المدرسة التكعيبية هي اتجاه فني ظهر في فرنسا في بدايات القرن العشرين الذي يتخذ من الأشكال الهندسية أساسا لبناء العمل الفني إذا قامت هذه المدرسة على الأعتقاد بنظرية التبلور التعدينية التي تعتبر الهندسة أصولا للأجسام. انتشرت بين 1907 و 1914، ولدت في فرنسا على يد بابلو بيكاسو ، جورج براك وخوان جريس .


ميزات النمط التكعيبي


أعتمدت التكعيبية الخط الهندسي أساسا لكل شكل كما ذكرنا فاستخدم فنانوها الخط المستقيم والخط المنحني، فكانت الأشكال فيها اما أسطوانية أو كروية، وكذلك ظهر المربع والأشكال الهندسية المسطحة في المساحات التي تحيط بالموضوع، وتنوعت المساحات الهندسية في الأشكال تبعا لتنوع الخطوط والأشكال واتجاهاتها المختلفة. ولهذا فإن التكعيبية ركزت على فكرة النظر إلى الأشياء من خلال الأجسام الهندسية وخاصة المكعب، فهي تقول بفكرة الحقيقة التامة التي تأخذ كمالها وأبعادها الكلية، عندما تمتلك ستة وجوه، كالمكعب تماما, فالتوصل إلى هذا الهدف لا يتحقق إلا عن طريق تحطيم الشكل الخارجي والصورة المرئية.


خط زمني للمدرسة التكعيبية


كان هدف التكعيبية ليس التركيز على الأشياء، وإنما على أشكالها المستقلة التي حددت بخطوط هندسية صارمة، فقد أعتقد التكعيبيون أنهم جعلوا من الأشياء المرئية ومن الواقع شكلاً فنيا. ويعتبر الفنان بابلو بيكاسو أحد أهم منظري وفناني التكعيبية.


البدايات


كانت بداية هذه الحركة المرحلة التي بدأها الفنان سيزان بين عامي 1907 و1909م وتعتبر المرحلة الأولى من التكعيبية.


التكعيبية التحليلية


أما المرحلة الثانية هي المرحلة التكعيبية التحليلية ، ويقصد بها تحليل الأشكال في الطبيعة وإعادة بناءها بطريقة جديدة وقد بدأت هذه المرحلة ما بين عامي 1910 و1912 م إذ حلل الفنان فيها أشكاله بدقة، وأظهر اجزاء الأشكال باسلوب تكعيبي.


الصورة الموحدة التكوين


وتمثل المرحلة الثالثة الصورة الموحدة التكوين، والتي بدأت ما بين عامي 1913 و1914 م وركزت على رسم وموضوع مترابط وواضح المعالم من خلال الخطوط التكعيبية.


فنانون التكعيبية


يعد بابلو بيكاسو أشهر فناني هذه المدرسة، وكذلك الفنان جورج براك وليجرد وجاك فيلون ،سزان ،دوشامب . كما يذكر أن التكعيبة قد أثرت على الهندسة المعمارية الحديثة.


التكعيبية في العمارة


ظهرت التكعيبية كاحد المدارس المعمارية الحديثة في بداية القرن العشرين ، تقول العبارة المشهورة للفنان سيزان أن "الكرة، والأسطوانة، والمخروط" هي جوهر بِنْيَة الطبيعة، والتكعيبة كمدرسة في الفن التشكيلي قد نشأت عن نوع من الالتباس في فهم هذه العبارة، فلم يكن الغرض فرض هذه الأشكال الهندسية على الطبيعة، لأنها موجودة فعلاً، غير أن التكعيبيين قد عمدوا في سبيل بناء اللوحة لتصبح متماسكة وقوية إلى هندسة صورة الطبيعة، وفي سبيل هذه الهندسة عادوا إلى الفيلسوف وعالم الرياضيات الأشهر فيثاغورس وتبنوا نظرياته في الهندسه والرياضيات.


