السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي محبين الشعر الشعبي ..
كثيرا مانسمع بيتا شعريا قيل وتداول على السنة الناس ولكن لانعرف لأية مناسبة او حدث او اية دوافع انسانية قيل هذا البيت الشعري ،لذا وجدت من الضروري ان ادون بعض هذه الأبيات الشعرية مقرونة بالحدث او القصة التي دفعت الشاعر لكتابتها ، ولكي اضفي عليها نكهة خاصة مقتربة من الفلكلور العراقي في بعض الأحيان ، وهذا مااجده ضرورياً بعد ان استمعت الى اراء بعض المهتمين بالموروث الشعبي العراقي وتشجيعهم على هذه الخطوة
(القصة 1)
الشاعرحسين العبادي الذي يعتبر مؤسس الأبوذية شعرا وطورا ،
احب فتاة من حيّه حبا كبيرا. طالما تغنى به حتى بات يعرفه القاصي والداني. كان اسم تلك الفتاة(فطومة) وهو تصغير لأسم فاطمه .وكان العبادي يبحث عن وسيلة يستطيع بواسطتها الزواج منها.اذ لم يكن يستطيع ذلك ،فسمع ذات يوم ان الشيخ ناصر باشا السعدون الملقب(ناصر الأشقر) يسير بقاربه أمام المنطقة التي يعيش فيها( العبادي)،فما كان منه الا ان احضر دابة ورتب دائرة صغيرة من الأرض قريبة من الشاطيء.وراح يدور بدابته على الأرض الخالية وكأنه يدوس محصولا من الزرع. ولكن بدون زرع، وحين مر الشيخ ناصر السعدون عليه وشاهد المنظر استغرب فأمر حاشيته الذين كانوا معه في قاربه بالتوقف على الشاطي وأستدعى( العبادي) ليسأله عن ذلك حيث كان يعتقد بأن العبادي قد اصابه مس من الجنون.ولكن العبادي أجابه بهذا البيت من الأبوذية يشكو فيه فقر حاله وعدم استطاعته الزواج من حبيبته التي هام بها والذي يقول فيه.
هايم واسكن البيده بلا هام
وسعيد البات دلاله بلا هام
يباشا هم شفت دايس بلا هام
هذا حكم فطومـــــــــــه عليه
وما ان سمع (ناصر باشا) هذه القصة المؤلمة حقا حتى اقسم الا يذهب من هذه المنطقة الا ويقوم بجهده الخير فيزوج الفتى العبادي من حبيبته.وهكذا تم ذلك فعلا.ولقد عقدت هذه الواقعة صداقة حميمة بين الشاعر العبادي والشيخ ناصر الأشقر...
(القصة2)
كان لشيوخ عشائر سوق الشيوخ في فترة من الفترات التمتع بأزدهار الحالة الأقتصادية كما كانت لهم الكلمة النافذة في رعيتهم .وبعد مرور فترات ساءت فيها الأحوال الأقتصادية لمناطق الجنوب عموما مما ساعد على اختلال الموازين وتسلم البعض ممن كانوا لايتمتعون بشىء من النفوذ او المال مراكز مهمة .وذات مرة مر الشاعر حسن مرحب آل مغشغش برجل من ذلك النوع فلم يكتم عواطفه حتى ترجمها في هذا البيت الشعري؛
ابرخص وسفه ليالينه سمنه
وأصبح عذب للشارب سمّنه
لبس عزنه الكبل يلبس سمّنه
وتربّع وأنتجه وأزور عليه
وبعد ان مر هذا البيت الشعري على مسامع السيد وحيد السيد عوده كتب للشاعر حسن مرحب يقول:
كفاكم للعلم واضح سملكم
يتقاطر ساعة الوثبه سملكم
ايتشرف جان من يلبس سملكم
وسام او مكرمه ذيج العطيه
(القصة 3)
الشاعر المرحوم ملا عوده الحمدي عاش بين احضان ودواوين مدينة سوق الشيوخ مما ساعد ذلك في تفتح قريحته الشعرية مبكرا .وفي مقتبل شبابه تعلق قلبه بفتاة مثلما احبته هي لمكانته الأجتماعية وأخلاقه العالية .وعندما تقدم ألى أهلها طالبا يدها لم يستجيبوا لطلبه الا بعد جهود قامت بها اطراف كثيرة. وفي ليلة الزفاف حصلت المأساة.فعندما زف في ليلة الزفاف قامت العروس بأستقباله فأذا هي تسقط جثة هامده عندها جلس يبكي بكاء شديدا طوال الليل وعند الصباح خرج ليجد بأنتظاره اقرباءه عند باب الغرفة ليقدموا له التهاني وهي عادة مألوفة منذ قديم الزمان. وكان في مقدمتهم صديقه الشاعر الملاجادر حطاب السوز حيث بادر لعناقه مهنئا ولكن الملا عوده الحمدي بادره قائلا..
