ثم الفوارس المسلسل الذي يحكي واقعنا العربي والاسلامي والذي يحوي العديد من الاسقاطات الدرامية فهو يحكي قصة الفرقة والتشتت وكيف استفاد منها الاعداء في اذلال العرب وكيف تحتمي القبائل المنبوذة من العرب وراء الروم وتتقوي بهم .... وقصة صقر (رشيد عساف) موحد العرب والذي اراد كسر شوكة الروم لكن الظروف خانته لكنه ما لبث ان تخلص من تلك القيود وعاد صقرا جديدا ليوحد العرب من جديد ويصير قوة ترهبها الروم وقبيلة ابن اوى ... وسرمد الداهية الذي نهض بقبيلته المنبوذة وجعلها الاقوي في المنطقة بحماية الروم الى ان جاء يوم كسر فيه كبريائه في ذلك المشهد الدامي والناس تتصايح( الرحمة ياصقر) والله لقد كان هذا العمل هو الامتع والاقوي فهل يجود علينا الزما بمثله . ولا ينفصل عن هذا العمل كثيرا مسلسل الموت القادم الى الشرق فهو يحكي ان الشعب هو سيد قراره وانه ان ثار ضد الطغيان فلا قوة توقفه .... ومازلت اذكر مشهد ثورة الشعب ضد الاغراب وهم بالعصي والخناجر فقط والاغراب بالسيوف والرماح لكن الارادة والحق لهما الغلبة في النهاية . ولو عدنا بالاحداث للوراء وراينا مشهد قتل الصافي وابنه سيف وقتل الملك نهار وكيف باع عباد نفسه وبلده للاغراب لوجدنا الكثير من العبر ناهيك عن الابداع الاخراجي والموسيقى التصويرية الرائعة .


اما القنبلة الكبرى والتي لن اوفيها حقها مهما قلت فهي رائعة ممدوح عدوان وحاتم علي وابداع سلوم حداد (الزير سالم) فهو مسلسل جميل ومؤثر بكل المقاييس تعيش معه الاحداث وكانك من ذلك الزمن الغابر .. فانظر اول مشهد في الحلقة الاولى وهو تجمع ابناء العمومة مع بعضهم على ظهور الجياد وهم في رحلة صيد وهم يضحكون ويتسامرون .. وانظر ما حدث بعد ذلك من قتل وفجائع فلا تقول ابدا ان من كانوا بالامس يدا واحدة صاروا اليوم اعداء الداء ... وانظر الى كليب (رفيق على احمد) (احلى دور بالمسلسل) وكيف كان حامي الحمى واعز العرب حتى ضرب المثل (أعز من كليب ) وكيف استنفر العرب لقتال التبع وكيف غيره الملك بعد ذلك وجعله طاغية ... ولا ننسى مشهد قتل كليب على يد جساس .. والحرب والقتال وكيف قتل سالم كل من كان صديقا له من قبل لاسيما همام وكيف فقد ذاكرته بعد ذلك وعاد ليستانف الحرب حتى كسر ظهره على يد ابن عباد .. ولا ننسى امرؤ القيس التاجر (جهاد سعد) وهو والله دور ابداع .




ثم يواصل حاتم علي ابداعاته ويلتحم مع المبدع وليد سيف ليقدما لنا صلاح الدين الايوبي ... مسلسل هز الدنيا ولم تتوقف القنوات عن عرضه حتى الان سيرة ذاتية لبطل حرر القدس اضفى عليه المبدع جمال سليمان رونقا ورقيا لما يتمتع به من جاذبية نحو جمهوره فكان المسلسل قمة الابداع والاخراج .. المعارك برزت بصورة جميلة وراقية لاسيما معركة دمشق ( بين معين الدين وملوك اروبا ) ومن منا ينسى لحظة تحرير القدس وكيف حنى القائد راسه تواضعا ورفعه امام المسجد الاقصى .. ومن منا ينسى صولات اسد الدين شيركوه في المعارك . الديكور والملابس تضعك حقا في اجواء تاريخية جميلة . هذا غير الاغنية الجميلة كلمات الشاعر محمود درويش رحمه الله . والاغاني التي تخللت المسلسل لتضفي عليه جانبا جماليا .