لكن لم يكن غرض التكعيبيين عندما أخذوا في تحليل صور الطبيعة، وتقسيمها إلى الأشكال الهندسية وإخضاع أشكالها للعمل الفني سوى البحث عن أسرار الجمال، على أنهم في هذا كانوا مدفوعين بذلك الإحساس العام السائد بين فناني العصر الحديث، وهو أن الحقيقة شيء خفي يختبئ وراء الصور الظاهرية.


المدرسة التكعيبية في الفن التشكيلي


ظل الفنانون منذ العصور القديمة حتى أواخر القرن التاسع عشر يتنبؤون بمحاكاة الأشكال الطبيعية المرئية في الأعمال التشكيلية كافة التي نفذوها , إلا أن مطلع القرن العشرين شهد تغيراً جذرياً في تاريخ الفنون ,
حيث بدأ الفنانون يهتمون بابتكار وسائل جديدة للتعبير عن تصورهم للفن حتى يلائم التطور الحضاري الذي يحدث في العالم الحديث ونتج عن هذه التغيرات ظهور ثلاث مدارس فنية في نفس الوقت تقريباً التكعيبية في فرنسا والتعبيرية في ألمانيا والمستقبلية في ايطاليا.‏


ورفض الفنانون في فرنسا مبدأ محاكاة الأشكال الطبيعية , وبدأوا يختزلون هذه الأشكال إلى أجزاء هندسية وخطوط مستقيمة , ثم أعادوا صياغتها من جديد .‏


والواقع أن بشائر الثورة على الأشكال الطبيعية قد بدأ ظهورها قبل ذلك في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر ( هذا وقد عرف الفنان المسلم أسلوب تجريد الأشكال منذ عصر الدولة العباسية ) في أعمال الفنان المجدد سيزان , الذي شاهد في الأشكال الطبيعية مساحات هندسية مبسطة متينة البنيان , وقد تمكن فنانو القرن العشرين من تطوير فكرته الهندسية إلى مرحلة متقدمة , فتمكنوا من رؤية مكعبات ومخروطات واسطوانات في الأشكال الطبيعية.‏


كانت المدرسة التكعيبية أضخم انتفاضة ثورية فنية عرفها العصر الحديث, وهي باريسية النشأة, ظهرت في أعقاب المدرسة الوحشية بمثابة رد فعل لنظريات هذه المدرسة وللنزعة التعبيرية . والواقع أن التكعيبية كانت تتجه إلى التحرر من الشكل مثلما تحرر الوحشيون من الألوان الطبيعية وكان ماتيس من أوائل المعجبين بها .‏


وارتبطت تسميتها مثل الوحشية بالناقد الفني لويس فوكسيل الذي وصف اللوحات التي عرضها براك عام 1908 في صالة ( كانفيللر ) بأنها تتكون من مكعبات , وكرر الوصف مرة ثانية في العام التالي , كذلك ذكر أن ماتيس ¯ الذي كان من أوائل المعجبين ¯ بأنه وصف لوحتي براك اللتين قبلتهما هيئة التحكم في صالون الخريف عام 1908 , بأنها تتكونان من مكعبات صغيرة , وبذلك التصقت التسمية بالأسلوب الجديد.‏


وانتشر هذا الوصف بعد ذلك , واستخدمت هذه التسمية لوصف أية لوحة تتصل بالمدرسة , ووصف الناقد ( أبولينير) أعمال مصوري هذه النزعة عام 1913 بالمصورين التكعيبيين.‏


المصورون التكعيبيون:‏


ويرجح الفضل في نمو التكعيبية وازدهارها إلى التجارب التي اشترك فيها بيكاسو وبراك منذ أواخر القرن التاسع عشر لتطوير فكرة سيزان الهندسية إلى مرحلة تجريبية متقدمة , فاستبدلا التأثيرات البصرية على سطوح الأشكال التي اهتم بها التأثيريون بتصور عقلاني متفهم للشكل, ورأيا في الأشكال الطبيعية المكعب والمخروط والأسطوانة والكرة .‏


