روتانا
لقد تحولت الفواصل الإعلانية التي تتخلل البرامج والأعمال الدرامية من مجرد ضيف مؤقت لبعض الوقت، الهدف منه لفت الانتباه لمنتج ما والترويج له ، إلى مادة أساسية تستهلك ضعف ما يستهلكه العمل الدرامي نفسه في بعض الأحيان، وهو الأمر الذي تزيد حدته في شهر رمضان حتى أصبح بإمكاننا القول أننا نشاهد فواصل إعلانية ، يتخللها بعض الدراما ، فإلى مدى سقطت حقوق المشاهد وسط النهم والشراهة في حصد المكاسب الذي أصاب المعلنين و أصحاب القنوات على حد سواء .
حول هذه القضية تقول الدكتورة فاطمة أبو الحسن " مدرس الإنتاج الإعلامي بالأكاديمية الإعلامية بالشروق " إن ما تعرضه الفضائيات من زخم مبالغ فيه في طرح المواد الإعلانية ، والتي لا تحكمها أي ضوابط تتعلق بإحترام حق المشاهد في المتابعة ، يكشف أن المسألة برمتها أصبح يحكمها دوافع تجارية بحتة .
مشيرة الى أنه كان في الماضي تظهر خلال الأعمال الدرامية إعلانات تنوهية في أسفل الشاشة عن المنتجات ، لبضع ثواني . وبالرغم من ذلك لاقى هذا الأمر هجوماً كبيراً من قبل المهتمين بالمجال الإعلامي والفني ،حيث اعتبروه تجاوزاً في حق المشاهد وتشتيتاً له ، وأضافت أما ما يحدث الآن من الإفراط الترويجي يكشف عن النظرة التجارية التي فرضت نفسها وظهرت جلياً في نهم القنوات لتحقيق أكبر قدر من المكاسب .
وأشارت إلى أن هذا الإفراط الترويجي لم يأت بالنتائج التي يتوقعها المعلنون والفضائيات ، وذلك لأن الإفراط في هذه المواد الإعلانية أصاب المشاهد بالملل وجعله يلجأ إلى متابعة قنوات أخرى أقل نسبياً في عرض الإعلانات كما أفقدته رغبته في متابعة الأعمال الدرامية نفسها
وتابعت : إنه لا يمكن إنكار حقيقة أن المواد الإعلانية تمثل محور ارتكاز أساسي ومهم للترويج لأي سلعة، ولكن في المقابل لابد أن يحكم وجودها قواعد أساسية ليكون الإعلان إضافة ممتعة خلال مشاهدة الدراما ,مؤكدة أنه إذا تحقق ذلك ستكون بداية حقيقية لتجاوز هذه الإشكالية والتي يمثل المشاهد أهم المتضررين فيها .