رسالة مُشفَّرة
**********
أشعلي سيجارتَكِ
وانفُثي على وجهي الدُّخانْ
أعطي الدُّخانَ وكالةً
عن الشفاهِ واللسانْ
لا تقلقي من لمسِهِ
فسيلتقي مع جنسِهِ
حتماً يكونُ في أمانْ
***
يا ليتني سيجارةً
تمتصُّني تلك الشفاهْ
فأذوبُ في أحضانها
وأذوبُ في أفرانها
لأولدَ مُجدَّداً
في طيّ إبداع الشفاهْ
أتغذَّى من قفيرها
وأنامُ في سريرها
ليأخُذَ العِشقُ مداهْ
***
عيناكِ قد أبلغتني برسالةٍ
حاصرتني
فيها مواعيدُ سلامْ
فيها تباشيرُ انسجامْ
فيها تعرٍّ واحترامْ
فيها غرامٌ لا ينامْ
أيقظتني
حُلُمٌ تجسَّدَ واقعاً
فوجدتُ نفسي خاضعاً مُستسلماً في ذا المقامْ
شكراً لها من صُدفةٍ قد خلَّصتني من ظلامْ
شعَّتْ عليَّ بنورها
فرمَّمَتْ فِيَّ الحُطامْ
بُعِثَ الشبابُ مُجدَّداً
يُلقي على الحبِّ السلامْ
***
تأجيلُ بوحكِ هرطقة
قولي بأنكِ عاشقة
لا تهدري الأيامَ
الهدرُ مثل المحرقة
فقد تشيبُ وُرودُكِ
يصفرُّ لونُ خدودِكِ
وستُصبحينَ مُرهقة
مَنْ كانَ فيهِ شُحُّ ماءْ
من أين يأتي بالعطاءْ ؟
فبادري قبل انتهاءْ
قولي بأنَّكِ عاشقة؟
***
رسالتي مُشفَّرة
لكِ وحدكِ يا " شاطرة " ؟
فإنْ فكَكْتِ رموزَها
ووجدتِ أنّها مُزهرة؟
وإذا وجدتِ خمورَها لذيذةً ومُسكِرة؟
وإذا وجدتِ سطورَها أشجارَ عشقٍ مُثمرة ؟
فبادري بخطوةٍ
إنَّ الأمورَ مُيسَّرة
في عالمي يا حلوتي
مَنْ يطلُبَ الحُبَّ يرَهْ ؟
***************
حسن رمضان