وما إن حل عام 1910 حتى بلغت المدرسة التكعيبية على يدي بيكاسو وبراك درجة كبيرة في تشويه معالم الشكل الطبيعي , واقتبس كل منهما من الآخر في تلك الفترة لدرجة أن صعب التمييز بين أعمالهما في عامي 1910 ¯ 1911 إلا للدارس المتخصص , وتوضح ذلك لوحتا (كمنجة وباليت 1910 للمصور براك ولاعب الأكورديون 1911 للمصور بيكاسو) .‏


استخدم كثير من المصورين الشبان أساليب التكعيبية في الفترة 1908 ¯ 1911 بالرغم من أن كثيراً منهم لم يكن يعلم تماماً مفهوم هذه النظرية .‏


وفي عام 1911 انضم المصور خوان جري إلى مؤسسي المدرسة , كما اجتذبت المدرسة عدداً كبيراً من المصورين المتفهمين لخطوات المذهب التكعيبي أمثال (فرناند ليجيه والبرت جليزس وجان متزنجر وروبرت ديلوني وجاك فيلون ومرسيل دوشامب) . واشترك أغلب هؤلاء المصورين في أول عرض جماعي لمذهبهم الذي أسموه التكعيبية وقوبلوا بالهجوم من النقاد إلا أن النقد كان له رد فعل عكسي , حيث جذب عدداً ضخماً من الجمهور إلى صالة العرض التي اكتظت بهم , وصارت التكعيبية قنبلة الموسم في فن التصوير.‏


ومنذ عام 1912 انتشر المذهب التكعيبي خارج فرنسا , فمثل في معرض (الفارس الأزرق) بمدينة ميونيخ , وفي معارض كولون وبرلين وزيوريخ وموسكو وبرشلونة , وفي لندن . وفي السنين التالية ظهرت اتجاهات جديدة في التكعيبية كان أهمها حركة (اورفيزم) التي ابتدعها ديلوني , واستمدها من التكعيبية التحليلية , كما ظهرت نتائج للحركة التكعيبية والحركات الفنية الجديدة المتعددة التي بدأت تغزو أوروبا , مثل الأسلوب الميكانيكي والاهتمام بالآلة الذي قدمه ليجيه في فرنسا.‏


وبالرغم من أن الحرب العالمية الأولى أوقفت نشاط المدرسة التكعيبية إلا أن تأثيرها كان قد تسرب إلى كثير من المصورين الناشئين.‏


وبدراسة المراحل التي مرت بها تجارب بيكاسو وبراك للوصول إلى هذه النتيجة , نلاحظ أنها مرت بثلاث مراحل , المرحلة الأولى استغرقت الفترة من 1907 ¯ 1909 , واقتصرت الموضوعات على أشكال طبيعية اختزلت إلى مساحات هندسية مبسطة , وكانت هذه المرحلة نتيجة لتأثير سيزان .‏


والمرحلة الثانية عرفت بالتكعيبية التحليلية واستغرقت الفترة من 1910 ¯ 1912 , وازداد فيها تفتيت الأشكال مع استخدام لون واحد بدرجاته , فكان المصور يجزئ الأشكال إلى مكعبات ثم يجمعها ليعيد بناءها للشيء الواحد في اللوحة .‏


أما المرحلة الثالثة والأخيرة فعرفت بالتكعيبية التركيبية , واستغرقت الفترة من 1912 ¯ 1914 , وكانت هذه المرحلة بمثابة رد فعل للمرحلة الأولى , حيث أن التحليل المبالغ فيه كان من الممكن أن يؤدي إلى طريق مسدود , فتمكن زعماء التكعيبيين في هذه المرحلة الأخيرة كبيكاسو وبراك من العودة إلى صور الأشكال الطبيعية أو أجزاء منها.‏


ولقد استخدم كل منهما في بعض أعمال تلك المرحلة قصاصات من الجرائد أو من ورق اللعب , تلصق على السطح , ثم يضاف إليها خطوط وألوان لتكمل التصميم , وعرف هذا الأسلوب الذي ابتدعه بيكاسو عام 1912 باسم (كولاج) اللصق , ولقد شاع استخدام هذا الأسلوب بعد ذلك بين التكعيبيين والتجريديين والسرياليين وعندما انتهى التكعيبيون في تجاربهم إلى مرحلة العودة إلى الأشياء من جديد , وصلت الحركة إلى نهاية مشوارها الطويل إلى ما قبل النقطة التي بدؤوا منها .‏












