ضمائرُنا إذا ماتتْ هَلكْنا
فلا تسألْ عنِ الْبلوى ودَعْنا
ضمائرنا وَهبْناها لجَوْرٍ
وعُدوانٍ وبُهتانٍ فتُهنا
ضمائرنا ألا تصْحو وتدري
بانّ مَصيرَنا فينا تدنّى
ضمائرنا حسِبْناها سَتحيا
وما فتِئتْ بآثامٍ تعِدْنا
جرائمُها على الآفاق تعلوْ
كساجرةٍ بنيرانٍ ترِدْنا
ضمائرنا ألا تبتْ وغابتْ
فكيفَ بنا بما جَلبتْ ضَمُرْنا
ضمائرُنا بتكرار المآسي
خلعناها فأصْبحنا كأنّا
نرى وجَعا وأطفالا بلحْدٍ
وأحقادا بلاهِبةٍ تضعْنا
نرى حزبا على حزبٍ تعدّى
وكلّ أثيمةٍ فيها وقعْنا
ومِنْ حربٍ إلى حربٍ وأخرى
وكمْ طفحتْ وفي حُرُبٍ حُشِرْنا
ألا لِجهالةٍ فينا تنامتْ
بلى والله قد عُدْنا وعُدْنا
كداحسةٍ وغبراءٍ وأعْتى
تُداوِلُنا مآسيها فضِعْنا
ضمائرنا مُغيّبةٌ وتُرْدى
بخافيةٍ وما خفِيَتْ عليْنا
نريدُ غيابَها مِنْ أجلِ شأوٍ
ولا ندري بما جَلبتْ خُدِعْنا
فكلّ خطيئةٍ صارتْ مُنانا
نُسابقها بحالِكةٍ فخِبْنا
طفولتنا بغادرةٍ تُسجّى
كأرقامٍ بأرقامٍ ضُرِبْنا
ومَوؤدٍ بواعدةٍ تطامى
فعشْ زمَنا بأحزابٍ فُجعْنا
سلاحُ حكومةٍ مِنْ أجلِ شعبٍ
يباركُ ثورةً فيها احْترقْنا
فويْلٌ بَعدَ ويلٍ ثمّ ويلٍ
وجائرةٍ بدنياها قبعْنا
ومُنزلقٍ ومُنخَدَعٍ أتانا
ومُنطلقٍ لهاويةٍ دفعْنا
حَسِبنا كلّ آتيةٍ سَلاما
فأُحْرِقنا بضاريةٍ ودُمْنا
ضمائرنا خلعْناها لسوءٍ
فلا تعْتبْ على وطنٍ مُعنّى
فكلّ جريمةٍ نهضتْ وسادتْ
وغذّتْ شرّها حِقدا وظنّا
فهلْ آبَتْ وما بَرحتْ رؤاها
وهلْ يوما بها بشرٌ سيُفنى؟
ضمائرنا تُحاسِبنا لنصْحو
وإنّ غيابها أقوى فنِمْنا!!
ألا بَلغتْ فظائعُها أجيْجا
وما بَرزتْ بها يوما تلُمْنا!!