لا راحة في هذه الحياة : الطفل يريد أن يصبح فتىً كي يخرج ويدخل دون قيود الآخرين التي تفقده راحته في هذا المجال ، الفتى يريد أن يكون شابّاً كي يتخلص من تحكمات الآخرين التي تضغط عليه ، الشاب يريد الزواج كي يحصل على شريك حياته الذي يعينه على مصاعب العيش ، المتزوج يريد أطفالاً كي يحملو اسمه ويكونوا زينةً له وامتداد ، المتوسط في العمر يريد أن يكبروا أولاده كي يعتمدو على أنفسهم ويرتاح من تعب الاعتناء بهم وتربيتهم ، الكبير في السن الذي أتعبته مقارعة الحياة يتمنى لو أنه يعود طفلاً يلعب ويمرح بحريته دون ضغط الدنيا الذي أصبح كالجبل الذي يحمله فوق متنيه ، من كان فقيراً يريد المال ومن كان غنياً يريد الأولاد ومن ملكهما نراهُ يبحث عن الصحّة ومن كان صحيح البدن ذا مالٍ وبنين نجده يطلب السعادة وهكذا ....... لا راحة في هذه الدنيا كُلَّما حصلنا على شيءٍ احتجنا الى آخر وكُلَّما تقدمنا في العمر نود التقدم أكثر ثُمَّ نود الرجوع أطفالاً .
نعم لا راحة في الحياة لكننا قد نحصل على بعضٍ منها ، نعم نحصل على بعضها اذا كانت قناعتنا كبيرة فالقناعةُ كنزٌ لا ينفذ ، فلو أننا قلنا (الحمد لله) واقتنعنا بما رزقنا الله به ستكون حياتنا ليست سعيدة تماماً ، لكنها خالية من الحزن .