وفي العام نفسه تحتدم المنافسة مع مسلسل يتحدث ايضا عن صلاح الدين لكن بمنظور مختلف ... وهذا قد جعل الناس تقارن بين العملين ولكن قصة صلاح الدين تحتمل اكثر من رؤية والعمل الاخر جسد الشخصية في رشيد عساف وهو البحث عن صلاح الدين .

ثم يواصل الثائي الذهبي عطائهما ويخرجون صقر قريش قصة الامير الاموي الذي فر من سيوف العباسيين في المشرق ليقيم الدولة الاموية في الاندلس وكيف انه في اخر ايامه استوحش من كل المقربين منه وقتل بعضهم حتى خادمه بدر الذي صار قائد جيشه بعد ذلك لم يسلم منه .. المسلسل ممتع والشخصيات اختيرت بدقة والمعارك جميلة وقصور الاندلسي قمة في الروعة ... ونذكر مشهد مقتل هشام اخو الداخل امام عينيه كان مشهد تراجيدي جدا .. وقد ضم المسلسل سلاف فواخرجي وباسم ياخور وامل عرفة .



وفي نفس العام راينا عملين اخرين وهما هولاكو لايمن زيدان والمتنبي لسلوم حداد ولا ادري لماذا لم يجدا رواجا مع انهما جميلان .
وفي العام التالي
برز لنا الحجاج شاهرا سيفه وقائلا عبارته الشهيرة
ان للشيطان طيفا وان للسلطان سيفا
كان الدور من نصيب عابد فهد وقد ابدع فيه بحق وهو قصة الحجاج منذ ان كان معلما للصبيان حتى صار في بلاط عبد الملك ثم واليا في عهده وعهد الوليد والحروب التي واجهته كما يرصد لنا العمل شخصيات اخرى مثل عبد الله بن الزبير (غسان مسعود) والمهلب بن ابي صفرة (فتحي الهداوي) وحربهما والخوارج وحصار مكة كل ذلك باكميرا المبدع محمد عزيزية .


وفي نفس العام يتواصل المشوار الاندلسي حيث يبلغ بنا حاتم على عهد عبد الرحمن الناصر ثم ابنه الحكم ثم الدولة العامرية تحت حكم المنصور بن ابي عامر (تيم الحسن) ويحكي العمل قصة الحب بين المنصور وصبح البشكنجية والحروب التي خاضها لتوطيد الدولة والموقع الذي وصلته الاندلس بين الامم وكيف اصبحت الاندلس جنة غناء وقصور فارهة ونعيم وثراء . وهو قد ضم نخبة من النجوم مثل باسم ياخور وباسل خياط



ثم اتى بعد ذلك موسم اخر به مسلسلات جميلة وان لم تلق الرواج لاسباب ترجع للشركات المنتجة مثل ابوزيد الهلالي لسلوم حداد الذي ادى الدور بصورة عنيفة تشبه تقمصه للزير سالم لكنه لم يعرض طويلا بل على فترات متباعدة جدا . ومعه سامر المصري في دور دياب بن غانم وقد ابدع وكذلك جهاد سعد بدور حسن الهلالي .


وكذلك مسلسل فارس بني مروان الذي نجح ولقي رواجا كبيرا فهو يتحدث عن مسلمة بن عبد الملك الذي لقب بخالد بني امية (خالد بن الوليد) .ومن اشد الممثلين ابداعا فيه كان اسعد فضة الذي ادى دور عبد الملك بن مروان وجمال سليمان الذي ادى دور ملك الروم جستنيان . وفي نفس العام خرج مسلسل صراع الاشاوس لرشيد عساف ومعه صباح عبيد ولكنه عرض ثم نسي امره .
شهد العام الذي يليه اعمالا حافلة بالنجوم مثل الظاهر بيبرس