خبير نفطي عراقي يدعو الحكومة للاستعداد الى "عصر ما بعد النفط"
دعا خبير نفطي عراقي، السبت، الحكومة العراقية الى الاستعداد لـ"عصر ما بعد النفط"، من خلال تطوير الصناعة والزراعة لتمتين الاقتصاد الوطني، متوقعاً أن يحقق العراق بعد سنوات قليلة إيرادات مالية من صناعة النفط تفوق حاجته.
وقال الخبير النفطي عصري صالح موسى في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العراق من المتوقع أن يحقق بعد خمس سنوات إيرادات مالية من صناعة النفط تفوق حاجته، وبعدها لن يكون بحاجة الى تخصيص موازنات استثمارية ضخمة باعتبار ان البنية التحتية الخدمية ستكون متكاملة في المستقبل القريب".
وأوضح أن "الزيادات الكبيرة المتوقعة بإنتاج النفط ستعود على البلد بأموال طائلة يفترض أن يخصص جزء منها لتطوير القطاع الزراعي والنهوض بالقطاع الصناعي لان عصر النفط لن يبقى الى الأبد".
واعتبر موسى الذي عمل لأكثر من ثلاثين عاماً كرئيس للمهندسين في وزارة النفط أن على الحكومة "التخطيط بشكل مبكر لعصر ما بعد النفط حتى لا يكون العراق في مأزق"، مبينا أن "عصر النفط لا بد أن يعقبه عصر آخر في المستقبل".
ولفت موسى إلى أن "الغرب يهتم في المرحلة الحالية أكثر من السابق بايجاد مصادر للطاقة بديلة عن النفط، والتجارب والبحوث العلمية في هذا المجال تتطور باستمرار؛ وقد تسفر عن مفاجئات تدهش العالم".
يذكر أن العراق يعتمد بشكل شبه كامل على صناعة النفط في بناء اقتصاده، وهو ينتج حالياً ما لايقل عن ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام يومياً، فيما يبلغ حجم صادراته نحو مليونين و300 ألف برميل يومياً، أغلبها تصدر بواسطة ناقلات بحرية من خلال مينائي العمية والبصرة (البكر العميق سابقاً)، إضافة الى مينائين عائمين جديدين، ويضخ النفط للموانئ عبر شبكة أنابيب تمتد تحت الماء وتتصل بمستودعات خزن ساحلية تقع قرب مركز قضاء الفاو، نحو( 100 كم جنوب مدينة البصرة)، في حين تصدر الكميات المنتجة من الحقول الشمالية إلى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط عبر أنبوب بري ناقل، والكميات المتبقية تصدر إلى الأردن باستخدام شاحنات حوضية.
السومرية نيوز