه و معه ثلّة من أهل بيته و أصحابه ، ثمّ حملوا جثمان الطاهر

    لأميرالمؤمنين علي(عليه السلام) الى مثواه الأخير، ودفن في النجف قريباً من الكوفة، وتمت كلّ الإجراءات ليلاً[2].


    ثم وقف صعصعة بن صوحان يؤبّن الامام(عليه السلام) فقال:


    هنيئاً لك يا اباالحسن! فلقد طالب مولدك و قوي صبرك، وعَظُمَ جهادك، وظفرت برأيك،

    وربحت تجارتك، وقُدِمت على خالقك فتلقّاك الله ببشارته وحفّتك

    ملائكتك، واستقررت في جوار المصطفى فأكرمك الله بجواره، ولحقتَ بدرجة أخيك

    المصطفى ، وشربت بكأسه الأوفى، فأسال الله أن يمنّ علينا باقتفائنا

    أثرك، والعمل بسيرتك، والموالاة لأوليئك ، والمعاداة لأعدائك، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك،

    فقد نلتَ ما لم ينله أحد، وأدركت ما لم يدركه أحد، وجاهدت

    في سبيل ربك بين يدي اخيك المصطفى حق جهاده، وقمت بدين الله حق القيام، حتى

    أقمت السنن و أبرت الفتن وإستقام الإسلام و انتظم الايمان فعليك منّي أفضل الصلاة و السلام.


    ثمّ قال: لقد شرّف الله مقامك وكنت أقرب الناس إلى رسول الله 2 نسباً ، و أوّلهم اسلاماً، و أوفاهم يقيناً ، وأشدّهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً،

    وأعظمهم في الخير نصيباً، فلا حرمنا أجرك، ولاأذلّنا بعدك، فولله لقد كانت حياتك مفاتح الخير و مغالق الشر، وإنّ يومك هذا مفتاح كلّ شر و مغلاق كلّ

    خير، ولو أنّ الناس قبلوا منك؛ لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة[3].



    2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام):


    بعد أن لبى أميرالمؤمنين(عليه السلام) نداء ربّه، وكان لابد من تعيين الخليفة من بعده، و عملية استخلاف ولده الحسن لم تكن إلا لتبرهن على تنصيصه

    من الرسول2 و بهذا ألقى في صباح الليلة التي دَفَن فيها أباه خطبة في الناس بيّن فيها أهمّية الليلة التي استشهد فيها أميرالمؤمنين(عليه السلام)

    ومكانة سيد الاوصياء وفضائله(عليه السلام) وأنه رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولايدركه الآخرون بعمل وقال: « أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، ...‌، أنا من

    أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس و تطهرهم تطهيرا». ولما أنهى الامام(عليه السلام) خطابه، انبرى عبيدالله بن العباس وهو يحفِّز المسلمين إلى المبادرة لمبايعة الامام الحسن المجتبى(عليه السلام) قائلاً:


    «معاشر الناس ، هذا ابن نبيكم ، و وصيّ إمامكم فبايعوه». واستجاب الناس لهذه الدعوة المباركة ، فهتفوا بالطاعة، وأعلنوا الرضا والانقياد قائلين:

    «ما أحبّه الينا و أوجب حقّه علينا و أحقّه بالخلافة»[4].

    وتمّت البيعة له في يوم الجمعة المصادف الحادي والعشرين من شهر رمضان في سنة (40) للهجرة[5].


    و بعد المبايعة مباشرة رتب(عليه السلام) العمّال وأمر الامراء ونظر في الامور ، و أنفذ عبدالله بن العباس إلى البصرة[6].


    كان أوّل شيء أحدثه الحسن بن علي(عليه السلام) أنّه زاد المقاتلة مائة مائة ، و قد كان أبوه فعل

    ذلك يوم الجمل ، و الحسن(عليه السلام) فعله على حال الاستخلاف فتبعه الخلفاء بعد ذلك[7].


    وكانت مدّة خلافته(عليه السلام) ستة أشهر و هي مدّة الصلح بينه(عليه السلام) وبين معاوية بن أبي سفيان.




    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] - الصافات: 61
    [2] - بحارالانوار: 42/290.
    [3] - بحارالانوار: 42/295.
    [4] - مقاتل الطالبين: 34.
    [5] - الإرشاد: 4/15.
    [6] - أعيان الشيعة: 4/14.
    [7] - مقابل الطالبين: 35 طبعة المكتبة الحيدرية – النجف 1385.


    23 رمضان



    نزول القرآن الكريم

    على أقوي الروايات إنَّ القرآن المجيد نزل على قلب النبي(ص) في ليلة الثالث والعشرين دفعة واحدة، و
    هي الليلة الثالثة من ليالي القدر،‌ إذ الليلة ا


    لاولى ليلة‌ التاسع عشر، و الليلة‌ الثانية هي ليلة الواحد والعشرين، وسمّيت ليلة القدر لان فيها

    تقدّر الارزاق و الاعمار و التوفيقات الربّانية الى السنة


    المقبلة‌، و نزل القرآن الكريم بصورة‌ تدريجة بحسب الوقائع والحوادث لمدة (23) سنة على‌ النبي

    محمد(ص)، منها في مكة المكرمة و منها في لمدينة منورة.






    30 رمضان


    وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

    في اليوم الاخير من شهر رمضان سنة (622 هـ) توفّي أحمد بن

    المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد، ابوالعباس، الناصر لدين الله[1].


    كانت ولادته سنة (553هـ) بويع بالخلافة بعد موت ابيه سنة (575هـ).


    و كان الناصر راجح العقل فطناً شهماً ، ولما استقر في منصبه أمر

    بكل شراب أن يراق ، وبالآت اللهو واللعب أن تكسّر ، فلا جرم أن عمّرت البلاد جرّاء عدله، وزادت أرزاق الناس.


    كان الناس يفدون إلى بغداد للتبرك، و حكم الناصر مدّة فاقت خلفاء

    بني العباس كافة ، وقد عين الجواسيس و العيون بحيث تواجدوا عند كل سلطان ، و

    كانوا يطلعونه على كل ما يستجد من أمور، حتى اعتقد الناس أن

    الناصر كان من أهل الكشف و ذوي الاطلاع على المغيبات ، و قال بعضهم إن الجان

    يقومون بخدمته ، و كان ملوك أكابر مصر والشام إذا ذكروا اسمه

    تكلموا ببطء و هدوء من هيبته ، وعاش في عزٍ و جلالٍ حتى فارق الحياة.


    وقيل إن الناصر[2] كان شيعي المذهب ميّالاً إلى الطريقة الإمامية على خلاف آبائه[3].



    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] - اعلام الزركلي: 1/110.
    [2] - كان للناصر كتاب، فال العلامة (ره) في «كشف اليقين»: من رواية الخليفة الناصر من بني العباس ، وروينا كتابه عن السيد فخار بن المعد الموسوي .. الخ(منه ره).
    [3] - تتمّة المنتهى: 485.







    التعديل الأخير تم بواسطة جميل السراي ; 22/June/2015 الساعة 11:44 am السبب: املائي
    اخر مواضيعيكل عام وانتم بخيراللهم إرحمنا { إذا جَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ } تصميمتصميمالعيال كبرتتخرجت بامتياز حبيبتي (حياتي)

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال