بسم الله الرحمن الرحيم
الاثر الخاص الموضوعي للقران الكريم في اللغه العربيه :
نزل القران الكريم فاثر على العرب تاثيرا كبير وسحرو جمال اسلوبه وسمو معانيه وقد تحداهم القران الكريم بان ياتو بسور مثله فما استطاعو وقد قطع الله تعالى عليهم الامر بقوله (قل لائن اجتمعت الانس والجن على ان ياتو بمثل هذا القران لاياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيره)
وقد دفعهم هذا السحر على البحث عن اسباب هذا الاعجاب فراح بعضهم ان السر في الاحكام الفقهيه
وذهب اخرون الى مافي القران الكريم من السور البيانيه او عن الاخبار عن الغيب او القصص
فراح كل واحد منهم يؤلف في باب من الابواب فشجع القران بذالك التاليف
وقد اشار السيوطي في كتابه(الاتقان في علوم القران ) الى هذا الاثر لقوله (وان كتابنا القران لهومفجر العلوم ومنبعها ودائره شمسها ومطلعها اودع الله فيه كل شي وابان فيه كل هدى فترى كل ذي فن منه يستمد فالفقيه يستنبط من الاحكام ويستخرج منها الحلال والحرام والنحوي يبني منه قواعد اعرابيه ويرجع اليه في معرفه خطا القول من صوابه والبياني يهتدي به الى حسن النظام ويعتبر مسالك البلاغه في وضوح الكلام ..... الى غير ذلك من علوم لايقدر قولها الامن علم حصرها
الاثر الخاص للقران الكريم على اللغه العربيه نذكره بالامور التاليه:
الأثر الأول:
1-توحيد لهجات العرب وزوال تناكرها :
نزل القران الكريم بلهجه قريش وكان العرب اذ كانو يتكلمون لهجات مختلفه منها الفصيح ومنها الرديئ المستكره الا ان افصح هذه اللهجات هي لهجه قريش لانها كانت تختار ماتستحسنه من الفاظ القبائل المختلفه اثناء المواسم الدينيه والادبيه والتجاريه وقد امتازت هذه الالفاظ بعذوبه الفاظها وسهوله معانيها وقد علل هذا الامر بانتقاء قريش للالفاظ السهله العذبه ونبذ الالفاظ الصعبه القاسيه من لهجتها عما ان حياه التحضر التي عاشتها قريش كان لها اثرها الكبير في سهوله الالفاظ والمعاني ولذا انزل القران الكريم بلهجه قريش وذلك لما اتصفت به من سهوله ووضوح وسعه انتشارهها وفصاحتها وبعدها عن الضعف والهنات التي وجدت في اللغات الاخرى
وبذلك ازال القران الاختلاف في اللهجات التي كان منها الطماطمانيه والكشكشه والكشكسه فاصبحت لهجه واحده رضي بها العرب جميعا
والدليل على انها اللهجات كانت بعيده ان الصحابه كانو يسمعون الرسول عليه السلام وهو يتكلم باللهجات العربيه فكانو يقولون انهم يفهمون فقال الرسول الكريم (ادبني ربي فاحسن تاديبي).
الأثر الثاني:
2-اغناء اللغه العربيه وتهذيبها ونبذ الوحشي منها :
قد قام القران الكريم بدور كبير في هذا السبيل فكما انه استطاع ان يغير حياتهم ومعتقداتهم غير لغتهم واسلوبهم في الثقافه فقد اهتدو بهدي القران الكريم وتعلمو من اسلوبه فتركو الالفاظ القاسيه الغريبه واستعملو الالفاظ السهله كما تركو المعاني والموضوعات التي كانو يعالجونها في الجاهليه : كالغزل الصريح والحديث عن المغامرات مع النساء – كالهجاء والسب والشتم (وتخلقوبالاخلاق القران وطرقو موضوعات جديده في شعرهم) كما علمهم القران باستعمال الكنايه للتعبير عن الامور المستقبحه التي لايليق ذكرها صراحه كما الغي بعض العادات الجاهليه كما الغيت اللفاظ التي تعلقت بها
واغناء اللغه العربيه تحلت بامور منها:
1-اعطى القران الكريم بعض اللفاظ معاني جديده لم تكن موجوده قبل القران كاصيام والصلاه والزكاه والحج
2- اضافه الفاظ جديده للتعبير عن علوم او وضائف جديده لم تكن قبل القران مثل (علم القران لم تكن موجوده او الاعراب) كان القران سبب في نشائتها كالناسخ والمنسوخ وسبب النزول والحلال والحرام والواجب
3- فتح المجال امام المسلمين للتاليف في موضوعات جديده لم تكن لولا القران وعلى راسها علم البلاغه وعلم النحو وعلم التفسير
4- ان القران ساعد العرب في معرفه علوم لم تكن معروفه بقول المسلمين غير العرب وتعلمهم للغه العربيه وتاليفهم باللغه العربيه فبذالك جمع المسلمين علوم العرب وعلوم الامم الاخرى تحت رايه القران
الأثر الثالث:
توحيد نظره العرب الى البلاغه وتوحيد معانيها مقايسها:
