من لا يعرف الكلاش فهو الحذاء الخفيف المحاك من الالياف او النايلون و يرتديه الفقراء من العراقيين أما الجزمة فهو الحذاء المصنوع من الجلد الطبيعي العالي و يرتديه سابقاً الانكليز و من يكون قريبا عليهم في الحكومات و المنبطحين لهم و المثل بسيط ومشهور عند العراقيين يحكي لنا تاريخ العراقيين بكلمتين فدائماً هناك جماعة الكلاش الذين يفنون اعمارهم في العمل من أجل الخبزة الحلال لأبنائهم تحت سقف القاعدة (قوت لاتموت ) وهناك أصحاب (الجزم) التي تلمع في الليل الذين يأكلون جهد (الكلاشية) على الجاهز فتزداد كروشهم و حساباتهم و نسائهم أنتفاخاً وتزداد بيوتهم و سياراتهم و أنوفهم صعوداً و أرتفاعاً ، و أصحاب الجزم اليوم قرروا أن يوجهوا للكلاشية ضربة موجعة مع حلول شهر الرحمة والمغفرة حتى يكون شهر القسوة و السرقة لأصحاب ( الجزمات ) مع هذا الصعود غير المبرر للدولار مقابل عملتنا (المكرودة ) الدينار العراقي الهزيل ، تكمن المشكلة ضياع (الخيط و العصفور) في سياسة حكومية قائمة على تكليف فقراء العراقيين ( الكلاشية ) دفع ثمن سرقات (أصحاب الجزمة ) فكثرة الضرائب و رفع أسعار الكهرباء و الماء و الخدمات الاخرة مع عدم وجودها طبعاً و أمتصاص الحياة منهم مقابل عدم المساس بالامتيازات و الرواتب و الايفادات للجزم الكبيرة فهي عبرت الخط الاحمر و على المواطن دفع الثمن لموازنات لا أحد يعرف أين ذابت و لمن وصلت ، عندما أمم عبد الكريم قاسم شركات النفط و كخطوة لعدم أرتفاع الاسعار و خاصة البضائع المستوردة سن قانون 80 الذي الزم وزارة النفط أن تستلم ثمن النفط المصدر بالدينار العراقي فارتفعت قيمة الدينار في الاسواق العالمية لكثرة الطلب عليه و بالتالي تحسن الاقتصاد ليصل أعلى قيمة له حتى بداية الثمانينات ، افلا يوجد اليوم فيكم رجل رشيد أو قاسم أو فاهم ليضع للعراق سياسة نقدية صحيحة بدل أن نكون لعبة بيد المافيات و مصاصي الدماء من السياسيين الذين أخذوا دور الشياطين المغلولة ايديهم في رمضان و لن يغل أيدي و أرجل (الجزم ) الا أصحاب (الكلاشية) و دمتم سالمين .