المدرسة التكعيبية :
هي مدرسة فنية حديثة ضهرت في بداية القرن العشرين اي 1907 م و اول من اشار اليها في اعماله هو الفنان بول سيزان ، و تأثر بأعماله الفنان التكعيبي بابلو بيكاسوا ، كما تأثر هذا الاخير بالفن الافريقي و خاصة في القناع كما عاد في مراحله الة رسم الطفل .
وللتكعيبية نوعان :


1: تحليلية
2: تركيبية
خصائصها :
- التحليل و التفكيك لرؤية الشيئ من عدة أوجه ، و الاعتماد على التنميط احيانا و التنميط هو التبسيط و الاختزال
- التسطيح في التلوين و اهمال العمق
- استعمال الالوان الرمادية لأضهار الاجسام
- اضافة خطوط متوازية للرسم حتى تبدوا كالمكعبات
- ادخال الكولاج ( القص - اللصق ) في التعبير الفني كقصاصات ، الجرائد ، والقماش و في النحت ايضا
روادها :
1: بابلو بيكاسو رويز : و هو فنان اسباني ولد سنة 1881م بملاقا من اشهر اعماله : قارنيكا ، الموسيقييون الثلاثة
2: جورج براك : و هو فنان فرنسي من اشهر اعماله : آلة الكمان ....الى غير ذلك من الفنانون في هذا الابداع






التكعيبية


رأى الفنان سيزان أن الكرة، والأسطوانة، والمخروط وغيرها من الأشكال الهندسية هي أشكال موجودة في الطبيعة، والتكعيبية كمدرسة في الفن التشكيلي قد نشأت من فهم هذه العبارة، فلجأ التكعيبيون إلى هندسة صورة الطبيعة في بناء اللوحة لتصبح متماسكة وقوية، وفي سبيل هذه الهندسة عادوا إلى الفيلسوف وعالم الرياضيات الأشهر فيثاغورس وتبنوا نظرياته في الهندسة والرياضيات .


لكن لم يكن غرض التكعيبيين عندما أخذوا في تحليل صور الطبيعة، وتقسيمها إلى الأشكال الهندسية وإخضاع أشكالها للعمل الفني سوى البحث عن أسرار الجمال، على أنهم في هذا كانوا مدفوعين بذلك الإحساس العام السائد بين فناني العصر الحديث، وهو أن الحقيقة شيء خفي يختبئ وراء الصور الظاهرية .


نشأة التكعيبية وأهم فنانيها


في المعرض الذي كان يقام في باريس كل عام وبالتحديد في عام 1904م كان من ضمن فنَّانِي هذا المعرض جورج باراك والذي كانت دراسته لسيزان صاحب العبارة السابقة عن الطبيعة، أثرت في أعماله التي عرضها هذا العام تحديداً وأصبحت تمثل خصائص التكعيبية، حيث الاهتمام ببناء اللوحة وهندستها إلى حد أن أخذت الأجسام في لوحاته أشكالاً أشبه بالأشكال البِلُّورية في استقامة خطوطها وشفافيتها وحدة زواياها، فلما عرض بعض أعماله عام 1908م وصفها ناقد بأنها مجموعة من المكعبات .
وكان بيكاسو الفنان الأسباني الشهير قد اتجه أيضاً في لوحاته إلى أسلوب مشابه بعد دراسته لسيزان كذلك، ثم شاع اسم التكعيبية Cubisme وصفًا لهذا الاتجاه .
ومن أقوال بيكاسو "إننا عندما ابتكرنا التكعيبية لم نكن نسعى إلى ذلك، وإنما أردنا فقط التعبير عما في أنفسنا




التكعيبية فى سطور


--------------------------------------------------------------------------------


التكعيبية هي جعل الاشكال جميعها على هيئة مكعبات صغيرة ترسم على سطح اللوحة ، وكانها مجسدة بابعادها الثلاثة (الطول ، العرض ، الارتفاع). وقد ظهرت لوحاتها وكانها ركام من المكعبات المتراصة في بناء هندسي .