كوم انصب يمله ماتمنه
على الوياه ليله ماتمنه
لون الرجل يملك ماتمنه
مهو بالهون فركاهم عليه
وبذلك تحول العرس الى مأتم وماتت الفرحة لحظة ولادتها..
(القصة 4)
ذهب الشاعر حسين آل زهر الى عطار القرية لأقتراض مؤونة عائلته من مواد غذائية فرفض ذلك العطار طلبه لكثرة الديون المتراكمة على الناس والتي تؤثرعلى عمله.فأخذ الشاعر يستحلفه بالأمام علي(ع).. لكن العطارخذله في كل مرة قائلاً(لقد مل منكم حتى علي) عندها عاد الى داره منكسرالخاطر لينظم البيت الشعري التالي؛
الدهر محرب يخي دومه علي مال
لحـــمّّّّّّّّل واتبع الشــــــالو علي مال
أنتــــــه اتكول ملينه وعلي مال
اتخسه انته ويحن حيدر عليه
ولقد روعت هذه القصة المرحوم الحاج شريف آل عصاد فأرسل طالبا(حسين آل زهر) وأغدق عليه بالمال والكسوة والمؤونة لعائلته ..
(القصة 5)
بعد ان كان الأستاذ الشاعر حمدي الحمدي(رحمه الله) مديرا لبلدية ناحية كرمة بني سعيد عمل وكيلا للشركه الأفريقية في سوق الشيوخ ..وكان يذهب بين فترة وأخرى الى الشركة الأفريقية في مدينة الناصرية لجلب المواد المنزلية المقررة له.وكانت بناية الشركة تتكون من طابقين وأثناء صعوده الى الطابق العلوي صادف نزول فتاة جميلة باهرة الجمال ،فما كان من الشاعرحمدي الحمدي الا ان توقف ليرتجل بيتا من الشعر واصفا اياها بغزالة نازلة من اعلى التل ..
أيا ريم أنحدر من فوك تلعاي
الك وجنات شبه الكمر تلعاي
ماتدري عليك الروح تلعاي
ألتفتلي أو شوف ماسويت بيه.
(القصة 6)
في ثلاثينات القرن الماضي كان هناك وفد من الخبراء البريطانيين ترافقهم مجموعة من الهنود .يقومون بمهمة التنقيب عن الأثار العراقية، وكانت زقورة أور في مقدمة الآثارالتي شملتها عملية التنقيب وقد عملت مجموعة من العمال العراقيين مع الخبراء وكان من بين العمال العراقيين الشاعر(المرزه جواد العفون) وفي احد الايام وعند بداية الدوام صباحا نزل العمال من السيارةالتي كانت تقلهم الى مكان العمل فشاهد (المرزه جواد رحمه الله ) احد الخبراء البريطانيين ومعه خبير هندي بالاضافه الى مترجمة عربية من القطر المصري الشقيق عندها رفع المرزه جواد يده بالتحية، ولكن الجميع لم يردوا عليه تحيته، وكان الأجدر بالمترجمة المصرية أن ترد لأنها عربية فكتب هذا البيت من الأبوذية وهو من الأبيات المشهورة وأول من غناه المطرب المرحوم ناصر حكيم، حيث يعاتب فيه المترجمة المصرية التي ادارت بوجهها عنه .
علامك لاومي ردك ولنده
جفيت ولاخجل وجهك ولنده
تعرف البالهند ساكن ولنده
وأنه جارك تضيع العرف بيه
(القصة 7)
سكن(يعقوب أيوها القماش) مدينة سوق الشيوخ وهو رجل يهودي مع مجموعة من اليهود قبل عام 1948م عندما كان اليهود مشتتين في بقاع العالم .ويبدو ان شيطان الشعر في مدينة سوق الشيوخ قد تلبس فيه فتفتحت قريحته الشعرية بعد ان تأثر بالواقع الأدبي والشعري في هذه المدينة فقال بيتا من الأبوذية جعل الشعراء الأخرين ينبهرون من قوة سبك كلماته ومعانيه .وهذا البيت من الأبيات التي غناها أكثر من مطرب ومطربة ريفية.
