تاريخيا, منذ بداية الأشكال الأولى للحضارة والتمدن وبناء المنازل الشخصية والقلاع, إعتاد الإنسان القديم على أن يغلق الأبواب من الداخل وكان الكثير يواجهون مشكلة عند خروجهم من منازلهم ومحالهم في إيجاد طريقة لإغلاقها عند الخروج لكي لا تتعرض للسلب والنهب. وفي هذه الأيام أيضا, فمن منا لايستخدم القفل بشكل متكرر كل يوم تقريبا, فتستخدم الأقفال اليوم في كل مكان في أنحاء العالم, وتستمر حاجة الإنسان للأقفال ما دام بحاجة للخصوصية ومادام بحاجة إلى طريقة لكي يحمي بها مقتنياته وممتلكاته, فهل تسائلت يوما لمن يرجع الفضل في إختراع المفاتيح والأقفال الخارجية؟.
أحد أقدم الدلائل الأثرية على إستخدام الأقفال الميكانيكية في العالم ذات المفتاح يرجع إلى ما يزيد عن أربعة آلاف عام, حيث عثر عليه في ركام أحد القصور الفرعونية القديمة وكان الإكتشاف يشمل مزلاج باب يشبه المزلاج العادي الشائع إستخدامه في ذلك الزمان مع بعض التعديلات البسيطة عليه شملت عددا من الأوتاد الصغيرة الرخوه المتوضعة في أعلى قلب المزلاج من الداخل وتفريغ وسط المزلاج لما يتسع لدخول ما يشبه المفتاح. الصور التالية لمحاكاه مشابهه للإكتشاف القديم.
تشرح الصورة التالية آلية عمل المزلاج القديم بحيث كما توضح الخطوة (1) يدخل المفتاح المسنن ليرفع الأوتاد التي تمسك المزلاج وبعدها كما في الخطوة (2) يتم سحب المفتاح المسنن ليقوم بسحب المزلاج لينفتح الباب ورائه.
مما يجدر ذكره هنا أن القفل الخشبي القديم كان الملهم للمخترع الأمريكي (لينس ييل \ Linus Yale) مبتكر القفل الحديدي ذو المفاتيح المعدنية المسننة المستخدمة بشكل واسع عالميا في يومنا هذا, بحيث قام لينس في 1865 بتسجيل برائة إختراع وهي مفاتيح مسننة مع أوتاد معدنية متحركة محاكية تماما لما في القفل المصري القديم مع إضافة المعدن وتغيير شكل المفتاح وهذا المقطع للقفل المعدني للمبتكر لويس ييل بإمكانك ملاحظة مدى التشابه بين الإختراع القديم والحديث.
لا تزال شركة (ييل \ Yale) تصنع الأقفال المعدنية حتى يومنا هذا. في الواقع, قد لا يخلو أي منزل من هذه الأقفال وتنوعت إختراعات أقفال ييل المعدنية منذ بدء عملها في هذا المجال وربما الجميع يعرف شعار هذه الشركة التي بدأت عملها بإعادة إحياء إبتكار اندثر منذ ما يقارب الألفي عام مضت.