وكانت اولى اللوحات التكعيبية "فتيات افينون" عام 1906 وهي من اعمال "بيكاسو" وقد عرضها في معرض صالون الخريف عام 1908.


وقد ظهر هذا الاسم على قلم "ماتيس" في مذكراته التي نشرها عام 1908 عندما تكلم على فناني المكعبات الصغيرة ، ومن هنا صار يطلق عليها التكعيبية ، وبخاصة بعد ان اطلق كل من "براك" و "بيكاسو" على معارضهما هذه التسمية عام 1911.


وتعد التكعيبية اخر مراحل ارتباط الفنان بالطبيعة ، لانها كانت تستمد اشكالها من الشيء الطبيعي ، او اجزائه ، ومع ذلك فلم تعد الصورة عندها نقلا عن الطبيعة ، وانما هي تصوير عالم جديد خارج من احساس الفنان يعبر عنه بالاجسام المكعبة والاسطوانية والمخروطية.. ويتحول كل شيء الى اشكال هندسية .


ومن فناني هذه المدرسة "جورج يراك" و "فرنان ليجيه" و "بابلو بيكاسو" الذي يعدونه الفنان الذي تجسدت فيه هذه المدرسة .


وللتكعيبية اسلوبان ..


- تكعيبية تحليلة.. وتعنى بتحطيم الشيء ، واعادة بنائه .
- تكعيبية تركيبية.. وتعنى بالعودة بالشكل المجزا المبعثر الى اصله في الطبيعة قبل عملية التفتيت .


وقد اجتمع داخل المدرسة التكعيبية كثير من النزعات منها.. التشييدية ، والتشكيلية الجديدة . والفن الخالص او النقاء ..




