بينالصُّخورِ على التِّلالِ لمحتُها ..... وشممتُ عطرَ أريجِها فعشِقتُهانعمةُ الإيمان
غمزتْبعينٍ كالرَّجاءِ لمُدنَفٍ ..... ومضٌ أطلَّ على الدُّجى فتبِعتُها
وسرحتُفي الغاباتِ أنصتُ هائِماً ..... للوشوشاتِ تُثيرُها همساتُها
وسَريتُفي عتمِ الدُّروبِ مفتِّشاً ..... بين الكهوفِ وكم طواني صمتُها
وبحثتُعنها في السُّفوحِ وفي الذُّرى ..... بين الشِّعابِ تهزُّني آياتُها
وسألتُعنها كلَّ حيٍّ نابضٍ ..... قد أذهلتْهُ بنجوِها نغماتُها
*****
وقصدتُأحياءَ المدينةِ علَّني ..... ألقى سناها في نعيمِ قصورِها
بينالحِسانِ الغانياتِ توهَّمت ..... نفسي تراها أو تفوزُ بسرِّها
بينالمباهجِ والحلى وفتونِها ..... في الطَّيباتِ هنيئها وخمورِها
فإذاالتَّنعُّمُ واللَّذائذُ أولدَتْ ..... ندماً وحزناً فاكتويتُ بنارِها
وعكفتُأحفرُ في زوايا أضلعي ..... بين الثَّنايا في سحيقِ قرارِها
أتفحَّصُالنَّبضاتِ في دفقاتِها ..... أتلمَّسُ الخلجاتِ في أغوارِها
فشعرتُفي الأعماقِ لومةَ عاتِبٍ ..... يومي بنظرةِ كاشِفٍ عن سِتْرِها
هي فيسلامِ الرُّوحِ تَصدحُ حرَّةً ..... بين الجبالِ ترُفُّ مع أطيارِها
هي فيصفاءِ القلبِ ينعمُ بالرِّضى ..... هي في الضَّميرِ المستحِمِّ بطهرِها
هي نعمةُالإيمانِ تعبَقُ بالتُّقى ..... والفكرُ ينقى يستنيرُ بنورِها
تنموالمحبَّةُ والوداعةُ تزدهي ..... والخيرُ يعمُرُ في جِوا أخدارِها
وتشعُّفي الأعماقِ أنوارُ الهُدى ..... فيُضيءُ وجهُ اللهِ أفْقَ مسيرِها
تحنووتحتضِنُ الوجودَ وما حوى ..... والكلُّ يغرُفُ من عصيرِ ثِمارِها
فتهُلُّبالفرحِ الطَّهورِ وتنتشي ..... والغبطةُ الجذلى تموجُ بصدرِها
*****
يا سائِليعن سرِّ من أهوى وما ..... فعلتْ بروحِ متيَّمٍ غمزاتُها
لو كنتَتُدركُ كم أفاقتْ من هوىً ..... كم ألهبتْني بالجوى بسماتُها
كمأشعلتْ بين الجوارحِ من لظىً ..... وتشوُّقٍ لوِصالِها فعشِقتُها
لغبطتنيفيما لقيتُ من الأذى ..... أفنيتُ عمري في الشَّقا وقصدتُها
وتفتَّتتْأوصالُ ذاتي في الغرا..... مِ وجمرِهِ حتَّى بدتْ فلمحتُها
فيمُصطلى الأشواقِ في وهجِ المُنى .....وذبحتُ روحي وامِقاً فوجدتُها
ووجدتُفيها غبطتي ومسرَّتي ..... فهجرتُ لذَّاتِ الدُّنا وتبِعْتُها
حكمت نايف خولي