بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة عن عروة بن الزبير أنه قال: ((كنا جلوساً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان فقال أبو الدرداء:
يا قوم ألا أخبركم بأقل القوم مالاً وأكثرهم ورعاً وأشدهم إجتهاداً في العبادة؟
قالوا: من ؟
قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
قال (الراوي): فوالله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه! ثم انتدب له رجل من الأنصار قال له : يا عويمر لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها........!!!!!!!!!!!!!
فقال أبو الدرداء: يا قوم إني قائل ما رأيت، وليقل كل قوم منكم ما رأوا، شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجار وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممن يليه واستتر بمفيلات النخيل، فافتقدته وبعد علي مكانه،
فقلت: لحق بمنزله.. فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجي وهو يقول:
(( إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك ولا أنا براج غير رضوانك)).
فشغلني الصوت واقتفيت الأثر فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام بعينه فاستترت له وأخملت الحركة فركع ركعات في جوف الليل الغابر ثم فرغ إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى فكان مما ناجى الله به:
((إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي))
ثم قال:((آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها فتقول: خذوه، فياله من مأخذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء)) .
ثم قال: ((آه من نار تنضح الأكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من غمرة من لهبات لظى)) .
قال: ثم أنعم (إنغمر) في البكاء فلم أسمع له حساً ولا حركة
فقلت: غلب عليه النوم لطول السهر أوقظه لصلاة الفجر.
قال أبو الدرداء: فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك وزويته فلم ينزوِِ .
فقلت: (إنا لله وإنا إليه راجعون) مات والله علي بن أبي طالب .
قال: فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم فقالت فاطمة عليها السلام: يا أبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصته فأخبرتها الخبر.
فقالت: هي والله يا ابا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله،
ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ونظر إلي وأنا أبكي .
فقال: مما بكاؤك يا أبا الدرداء ؟
فقلت: مما أراه تنزله بنفسك .
فقال: ((يا أبا الدرداء فكيف ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب وأيقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ فوقفت بين يدي الملك الجبار فقد أسلمني الأحباء ورحمني أهل الدنيا لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية)) .
فقال أبو الدرداء: “فوالله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)) . منقول