عليمن مرخي دمعي ماسلوني
على اللي بالتنازل ماسلوني
بيوم اكفه ضعنهم ماسلوني
أغيار ونارهم تشتعل بيه
وبعد أن عرف الشعراء أن قائل هذا البيت هو اليهودي يعقوب القماش جاءوه الى بيته فلم يجدوه ووجدوا ابنه فسألوه هل ان والده هو الذي قال هذا الشعر من الأبوذية؟ فأجابهم ولماذا لايقول والدي الشعر وهو يسكن هذه المدينة الشاعرة ويسامر شعراءها ويجالسهم ليل نهار ؟!فقالوا له أعط له هذا الجنّاس من بيت الأبوذية (معادين..معادين..معادين) نريد منه أكماله مع رباط البيت فأن أكمله فهو شاعر حقا ثم انصرفوا.وعند عودة يعقوب القماش أخبره ولده بذلك.فكتب لهم قائلا..
علامك يادهر كلي معادين
كدر وفراك وتهيه معادين
شيوخ المنتفج صاروا معادين
من الفلاح يبغون الحذيه
(القصة 8)
تقع مدينة سوق الشيوخ على نهر الفرات ولكون طائفة الصابئة المندائيين تسكن دائما بالقرب من الأنهار فقد اسسوا لهم محلة تسمى (محلة الصابئه)بعد ان تلمسوا من اهل هذه المدينة الطيبة وعظيم المعشر .وقد أمتهن بعضهم مهنة صناعة(المشاحيف)الى جانب مهنة الحدادة وصناعة الحلي الذهبية.وقد برع قسم منهم بمجال الشعر أمثال فديعم-وعماره وكان الأخير يمارس مهنة(القياره)وهي مهنة وضع مادة القير على جوانب وأسفل الزوارق المائية(المشاحيف) وقد قرر ذات يوم الرحيل الى مدينة العمارة لأزدهار هذه المهنة ولوجود ابناء عمومة له هناك .لكنه وبمجرد وصوله شعر بالغربة وتأسف كثيرا على تركه مدينته سوق الشيوخ ،ثم داهمه المرض حتى الزمه الفراش فطلب من ابناء عمومته أحضار( مشحوف )وأرساله الى سوق الشيوخ وكان السفر يستغرق وقتا طويلا انذاك.وعندما وصل الى ماأراد انشد بيتا من الأبوذية يلوم فيه نفسه على سفره الى العمارة معتبرا الدافع لذلك الطمع ليس الا..
مفتك للطمع دومك ينابي
أوملج الموت عد راسك ينابي
حسافه أموت وبديرة ينابي
ولا(هضله) من اخواني عليه
وقد توفي هذا الرجل كما اراد في سوق الشيوخ وتحققت(الهضله)التي كانت امنيته وهي ألأهزوجه الجماعية عند مراسيم العزاء..
(القصة 9)
ذهب الأستاذ الشاعر حمدي الحمدي ذات مرة الى مدينة الناصرية وفي طريقه حصل عطل في السيارة التي اقلته بالقرب من التل العباسي والذي يسمى الآن(ام العباس) وصادف ان كان الجو حارا مما اضطر الركاب الى النزول والجلوس بجانب السيارة بأنتظار تصليح العطل. واثناء ذلك ولشدة سرعة الريح دفعت الريح بخمار المرأة التي كانت من ضمن الركاب الى الكشف عن وجهها فكانت غاية في الجمال .وبعد قليل من الوقت تم اصلاح العطل وبدأالركاب بأخذ اماكنهم لمواصلة السفر لكن الشاعر حمدي الحمدي تمنى لويطول بهم المقام ويأخذ اصلاح العطل الوقت الطويل ليتزود من هذا الجمال الذي اودعه الله سبحانه..فلم يجد الا ان يترجم الأماني شعرا..