اذ راى ان القران المثل الاعلى في البلاغه وقد اجمع العرب جميعا باختلاف لغاتهم ولهجاتهم ان بلاغه القران هي المقياس التي تقاس به البلاغه فتبارى المؤلفون باستخراج القواعد البلاغيه ومقومات البيان من القران واشتهر في بيان سر سمو بيان وسر اعجازه وادى ذلك الى نشأه على قائم بذاته يبحث بهذا الجانب وهو علم البلاغه التي راى بها العلماء انها السبيل الى معرفه سر اعجاز القران فقال العسكري في كتابه الصناعتين(اعلم علمك الله خير بان اولى العلوم تعلم بعد المعرفه بالله تعالى هو علم البلاغه الذي به يعرف سر اعجاز القران)
الأثر الرابع:
اقتباس الشعراء والخطباء من القران الكريم:
وقد برز ذلك في الفاظ الشعراء وفي معانيهم ويكفينا ان ننظر الى شعر عبد الله بن ابي رواحه او حسان بن ثابت في الجاهليه والاسلام كما ان الخطباء اقتبسو من القران وزينو خطبهم بايات منه حتى سميت الخطبه التي ليس فيها شي من القران (بالبتراء)
الأثر الخامس:
فقد فتح القران الباب على مصراعيه للمؤلفين الذين اختلفت اهتماماتهم فاستخرج بعضهم الاحكام الفقهيه من القران بينما ذهب اخرون الى ضبط قرائته ونسي الاعراب وعلم النحو وذهب بعضهم الى سر اعجازه فنشا على البلاغه كما كان مصدر من مصادر النحاه لبناء القاعده النحويه وساعد في نشات المؤلفات في القراءات القرانيه ولم يكن القران سببا في نشاه البلاغه والنحو وغريب القران واللغه بل كان سببا في نشاه النقد وتطوره فبعد ماعرفو جمال واسلوب القران ظهرت عندهم في بيانه ونقد الاسلوب العربي بعد معرفتهم لمقاييس البلاغه
نقول ان الطريق الصحيح لدراسه اللغه العربيه هو القران الكريم.
اعجاز القران الكريم:
المعجزه :من العجز ضد القدره اعجزني الامر جعلني عاجز فهو معجز ومعجزه الهاء للمبالغه ليس للتاثير
ابن حجر العسقلاني:
يقول سميت المعجزه بهذا الاسم لعجز من تقع عندهم عن المعارضه الهاء للمبالغه
اصطلاحا:امر يجريه الله تعالى على يد من يشاء من انبيائه يفوق طاقات البشر يخرق قوانين الطبيعه وخواص الماده يتحدى النبي به قومه ولايقدر احد على معارضته.
المعجزه قسمين:
ماديه وحسيه
اعجاز القران الكريم :ان القران الكريم يحمل الدليل الكافي على انه من كلام الله تعالى منزل من عنده سبحانه ولايمكن لبشر ان ياتو بمثله لامن قول البشر
ماهي اراء العلماء في تفسير اعجاز القران الكريم:
تعددت الاراء والنظريات في تفسير اعجاز القران فرأى بعضهم ان سبب اعجاز القران الكريم في اخباره عن غيبات الماضي والمستقبل
رد العلماء على هذه النظريه في تفسير اعجاز القران للاسباب الاتيه:
1-ان القران الكريم سحر العرب منذ بدايه نزوله على النبي الكريم وقبل ان يكتمل قرانا كاملا وقد تكون الايات المنزله التي اعجب العرب بها لاتحمل غيبا ماضيا اوحاظرا اومستقبلا
ان هذا الراي يفسر لنا اعجاز الايات التي تتضمن اخبار عن غيب ما ولكنها لاتفسر لنا اعجازالقران الكريم والقران باجماعه اهل العلم معجز باياته
2- اعجاز القران ببيانه كالاستعارهوالتشبيه والكنايه هذا الراي مفسر اعجاز بعض الايات ويقف عائد عن تفسير اعجازالايات التي تخلو من هذه الفنون البلاغيه
3-الصرفه: اول من قال بها ابو اسحاق النظام من المعتزله قال في تعريفه للنظريه قال ان الله تعالى ماانزل القران ليكون حجه على النبوه بل هوكسائر الكتب السماويه المنزله لبيان الحلال والحرام والعرب لم يعارضوه لان الله تعالى صرفهم عن ذلك وكان بمقدورهم الاتيان بمثله
وقد رد العلماء هذا الراي للاسباب الاتيه:
1- ان قولهم كان العرب بمقدورهم ان ياتو بمثل القران لولا القران لولا ان الله تعالى صرفهم عن ذلك يعني ان المعجزه هو الصرف وليس القران وان المعجزه هو الله تعالى وليس القران وهذا مخالف لاجماع الامه واجماع الامه على ان القران هو المعجز
2-ان هذا القول بالصرف يعني عدم محاوله اي شخص معاضه القران الكريم الا ان التاريخ يشهد محاوله البعض
معارضه القران الكريم كابن المقفع كما نقل عنه في بعض الكتب ومسيلمه الكذاب
3-ان قول الله تعالى (قل لائن اجتمعت الانس والجن على ان ياتو بمثله ..) يشير الى عدم قدرتهم مع بقاء القدره ولو سلبو القدره لكان اجتماعهم بمثابه اجتماع الاموات ولايلتفت احد الى اجتماع الاموات
****ان هذه النظريه تعني ان التحدي قام الى يوم القيامه
--- المعجزه تنتهي بانتهاء زمن التحدي فالقران باجماع الامه معجز الى يوم القيامه وقد تحدى الله تعالى به الانس والجن
ان القران لم ينزل مره وحده بل كان متواتر.