إنسكب النور في كأس السماء ..
تثاءبت النجمات و غفى القمر ..
و نفضتُ ما تبقّى من ليلٍ أحرقتُه
*في منفضةِ السهر،،
كان الهدوء مسيطراً ذاك الصباح
متشبثاً بـ الكرسي الدوّار
متربّعاً عرش الأمر ..
و الشوق داخلي كـ صبية صِغار
تدفعهم الطفولة لِ مطاردةِ قطيع الضجر..
و الركض في الحقول
و العبث في القناني
و الرغبة المجنونة في جمع زخّات المطر ..
ظننتُ أنه قد تخور قوايا
و يُعييني السهر
و ستلقى أفكاري حتفها
فوق الوسائد
و يسقط وعاء إشتياقي
فـ ينكسر..
و إذا بكل ما ظننت
كـ لوحِ ثلجٍ لعقتهُ الشمسُ
فـ انصهر،،
وقفت أمام خزانة الأيام
أفتّش في أدراجِ القدر
فوجدتها فارغةً إلا من*فُتاتِ أرغفةِ الصبر ،،
و إذا بـ وقعِ أقدام الحنين
أتى إليّ يستجير من قسوةِ أيام
ليس منها مفرّ..
طوقتّه بـ ذراعيّ .. حضنتهُ
فـ شممتُكَ فيه
و خشيتُ أن يذوي ما تبقّى فيه منك
من عطر ..
كان الحنين متعباً مثلي أنا
راحلاً بلا هُدى..
يبحث في سُحب اللقاءِ لك عن أثر ..
و يفتّش عنك في قبو الأصيل
و قلاع الفجر،،
كان الحنين مخضّباً بـ دماء الوجد
يرتدي وهن السفر ..
أتى إليّ يبحثُ في مرآة عيني
لكَ عن صور ،،
عذراً حنيني ..
لم يُبقي لي حتى الصور!!
رَحَلت مع ركبانِ دمعٍ *في البعد عنه
كم انهمر ،،
و بقيتُ وحدي هنا ..
أخذتُ من سهدِ الدجى لي مُسّتقر ،،