المدرسة التكعيبية


هي ذلك الأتجاه الفني الذي أتخذ من الأشكال الهندسية أساسا لبناء العمل الفني إذا قامت هذه المدرسة على الأعتقاد بنظرية التبلور التعدينية التي تعتبر الهندسة أصولا للأجسام . أعتمدت التكعيبية الخط الهندسي أساسا لكل شكل كما ذكرنا فاستخدم فنانوها الخط المستقيم و الخط المنحني ، فكانت الأشكال فيها اما أسطوانيه أو كرويه ، وكذلك ظهر المربع والأشكال الهندسية المسطحة في المساحات التي تحيط بالموضوع ، وتنوعت المساحات الهندسية في الأشكال تبعا لتنوع الخطوط والأشكال واتجاهاتها المختلفة ، لقد كان سيزان المهد الأول للأتجاه التكعيبي ، ولكن الدعامة الرئيسية هو الفنان ( بابلو بيكاسو ) لاستمراره في تبينها وتطويرها مدة طويلة من الزمن .
كان هدف التكعيبية ليس التركيز على الأشياء ، وإنما على أشكالها المستقلة التي حددت بخطوط هندسية صارمة ، فقد أعتقد التكعيبيون أنهم جعلوا من الأشياء المرئية ومن الواقع شكلا فنيا ، كانت بداية هذه الحركة المرحلة التي بدأها الفنان سيزان بين عامي 1907/1909 وتعتبر المرحلة الأولى من التكعيبية المرحلة الثانية هي المرحلة التكعيبية التحليلية ، ويقصد بها تحليل الأشكال في الطبيعة وإعادة بناءها بطريقة جديدة وقد بدأت هذه المرحلة عام 1910 / 1912 م إذ حلل الفنان فيها أشكاله بدقة ، وأظهر اجزاء الأشكال باسلوب تكعيبي .
وتمثل المرحلة الثالثة الصورة الموحدة التكوين ، وتبدأ من عام 1913 / 1914 م وركزت على رسم وموضوع مترابط وواضح المعالم من خلال الخطوط التكعيبية .
ويعد بابلو بيكاسو أشهر فناني هذه المدرسة ، وكذلك الفنان ( براك ) و(ليجرد ) وغيرهم وقد صور بيكاسو العديد من اللوحات ، وكان أبرز الفنانين التكعيبين إنتاجا ، ومن أشهر أعماله ( الجورنيكا ) وهي تمثل المأساة الأسبانية في الحرب العالمية الأولى
التَّكْعِيبَية .. رُكَامُ المُكَعَّبَات
تقول العبارة المشهورة للفنان سيزان أن " الكرة، والأسطوانة، والمخروط" هي جوهر بِنْيَة الطبيعة، و التكعيبة كمدرسة في الفن التشكيلي قد نشأت عن نوع من الالتباس في فهم هذه العبارة ، فلم يكن الغرض فرض هذه الأشكال الهندسية على الطبيعة، لأنها موجودة فعلاً،غير أن التكعيبيين قد عمدوا في سبيل بناء اللوحة لتصبح متماسكة وقوية إلى هندسة صورة الطبيعة، وفي سبيل هذه الهندسة عادوا إلى الفيلسوف وعالم الرياضيات الأشهر فيثاغورس وتبنوا نظرياته في الهندسه والرياضيات .
لكن لم يكن غرض التكعيبيين عندما أخذوا في تحليل صور الطبيعة، وتقسيمها إلى الأشكال الهندسية وإخضاع أشكالها للعمل الفني سوى البحث عن أسرار الجمال، على أنهم في هذا كانوا مدفوعين بذلك الإحساس العام السائد بين فناني العصر الحديث، وهو أن الحقيقة شيء خفي يختبئ وراء الصور الظاهرية .
كيف نشأت التكعيبة وأهم فنانيها :
في صالون الخريف الذي كان يقام في باريس كل عام وبالتحديد في 1904م كان من ضمن فنَّانِي هذا المعرض جورج باراك والذي كانت تصنف أعماله ضمن المدرسة الوحشية، وإن كان قد تميز عنهم بنوع من الرصانة في ألوانه وتكويناته، ولكن دراسته لسيزان صاحب العبارة السابقة عن الطبيعة،أثرت في أعماله التي عرضها هذا العام تحديداً وأصبحت تمثل خصائص التكعيبة، حيث الاهتمام ببناء اللوحة وهندستها إلى حد أن أخذت الأجسام في لوحاته أشكالاً أشبه بالأشكال البِلُّورية في استقامة خطوطها وشفافيتها وحدة زواياها، فلما عرض بعض أعماله عام 1908م وصفها ناقد بأنها ركام من المكعبات
وكان بيكاسو الفنان الأسباني الشهير قد اتجه أيضاً في لوحاته إلى أسلوب مشابه بعد دراسته لسيزان كذلك، ولم يلبث أن شاع اسم التكعيبة Cubisme وصفًا لهذا الاتجاه .
ومن أقوال بيكاسو " إننا عندما ابتكرنا التكعيبة لم نكن نسعى إلى ابتكار التكعيبة، وإنما أردنا فقط التعبير عما في أنفسنا " ، وقال : " لقد تكرر ذكر الرياضيات وحساب المثلثات والكيمياء والتحليل النفسي والموسيقى، ولست أدري ماذا أيضًا .. عند الحديث عن التكعيبة رغبة في تيسير فهمها، ولكن كل ذلك كان مجرد لغو، وقد أدى إلى نتائج وخيمة، إذ هو قد شغل الناس بالنظريات فأعمتهم هذه النظريات عن رؤية العمل الفني ..





