كمبيوتر المستقبل.. سباق محموم للحصول على حاسوب مثالي
رغم أن أول نموذج تجريبي للكمبيوتر الكمومي أو الكوانتي الذي صنعته الشركة الكندية D-Wave Systems كلف 10 ملايين دولار إلا أن نسبة الأداء العملي فيه لم تتجاوز قدرات وأداء الكمبيوتر الكلاسيكي العملاق الحالي super ordinateur المستخدم في دوائر البحث الحساسة والاستخبارات لفك الشفرات وفي وزارة الدفاع الأمريكية، واليابان وروسيا والصين.
في حين تؤكد الشركة المصنعة أنه أسرع بــ 3600 مرة من أسرع وأقوى كمبيوتر كلاسيكي وإن وكالة الفضاء الأمريكي ناسا وشركة غوغل العملاقة اقتنيتا نموذجين منه حتى الآن.
قوة حسابية
باحثون في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين كانوا قد أكدوا أنهم توصلوا إلى تصميم نظام كمومي أو كوانتي يستخدم الغورتمات كوانتية أو كمومية algorithme quantique بحيث يكون قادراً على التعرف على أية كتابة يدوية في أية لغة وتحولها إلى كتابة مطبوعة بالحروف الطباعية الكمبيوترية وبسرعة متناهية في حين لو تمت العملية بكومبيوتر كلاسيكي لاحتاج الأمر إلى وقت طويل وقوة حسابية هائلة، وهي قابلية تحاكي الذكاء البشري، على عكس النظام الحاسوبي الكلاسيكي الزوجي الإشارة binaire ولديه قدرة خزن عالية جداً لقواعد البيانات الضخمة big data.
هناك اندفاع كبير نحو البحث والتجريب للخروج بأفضل الصيغ الممكنة لكمبيوتر المستقبل الكمومي أو الكوانتي لا سيما في سيلكون فالي Silicon Valley في أمريكا حيث تعمل أفضل وأرقى العقول العلمية والنخبة العليا من العلماء المتفرغين إذ وضعت تحت تصرفهم مبالغ ضخمة استثمرت في هذا المجال في مرحلة البحث والتجريب من أجل اكتشاف المعالج الكمومي أو الكوانتي الملائم processeur quantique.
امكانيات مذهلة
الى ذلك فان شركات عالمية معروفة تعمل في سرية تامة في هذا المجال مثل آي بي أم وميكروسوفت و هـ ب وألكاتيل وناسا، لكن غوغل هي التي أطلقت السباق المحموم مشكلة فريقها العلمي الخاص وبإمكانيات مالية مذهلة تحسب بالمليارات الذي يبحث في مجال الاستغلال المستقبلي للذكاء الاصطناعي intelligence artificielle ولقد استقطبت خيرة العلماء والمتخصصين الخبراء في هذا المجال وعلى رأسهم البروفيسور الشهير جون مارتينيس John Martinis رئيس كلية الفيزياء في جامعة سانتا باربارا وهو الرائد في هذا التخصص. وسيقوم فريق البحث عن الذكاء الكمومي أو الكوانتي تحت إدارته لكي يكون الأول الذي سيصنع الشريحة puce فائقة القدرة التوصيلية supraconductrice التي ستعمل بمثابة الحجر الأساس لكومبيوتر المستقبل. فالتحدي المرفوع أمام الباحثين كبير فلا أحد يعرف على وجه الدقة ماذا سيكون عليه شكل وهيئة هذا الكومبيوتر أو الحاسوب الكمومي أو الكوانتي، الذي ثبتت إمكانية تصنيعه من الناحية النظرية.
آلة ذكية
المعروف ان عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل للفيزياء ريشارد فينمانRichard Feynman كان أول من تخيل سنة 1982 هذه الآلة الذكية التي تتحدى وربما تتجاوز قدرة الدماغ البشري والتي تتجاوز الحدود الميكانيكية للفيزياء باستغلالها للخصائص الكمومية أو الكوانتية للمادة. فالحاسوب الكوانتي أو الكمومي قادر على القيام بعمليات حسابية لا يمكن للعقل البشري الحالي تخيلها أو القيام بها ولو حاول ذلك لاستغرق ملايين السنين بينما يجريها هذا الكومبيوتر في أقل من جزء صغير من الثانية.
الامر الذي دفع وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA الى الاهتمام بهذا المنجز العلمي بغية التنصت على أية مكالمة هاتفية أو اقتناص أية اتصالات مشفرة في الكرة الأرضية وفكها آنياً. فالحاسوب الكمومي أو الكومبيوتر الكوانتي هو الوحيد القادر على فك مفتاح الشفرة بحجم 700 بايت bits في أقل من ثانية في حين احتاج فريق كامل من العلماء السويسريين الى سنة كاملة لتحقيق ذلك مستخدمين قدرة 400 كمبيوتر كلاسيكي مجتمعة ومرتبطة ببعضها،بعبارة أخرى سيكون هذا الكومبيوتر بمثابة السلاح لفك الألغاز الكبيرة للعلم.