الفن التكعيبي.. مدرسة البحث عن الحقيقة التامة!!
التكعيبية أسلوب فني ظهر في فرنسا في بداية القرن العشرين، والفكرة الأساسية التي تنطلق منها التكعيبية هي فكرة النظر إلى الأشياء من خلال الأجسام الهندسية وخاصة المكعب، فهي تقول بفكرة الحقيقة التامة، التي تأخذ كمالها وأبعادها الكلية، عندما تمتلك ستة وجوه، كالمكعب تماما، فالتوصل إلى هذا الهدف لا يتحقق إلا عن طريق تحطيم الشكل الخارجي والصورة المرئية. بيكاسو المذهل! من أبرز ممثلي هذا الأسلوب بيكاسو، براك، ديلوني، سزان، دوشامب، كما أن كاندينسكي وماليفيج، كانا من أنصاره في بداية ظهوره وأدت محاولاتهما إلى الفن التجريدي. غير أننا سنتحدث هنا عن الرسام الأسباني الذي أدخل التكعيبية في الرسم بابلو رويز أي بيكاسو ( 1881- 1972م )، فيكفي أن تحمل أي لوحة توقيعه حتى تباع بأفحش الأثمان، كان يكره الظهور ولا يوافق إلا بعد إلحاح شديد، ويقول بأن قيمة الفنان تتوقف على ندرة صنيعه الفني. بيكاسو إسباني الأصل، دخل باريس في 1900م، وكان عمره آنذاك تسع عشرة سنة، فأقام مع صديقه الشاعر ماكس جاكوب في حي مونمارتر وجعل يقضي لياليه في التصوير. عمله مفعم بالقوة واللون والإشراق التقني. كان رائدا في الفن التجريدي بدل تقاليد الرسم بشكل جذري، كانت تأثيراته الأولى في باريس حيث كان ينشط زعماء حركة الرسم ما بعد الانطباعية. وكان عمله تصويريا أو تمثيليا وموضوعاته هي الممثلون والمهرجون. بيكاسو وبراك وديلوني وليجيه جاءوا بأفكار التكعيبية الثورية غير أنهم لم يكونوا وحدهم في الحركة، فقد أيدهم فنانون آخرون مناصرون، لكن الخصائص المميزة لكل منهم بقيت واضحة بين هذا الفنان وذاك. ومن روائع أعماله سلسلة من اللوحات ذات الموضوعات الإسبانية - مشاهد مصارعة الثيران - وأهم لوحاته لوحته المرعبة لمدينة غرنيكا التي أزالتها الطائرات النازية حينذاك من الوجود. واللوحة تصور فضائع الحرب الاسبانية الأهلية سنة 1936م.