سمرائي
***************
بتّ أذرع مناكب المجاهل
أجوب مرافئ السّهد
كباحث عن ماء السّراب
يطوّح بي الخيال في المتاهات
فتصبح الآمال منهكة
مضطرمة الأحلام
مضطربة الرّؤى
في خضمّ الأمواج الرّعناء
وتهوي في دوّامة الحيرة
محتدمة بسعير الصّيهود
متقلّبة على ماض متلجلج
وحاضر مهتزّ
وضباب … الآتي
***
قالت لي المرايا ذات سحر
أيّها الشّاعر … لا تحزن
فالعشق قدرك المحتوم
خذ سبلك كما أتتك
ودع روحك في سبحها
راود خيالك
وأبحر حيثما شئت
بين إشراق الشّموس
واِلتماع الأقمار
أو هاجر لجزر اللاّزورد
بين أثير الأبجديّة
وأمواج الرّؤى
حسبك أنّك شاعر نرجسي
عبقريّ العشق
***
وجدتها تعانق القمر
فاَحترت أيّهما القمر …؟؟
ولكن في صورتها توهّج أكثر
يحتوي الرّوح
… يا السّمراء
***
أيّتها الأميرة
كأنّني أعرفك منذ الأزل
لكنّها الأقدار تسعى لفرقتنا
… في المتاهات
فهل … تجمعنا أقدارنا
في دنيا الحضور … ؟
هل يوافي القدر
ويجدّد للرّوح بعثها
ويسكب إكسير الوصل
فأسقيك وتسقينني
من اِنتشاء الحضور
***
أيا السّمراء
تعوّدت روحي على عشقك
وقلبي تعوّد على حبّك
فكيف أحتمل غيابك
***
ما تقول هذه العيون
بنظراتها اللاّزوردّية … ؟
من يفصح عن شوق الوجود
سوى بريقهما الفيروزي
وما يغوي الفؤاد بالاِنبهار
غير لمح البرق المنبجس
من شعاع العينين
عندها تنتحب السّماء
لتنتشي الرّوح من اِحتراقها
وينبض القلب من هموده
فيزهر روض الوجدان
بأزهار الحياة
***
لمّا يحطّ المساء الهطول جمالا
يفيض سحرا بروحي
ويناغي موج البحر
يداعب فيروزات الحلم
في خيالي المرفرف
ويغمرني المساء بطيوفه
على شراشف الوجود
المرفرفة شاعريّة زرقاء
***
أغدا ألقاك
…يا أيّتها السّمراء
على شرفات اللاّزورد
عند الأصيل
وسكينة الرّوح
لمّا تنبعث أحلام الرّؤى
من برزخ الخيال
للعروج لمجرّات التّجلّي
فيهمي الوجود بإنشائه
أيا سمرائي
م