الفن التكعيبي

حين شرع براك، في نهاية عام 1907، يدير ظهره للوحوشيه كان هدفه تقليل قوة اللون من اجل زيادة قوة الشكل، لا لتأكيد الخط وحسب بل الحجم أيضا، رسم بعد بضعة شهور في "الايستاك" مناظر طبيعية كان كل شيء فيها جسما صلدا مختزلا إلي شكل هندسي، حيث لا تقل النبتة صلابة ورقة عن صلابة جذور الأشجار وحيطان البيوت. كتب لويس فولسيل عن هذه الأعمال يقول:
"السيد براك اختزل كل شيء المواقع والأشخاص والبيوت، وجعلها تخطيطات هندسية… فمكعبات !" هنا، بالذات، سن الكلمة الدالة التي قدر لها أن تصف الاتجاه الجديد.."التكعيبية".
الواضح أن المسألة كانت بالنسبة إلي براك والي بيكاسو الذي كان يعمل وفق الاتجاه ذاته، اكثر من مكعبات! وعلى الرغم من أن المصطلح يمكن أن ينطبق، مع بعض التبرير، على أعمال هذين الفنانين التي رسماها قبل عام 1910، إلا انه لا يصح إطلاقه على كل الأعمال التي أنتجاها بعد هذا التاريخ لقد تحررا بعده من تأثير سيزان والفن البدائي الذي احتوي عناصر شكلية في أسلوبيها حتى ذلك الحين، وبرزت التكعيبية اكثر الحركات ثورية في مجال الرسم الشكلاني منذ القرن الخامس عشر والحق، أنها تخلت عن كل مفاهيم الواقعية البصرية وأهملت كلياً المنظور "التقليدي"، والنمذجة، والتأثيرات المحتملة الخفيفة لا بسبب موقفها المغاير تجاه الأشياء، بل لأنها أرادت أن تحللها بصورة اقرب، وحاولت أن تقدم لها تمثيلاً اكثر شمولاً. كان التكعيبيون أول من أدرك تماما بأنه: باختيار زاوية نظر مفردة فان عصر النهضة طبق في الصورة نظاماً معيناً وأدان نفسه في الوقت ذاته بإعطاء الأشياء منظراً جزئياً وحسب، وهو الجانب الذي يراه الناظر في لحظة سكون، أما اليوم فالإنسان المعاصر يتحرك من مكان إلى آخر بسرعة مطردة، والصورة التي يتلقاها عن العالم معقدة. هذا التعقيد هو ما سعى التكعيبيون إلى نقله على قماشة اللوحة بوضع ظواهر الشيء المتعددة إلى جنب على السطح المستوي ذاته، بحيث يتعذر على العين أن تري الأشياء في وقت واحد، بينما في مقدور الذهن أن يوجدها من جديد.
ليست هناك فائدة من الادعاء بأن الأعمال التكعيبية يمكن تفسيرها بتفصيلاتها كلها بهذا الاهتمام وإعطاء الواقع تأويلا جديدا، فالواضع أن الفنانين استمتعوا أيضا بتغيير الأشكال الطبيعية، بل بتجاهلها أحيانا، أو التعويض بأشكال خيالية عنها، يقول براك:"أن الرسام لا يحاول أن يعيد تمثيل وضع ما، إنما يحاول أن يبني حقيقة صورية." فموضوعاته، مثل تلك التي لبيكاسو، كانت عادية جداً. كان ميلهما المحبذ نحو الحياة الساكنة( Still-life ) التي تجمع في الغالب قنينة وقدحاً وغليوناً وصحفية وغيتاراً أو كماناً معا. وحين كانا يقرران أن يرسما إنسانا، فانهما ينتزعان منه هيبته ووقاره وأهميته. لم يكن لعلم النفس موطئ في هذا الفن، سوي أن مبتكريه يضعان نفسيهما تماما بدل الشخوص الماثلة أمامهما عند الرسم.
