أوقفتُ راحلةَ السؤالِ - - ومشيتُ أبحثُ من خلالي
هل ذلك الظِلُ القديمُ - - حكايتي قبلَ انفصالي
هل وجهُ ليلى في المصابيحِ - الدليلُ على ارتحالي ؟
ومَن الجمالُ ؟ وقد وقفتُ أجولُ في عزفِ انعزالي
وجلستُ عند الماءِ
أغرفُ غفوةَ الدفءِ المُسلسلِ بالشعورْ
وأمدُّ صوتي باتجاهِ الصمتِ
كي أهبَ القصيدةَ للحمامْ
وهنا نزلتُ بُمفردي حين امتلأتُ
هواجساً
حمراءَ ترجفُ كالصغارِ من البرودةْ
بيني وبينكَ حارسٌ ملعونُ فارفعْ حارسي
وادفع لتلك الحربِ عشقي فالمودةُ فارسي
وسواك قيَّدني - - تماثيلٌ من التمرِ القديمِ
وصخرةٌ عمياءُ تُحسبُ آلهةْ
وصُراخُ مبعوثٍ قتيل
وقليلُ خُبزٍ تحت أقدامِ الفؤوس
وظِلالُ نارٍ هشَّمت نهدَ النخيل
إني أخافُ من الرحيلِ
بلا أنا
وأخافُ من نفسي ومجهولِ المصير
وحيٌ يُداعبُني بلُطفٍ لا تخفْ
أنا مثلُ أمُك بل أحنُّ
وأنا محبَّاتٌ ومنُّ
فاخلع ملابسكَ الرديئةَ واستحم
واقرأ أناشيدَ الموانئ للطيور
كان الجوابُ مسافةً كُتبت
على ورقِ البنفسجِ يا ضميري
ومسيرةً رُسمت بألوانِ الفراشاتِ الحزينةْ
أوقفتُ راحلةَ السؤالِ ورُحتُ أركضُ
في المدائنِ مثل َموسى خائفاً أترقبُ
حتى سمعتُ الوحيَ من طرفِ القراطيسِ
الكئيبةِ قال يا ولدي الوحيد
حاول ودع عنك الأقاويلَ السليبةْ
كان السؤالُ يسرُّ كل الناضرين
عقروا صباحاتي ومصَّوا كل أوردتي بأنبوبِ الأمير
تعساً لسُلطانِ القُرى ولكلِ شعبٍ لا يُجيدُ
سوى القبولِ يُصفقون يُصفقون
فأذّنَ الندمُ - - -
هاني ابو مصطفى