إضاءات فقهية
قال الإمام الصادق عليه السلام :(ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الدين).
حوار جميل دار بين الشاب موالي وأبيه حول التقليد حيث إنه سمع عن التقليد فأراد أن يحيط بجوانبه فقال:
ما هو التقليد يا أبتي؟
فقال له الأب : هو اعتمادك في تطبيق الأحكام الشرعية على المرجع العالم بها الذي يأخذها من أدلتها الشرعية والعقلية المعتبرة ،فتأخذ منه أحكامك دون سؤاله عن الدليل, فتجعل أعمالك في عنقه كالقلادة يتحملها عنك أمام الله يوم القيامة، لذا يجب عليك اختيار من تعتمد عليه في تحمل أعمالك عنك .
حسنا يا أبي إنني سأقلد المرجع الذي تقلده لنلتف حول مرجع واحد تحقيقا للوحدة وعدم الاختلاف فإنني أكره الاختلاف.
فتبسم الأب قائلا:كلام جميل يا بني ولكن اعلم أن اختلافنا في التقليد وفق ضوابطه لا ضير فيه بل المشكلة في اتفاقنا دون نظر إلى الضوابط الشرعية فإننا لن نكون معذورين أمام الله تعالى.
اعلم يابني أن اختيار المرجع لا ينبغي التساهل فيه فلا يصح اختياره على أساس الإعجاب بشخصية المرجع أو أفكاره أو الاعتماد على الأب أو الأخ أو الصديق أو الزوج أو أي شخص آخر…
ما لم يحصل لنا الاطمئنان للطريق الذي سلكه في اختيار المرجع وليس لأحد أن يجبرك على اختيار مرجعك بل وظيفته إرشادك إلى الطريق الصحيح في الاختيار وفق الضوابط الشرعية المعذرة لك أمام الله تعالى فلو أجبرك أحد على ذلك فكلاكما غير معذور أمام الله عز وجل ويكون حالك حال من يعمل بلا تقليد.
ذكرت الشروط والضوابط فما هي يا أبتي؟
يشترط يا بني في مرجع التقليد ( البلوغ/العقل / الإيمان /الرجولة /الاجتهاد / العدالة / طهارة المولد / الضبط )
والحياة والأعلمية لدى أغلب الفقهاء.
والإيمان يعني كونه اثني عشريا.
أما الاجتهاد فهو القدرة على استنباط الأحكام الشرعية من مداركها المقررة وهي القرآن وسنة أهل البيت عليهم السلام والعقل والإجماع الكاشف عن رأي المعصوم عليه السلام.
ذكرت العدالة فهل يكون مجتهدا وليس بعادل؟
اعلم يابني أن المعصومين هم الأنبياء والأوصياء وأهل البيت عليهم السلام وأما ما عداهم فهو معرض للخطأ فقد ورد عن الإمام العسكري عليه السلام في وصف الفقهاء الذين ترجع إليهم الأمة الإسلامية في عصر الغيبة الكبرى:
((فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا لهواه ، مطيعا لأمر مولاه ،فللعوام أن يقلدوه ))
دعاؤكم للقائمين على هذه الومضات بالتوفيق والاستفادة منها والإفادة بها ومواصلة ذلك خالصا لوجهه الكريم ولموتاهم بالمغفرة والرحمة
مما وصلني ....