أثارت تصريحات العالم البريطاني الحائز على جائزة نوبل في الطب تيم هانت بشأن "المرأة العالمة في المختبر" لغطاً وجدلاً خصوصاً حول بكاء المرأة في المختبرات.
فقد قال هانت "في المختبرات العلمية تقع أمور ثلاثة للمرأة: تقع أنت في غرامها.. وهي تقع في غرامك.. وعندما تنتقدها تبكي".
غير أن الدراسات أثبتت عموماً أن المرأة تبكي أكثر من الرجل، ولكن ليس بالشكل الذي طرحه هانت، وإنما لأسباب أخرى، غالبيتها بيولوجية واجتماعية وبيئية.
ولا شك أن العلم يمكنه أن يكشف عن أسباب البكاء بين الجنسين، وكذلك عن سبب كون الإنسان منفرداً في ذرف الدموع في الأمور العاطفية.
رفض تصريحات هانت
وكانت تصريحات هانت جاءت خلال مؤتمر عالمي للصحفيين العلميين في كوريا الجنوبية، وما أن أطلقها حتى انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بل وتم تخصيص وسم بعنوان "ديستراكتينغلي-سكس" #distractinglysexy، الأمر الذي دفعه إلى الاستقالة من منصبه كأستاذ فخري في جامعة "لندن كوليدج" في بريطانيا.
ففي بريسبن بأستراليا، كتبت المحررة السياسية في صحيفة "بريسبن تايم" المحلية، تحت هذا الوسم، بعد أن أرفقت صورة للعالمة الفرنسية ماري كوري وكتبت تحتها تقول "إنني سعيدة لأنها تمكنت من أخذ استراحة من البكاء لتكتشف عنصري الراديوم والبلوتوونيوم".
وكتبت كايت هوجكين تحت صورة لجدتها في المختبر تقول "هذه صورة جدتي دوروثي هوجيكن في طريقها لنيل جائزة نوبل"، بحسب ما ذكر موقع "لايف ساينس" على الإنترنت.
دراسة البكاء
علمياً، أثبتت الدراسات النفسية أن المرأة تبكي بين مرتين إلى 3 مرات شهرياً، أو 3 إلى 5 مرات أكثر من الرجل، بحسب دراسة نشرت في كتاب، أجراها عالم النفس إيفان نيكليشك وليديا تيموشوك وآد فينغرهويست من جامعة تيلبورغ الهولندية.
وأوضحت الدراسة أن البكاء يسود في العالم كله، وأن البكاء يختلف باختلافات وتنوع الثقافات، مشيرة إلى أنها ترتبط أيضاً ببعض الإفرازات الهرمونية.
وأوضحت أن الرجل الغربي عموماً يتصف بكونه مستقلاً ومسيطراً ويحل المشاكل بعقلانية أما المرأة فمعتمدة على الآخرين وعاطفية وتميل إلى تشكيل علاقات إنسانية، منوهة إلى أن الرجل عندما يبكي فإن بكاءه يعبر عن الفخر والشجاعة والنصر أو الهزيمة.
وبحسب دراسات، فإن فجوة البكاء بين الرجل والمرأة في الدول القمعية تضيق كثيراً عن تلك الموجودة في الدول التي تتمتع بحريات أكبر.
وأثبتت الدراسات العلمية أن هناك هرمونات تدعم الفرق في مستويات البكاء بين الرجل والمرأة.
فنسبة هرمون برولاكتين في المرأة أعلى بنسبة 60 في المائة من الرجل، وهو يحفز إنتاج الحليب عندها بعد الولادة، والدموع العاطفية مرتبطة أكثر بهذا الهرمون، في حين أن مستويات هرمون التستوستيرون عند الذكور تكبح البكاء.