وفي العديد من أعمال الفترة 1910-1912 عمد براك وبيكاسو إلى تجزئة الأشياء حدا انتهى بتناثرها و أبادتها. لقد بلغا مشارف الفن التجريدي، لكنهما لم يتجاوزا الحدود إليه وفي تطورهما المنسق حتى اندلاع الحرب في عام 1914، قاما بمحاولة لإعادة تأسيس القيم الصورية للأشياء وجعلها اكثر بروزا للعين. لقد قللا من تشطيرها وزادا من تحديدها، دون اللجوء إلى الأساليب الطبيعية أو الواقعية وفي الفترة ذاتها، شرعا ادخل الحروف المطبعية في أعمالهما منضدة في كلمات مثل( Bal ) و( Le Torero ) و ( ma Jolie )، ألتي مثلت فكرة "موتيفاً" زخرفية و أقحمت قرائنها الذهبية في الصورة، بل ذهبا إلى ابعد من ذلك، فابتكرا الأوراق الملصقة(قطعاً من الجرائد، وورقاً مطلياً وورق تغليف) والصقاها رأسا على القماش، وقاماً أحيانا بوضع لمسات من اللون عليها، بهذا وضعت الحقيقة (المحولة) جوار الحقيقة (الخام) التافهة، لتتحول الثانية فتكتسب قيمة صورية وأهمية دلالية. إضافة إلى ذلك ساعدت هذه الملصقات الورقية براك وبيكاسو على التطور من المرحلة التحليلية إلى المرحلة التركيبية للتكعيبية، وقادتهما إلي خلق إثارات فضائية باستعمال اكثر الوسائل أولية (شريطين من الورق، مثلاً، بلونين مختلفين) كما ساعدتهما هذه الملصقات الورقية في النهاية على إعادة اكتشاف اللون. فاستيعابهما الكلى لمشكلة الشك جعل التكعيبيين زهاداً في اللون يختارون من الأصباغ اقلها، وقيام الفنان بتسليط الضوء بعشوائية على مساحة الصورة، أدى إلي تدرج حاذق في تنغيم الألوان الرصاصية والبنية والصفراء الأوكرية. وفي حوالي عام 1913، هجرا هذه الصورة أحادية اللون ونوعا الألوان، وجعلاها اقوي من قبل أيضا.
لعب اللون فعلاً دوراً مهماً في تجارب اثنين آخرين من الرسامين الذين كانوا على صلة بالتكعيبية: ديلوني وليجيه، فمنذ أوائل عام 1910 أعلن ديلوني بأن براك وبيكاسو "يرسمان بنسيج العنكبوت!" وكرد فعل، استعمل مندرجاً حراً من الألوان الدافئة، بينما عمد ليجيه إلى استخدام الأزرق والأحمر الخالصين منذ عام 1912 وما بعده.لم تكن هذه هي النقطة الوحيدة التي اختلفا فيها مع زملائهم الفنانين، فقد تأثرا كذلك بسيزان لكن تأثيره كان مغايراً عمدا إلي هندسة الشكل دون تشطيره أو تجزئته ولم ينغلقا على نفسيهما في محترفيهما يرسمان الأشكال المتواضعة الموجودة علي المائدة وحسب فقد استمد ديلوني مثلاً الإلهام من "برج أيفل" ورسم ليجيه "عبور السكة" و"منظر باريس من النافذة". وكلاهما كان على وعي شديد بالإيقاع السريع في الحياة الحديثة والإثارات الجديدة المفاجئة التي ولدتها التكنولوجيا في العالم حولهما.
وعلى الرغم من أن براك وبيكاسو وديلوني وليجيه جاءوا بأفكار التكعيبية الثورية غير انهم لم يكونوا وحدهم في الحركة، فقد أيدهم فنانون آخرون مناصرون، لكن الخصائص المميزة لكل منهم بقيت واضحة بين هذا الفنان وذاك.
أن تجارب خوان غريس ولويس ماركوسيس واميلو بيتوروتي ذات صلة ولو بدرجة معنية،ببراك وبيكاسو كان جاك فيون، واخوة مارسيل دوشامب في الاخصالأخصعين بالحركة، بينما اعتبر البرت كليز وجان ميتزنغر وروجر دي لافريسني واندرية لوت التكعيبية نظاماً منضبطاً، وسيلة لتبسيط الشكل، وتقوية التكوين، ومنح التقليد حياة جديدة.
كان للتكعيبيين تأثير واسع في كل مكان، وفي إمكاننا أن نعثر على رسامين تأثروا بالتكعيبية في بقاع العالم المختلفة، إضافة إلي ذلك، أن نشاطهم لم يكن محدداً بالرسم، بل شمل الملصق والإطاعة والديكور المسرحي


اتمنى ان اكون قد افدتكم