روتانا
تمثل أولى كلمات الطفل الرضيع مصدر فرحة عارمة للأم والأب، و على الرغم من أن تلك الكلمات تكون دائما غير مفهومة وخارج نطاق الترجمة على شاكلة " اجاااااا , دووووو , ممممم " لكنها تصبح أحد المفردات الرئيسية التى تسخدمها الأسرة مع الطفل تضامناً معه وتشجيعاً له , أملاً في أن يحمل قاموسه الجديد المزيد من الكلمات .
ولكن - دون قصد - قد تقع بعض الأخطاء التي تساهم في إبطاء الذكاء اللغوي لدى الطفل أو ضموره.
و في هذا السياق تقول الدكتورة" زينب حسن - استاذ أصول التربية بجامعة عين شمس :
تتحمل الأم مسئولية كبيرة في مرحلة " المناغية " التي ينطق فيها الطفل بعض الكلمات ، مؤكدة أن هذه المرحلة تحتاج إلى ذكاء ووعي كبير من الأم في التعامل مع الطفل , مُعتبرة هذه المرحلة تمثل اللبنة الأولى لتنمية المهارات اللغوية عند الطفل .
وشدّدت على أنه لا يجب الاقتصار فقط على ترديد الكلمة التى يرددها الطفل , إنما لابد أن تُكثر الأم من حديثها إلى الطفل وتغني له ليزيد التقاطه للمصطلحات المختلفة حتى ولو ببعض الحروف القليلة ، ما يزيد من رصيد مصطلحاته وألفاظه في عامه الأول.
وأكدت" الخبيرة التربوية "أنه بمرور العام الأول للطفل يصبح لدى الأم قدرة على ترجمة مصطلحاته بصورة أكبر من ذي قبل ، فتستطيع فهم الكثير منها , لافتة الى أن الطفل نفسه وبعد مرور عامه الأول تنمو قدراته في التعبير عن إحتياجاته بشكل تدريجي , كما يتأثر ببعض السلوكيات الخاطئة التى ينتهجها الوالدان أو أحدهما عن غير قصد منها الفرحة ببعض الكلمات الخاطئة التى ينطق بها والضحك عليها , مؤكدة أن ذلك يعطي إنطباعاً لدى الطفل أنه أتى بأمر ظريف ولطيف يُعجب من حوله ؛ فيستمر في خطئه ، أقصد في نطق بعض الحروف ما يؤثر على تنمية مهاراته اللغوية مستقبلاً
وأردفت : كما أن السخرية من بعض الكلمات التي ينطق بها الطفل بعد مرور عامه الأول, تمثل مصدر أخر يهدّد تنمية مهاراته اللغوية , خاصة إذا كان الطفل مرهف الحس حيث يزيد ذلك من شعوره بالخجل من النطق بالكلمات ومن ثم تتأثر مهاراته اللغوية ، وقد يصل الأمر الى أمور أخرى تؤثر في صحته النفسية بصفة عامة.
وتنصح الدكتورة زينب بأن تلجأ الأم لتصحّح أخطاء الطفل بمنتهى الهدوء دون تجاهل للخطأ او سخرية منه .
وأن تتعامل مع كلمات الطفل بذكاء من شانه أن يشعر الطفل بقدرة الأخرين على التواصل معه , مؤكدة أن ذلك يعزّز من ثقته بنفسه وينمي مهارته اللغوية.