مبدأ مونرو في العلاقات الدولية
مبدأ ثنائي للسياسة الخارجية الأمريكية. أعلنه الرئيس مونرو في رسالة بعث بها إلى الكونجرس 1823، وقد برز هذا المبدأ نتيجة مشكلتين دبلوماسيتين: الأولى، اصطدام ضئيل الشأن مع روسيا بخصوص الساحل الشمالي الغربي لأمريكا الشمالية. والثانية، الخوف من أن تسعى الدول الأوروبية الكبرى التي ألفت ما أطلق عليه الحلف المقدس، إلى إعادة دول أمريكا اللاتينية ـ التي كانت قد ظفرت حديثاً باستقلالها ـ إلى إسبانيا، وكان كاننج وزير خارجية بريطانيا يريد أن يبعث رسالة أمريكية إنجليزية مشتركة إلى دول الحلف المقدس، ولكن جون كوينسي آدمز وزير خارجية الولايات المتحدة وقتئذ أصر على أن تعمل بلاده منفردة. وكتب مسودة هذا المبدأ الذي يعلن قاعدتين: الأولى ـ لن تسمح الولايات المتحدة بأي استعمار جديد لأية بقعة في الأمريكتين، والثانية ـ أنها لن تقبل أي تدخل من جانب أية دولة أوروبية في شؤون الدول الأمريكية. ومع أن المبدأ لم يعترف به قط في القانون الدولي، إلا أنه أثير عدة مرات بشأن بعض المنازعات التي نشبت بين دول أوروبية وأخرى أمريكية. نظرت بعض دول أمريكا اللاتينية إلى المبدأ بعين الارتياب، بسبب ما صور لها من أنه يتضمن ميولاً استعمارية للولايات المتحدة في فرض سيطرتها عليها، وهو ارتياب زاد من وقعه المبدأ المكمل الذي نادى به ثيودور روزفلت، والذي يعلن أن الخوف من أي تدخل أوروبي في شؤون قطر من أقطار أمريكا اللاتينية ساءت حاله، يبرر تدخل الولايات المتحدة. وقد أخذ الشعور المعادي للمبدأ يتناقص في العقد الثالث من القرن 20، واختفى عندما انتهج فرنكلن روزفلت سياسة «الجار الطيب».