منذ عام ومجزرة سبايكر تتصدر الأحداث العراقية، في وقت ما يزال المئات من ضحاياها مفقودين ويتظاهر ذووهم باستمرار من أجل المطالبة بكشف مصيرهم، في جريمة شكلت علامة فارقة ضمن الأحداث الدموية التي تسبب بها تنظيم "داعش" بعد استحواذه على مدينةالموصل وتغلغله في صلاح الدين ومناطق أخرى.
وفق ذلك، دعت المرجعية الدينية الى ضرورة الكشف عن مصير جميع المفقودين في المجزرة التي مضى عام على حدوثها، مشددة في الوقت ذاته على أهمية صرف رواتبهم لذويهم
وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني، وحضرتها السومرية نيوز، "مرت شهور طويلة على مأساة سبايكر وما يزال آباء وأمهات وزوجات الكثير من المغدورين يعانون ويزدادون ألما، ومع عدم وجود اهتمام وجدية من قبل بعض المسؤولين في التعاطف مع مطالبهم".
وطالب الكربلائي الجهات ذات العلاقة بـ"الكشف عن مصير جميع المفقودين بأسرع وقت، وتسليم رواتبهم كل في محافظته بدلا من بغداد"، مشددا على ضرورة أن "تجد مطالبات عوائل شهداء سبايكر تلك وغيرها آذانا صاغية من قبل المسؤولين".
من جانبه، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي، إن "أسباب مجزرة سبايكر واضحة، لأن تداعيات الانهيار الأمني في محافظة نينوى انعكست على محافظة صلاح الدين التي فيها قاعدة سبايكر"، موضحا أن "الجهات العسكرية التي أمرت بنقل الجنود الى سبايكر، هي التي تتحمل مسؤولية المجزرة، لعدم اكتمال دورتهم التدريبية".
وأضاف الغراوي أن "قرار النقل كان خاطئا، مع وجود تهاون من القيادات الأمنية"، مبينا أن "بعض أبناء صلاح الدين كان لهم دور في حصول المجزرة، من خلال تعاونهم مع عصابات داعش بقتل الجنود".
أما رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين، خالد الخزرجي، فقال لـ السومرية نيوز، "اليوم، تمر علينا الذكرى السنوية الأولى لمجزرة شهداء سبايكر الأليمة"، مبينا أن "المجزرة حصلت في مثل هذا اليوم، بعدما دخلت عصابات داعش مدينة تكريت، وقامت بقتل طلاب وجنود قاعدة سبايكر الجوية".
وأضاف الخزرجي أن "ثأر الشهداء لم يضع، لان القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي وأبناء العشائر الأصلية، استطاعت أن تأخذ بهذا الثأر من خلال قتل مرتكبيها واعتقال آخرين، خلال عمليات التحرير للمناطق التي كانت تخضع لداعش".
وتابع الخزرجي أن "هذه المجزرة الأليمة ستبقى خالدة في قلوب كل أحرار وشرفاء العالم وليس العراق فحسب، لأنها جريمة مأساوية"، مشيرا الى أن "التحقيق بالجريمة ما زال ساريا وهناك جهد استخباراتي لإلقاء القبض على مرتكبيها".
بدوره، قال النائب عن التحالف الوطني هاشم الموسوي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "عمل الحكومة غير شفاف في معالجة المقابر الجماعية لشهداء سبايكر"، معتبرا أن "الإجراءات الحكومية بطيئة جدا تجاه هذه القضية، وابسط دليل على ذلك عدم تعويض أهالي الضحايا".
وأضاف الموسوي أن "مطالبة المرجعية الدينية بصرف رواتب لشهداء سبايكر تأتي نتيجة لإحساس المرجعية بالإهمال الحكومي".
وتابع أن "مجلس النواب شكل لجنة نيابية مؤقتة بشأن هذه المجزرة، لكن عملها متقاعس جدا، ونتائج التحقيق التي قامت بها مخيبة للآمال".
يذكر أن تنظيم "داعش" أعدم المئات من المتدربين والطلبة العسكريين في قاعدة "سبايكر" الواقعة شمال مدينة تكريت عندما فرض سيطرته على هذه المنطقة منتصف شهر حزيران الماضي، وأشارت مصادر أمنية إلى أن سبب إعدامهم يعود إلى خلفيات طائفية.
المصدر
http://www.alsumaria.tv/news/136978