مَن يدّعي أنه ينتمي لمذهب ديني في بلادنا فهو كاذب , لأن جميع المُدعين بالمذاهب بكافة مللهم ونحلهم يعملون ضد الدين الإسلامي , الذي من المفروض أن تكون قوته في المذاهب الدينية , وليس خرابه وتشويه صورته ودمار جوهره , وغياب عقيدته الإنسانية الرحيمة السمحاء.
الحقيقة المريرة التي يُراد تضليلها بالبهتان والتفاعلات الإنفعالية الشرسة , أن الجميع وبلا إستثناء مذهبهم التبعية للآخرين , أيا كانوا وتنوعوا , فما يحصل في واقعنا المخزي المشين , أن الجميع يترجمون عقائد التابعين لهم , ويلصقونها بالمذهب والدين وأنوار السماء.
فلا مذهب ولا دين في بلادي , سوى مذهب التبعية ودينها , وعقيدتها المتوحشة النكراء!!
الكل يتبع ويخنع وينفذ أجندات الآخرين , بقدرات وطاقات غير متوقعة , ناكرة لدينها ومذهبها ووطنها ومجتمعها وقيمها وأخلاقها , ولهويتها وتأريخها وعروبتها وذاتها الحضارية المعطاء.
ما تحقق في بلادي منذ ألفين وثلاثة لا يمت بصلة لأي مذهب , مهما توهم المتوهمون , وإنما يترجم إرادة الآخرين ويحقق مشاريعهم , وتطلعاتهم العدوانية على الوطن والشعب والدين والتأريخ , وينسف الوجود ويقتلع الجذور , وفقا لمخططات مدروسة وبرامج معلومة ومجرّبة , وآليات فعالة , وعناصر مدربة ومنزوعة العقول , ومعبأة بقدرات تنفيذية عمياء , فتراها تنقض على أهدافها كالضواري السابغة في غاب الهلاك والإنقراض والبلاء.
فلا يمكن تفسير ما يجري بأنه عمل وطني وإنساني وديني ومذهبي , وغير ذلك من أضاليل الخداع وبهتان التصورات وخطل التحليلات , وما تسكبه الإنعكاسات الإنفعالية الشعواء.
لا يمكن أن يَقدِم على ما يجري في بلادنا أي مخلوق يدّعي الشرف والمذهب والدين , وأنه مولود في الوطن الذي يساهم بتدميره وتخريبه ومحقه , وقتل أهله وتهجيرهم وترويعهم , ويتفاعل مع الأيام بهمجية وغابية وشراسة حيوانية يندى لها جبين الحياة , وقيم الأديان وأخلاق الرسل والأنبياء والأئمة والصالحين والأتقياء.
فعلى الجميع أن يواجه نفسه ويُقر بتبعيته وتنفيذه لإرادات الآخرين , وبعد هذا الإعتراف , لابد من التحرر من أصفاد التبعية , والتفاعل بوطنية خالصة وسيادة حرة وكرامة , وإيمان بقدرات المواطن على صناعة المستقبل الأفضل , وإيقاد شعلة الأمل والرجاء.
أما الدوران في ناعور التبعية فلن يجلب إلا أفظع مما جلب , ولن يكون في آفاق الأيام إلا العسر وسفك الدماء.
فهل سنمتلك شجاعة الثورة على أنفسنا , لنطهرها من مذاهب التبعية والشحناء؟!!