هل كعده يلاهي دمهلينه
عليها من البيابي دمهلينه
على هونج يدنيه دمهلينه
مدام اضعونه انطبكن سويه
(القصة10)
قبل عام 1948 كان اليهود يسكنون مدينة سوق الشيوخ.وكانت من بين النساء اليهوديات أمرأة تعمل بمهنة الخياطة للملابس النسائية والرجالية لذلك قصدها الشاعر(سعود المنتفجي) ليلا يحمل معه قطعة قماش لغرض خياطتها له .ودفع بها لتلك المرأة وقبل مغادرته المكان نادت المرأة على ابنة لها كانت على درجة عالية من الجمال فردت الفتاة بعبارة(هايوم)وهي مفردة بغدادية.لذلك استفزت هذه المفردة الشاعر سعود المنتفجي ليبث لواعجه في هذا البيت الشعري...
يحك لسعود طول الدهر هايوم
على الصاحت ابتالي الليل هايوم
هاأصبر ثلث ساعات هايوم
ها ساعه وسره الجناز بيه
(القصة 11)
كان اثنان من شعراء مدينة سوق الشيوخ يتجولان في المدينة بعد الظهر.وصادف ان مرت بالقرب منهما فتاة صغيرة لكنها جميلة جدا .فلم يجدا بدا من ملاحقتها حتى دخلت في بيتها ورغم عدم معرفتهما بها .طرقا الباب فخرج لهما أبوها فطلبا منه الدخول فلم يمانع .واثناء ذلك قدم لهما سجائرفطلبا منه علبة كبريت(شخاطه) فنادى الرجل على أبنته وكانت اسمها(عمره) طالبا منها جلب علبة الكبريت فلما عرف الشاعران أسمها قال احدهما:
كعدنه اليوم بعد الظهر عمره
على اليبلغ ثلاثة عشر عمره
يصيح الها برقيق الصوت عمره
تعالي وأشعلي النيران بيه
عندها عرف والد الفتاة بقصدهما في الدخول الى الدار فضحك الجميع وخرج الشاعران..
(القصة 12)
أحد الشعراء الرواد في شعر الأبوذية في مدينة سوق الشيوخ. كان عازفا عن الزواج بسبب الظروف المعيشية القاهرة.وعندما تجاوزالستين من عمره تقدم لخطبة فتاة صغيرة السن. وقد لامه الكثيرون من أقربائه واصدقائه من الشعراء بسبب هذا الفارق الكبير بين عمريهما.لكن الشاعر لم يأبه بما قالوا،ومضى على رأيه وتم الزواج من تلك الفتاة ،وعاش فترة من الزمن في وئام ،ولكن حصل مالم يكن في حسابه،حيث كان عائدا الى داره فشاهد زوجته وهي تبتسم ملوحة بيدها الى شاب مارا بالقرب من الدار ،فنزل ذلك نزول الصاعقة عليه وتذكر ماقدمه اصدقاؤه من نصائح ،ثم دخل الدار وطلب منها الذهاب الى أهلها ،وبما انه لايملك الا الشعرمترجما لآلامه قبل ان يتخذ قرار الطلاق منها كأبسط مايكون،
لكط مافاد بيه الغسل والشر
أوحسافه ما تبعت العذل والشر
أبيوم أطلق يمينه وضحك والشر
هيام البيت واجب صار أليــــــه
( القصة 13)
كان لدى الشيخ مزعل باشا المنتفجي ضيوف من شيوخ القبائل، ودار بينهم حديث حول الشعر والشعراء وكلُ فضل شاعرا معينا، فقال الشيخ مزعل؛ عندنا شاعر صابئي غاية في جودة الشعر وحضورالبد يهية وسأراهن عليه،فليأت أحدكم بقافية صعبة،ثم نستدعيه ونختبره ونرى جودة شعره،فرضوا بذلك ،وأختار أحدهم هذه القافية ؛(ترعبينه،ترعبينه،ترعبينه) ثم أرسل الشيخ احد اتباعه لأحضار الشاعر(فديعم عيادة الصابئي) وكان الوقت منتصف الليل ،فأيقضوه حيث كان نائما،فأرتاع وظن ان شرا سيلحقه،فودع أهله وتوجه نحو مضيف الشيخ وهو بملابس النوم،فدخل وسلم،فقال له الشيخ مزعل ؛يافدعم هؤلاء ضيوفي وأني قد راهنت عليك وعلى سرعة بديهيتك وأقترحوا قافية تنتهي بكلمة(ترعبينه)،فأن أجدت كافأناك،فقال فديعم؛
بحسنج لليودج ترعبينه
وغضا يانار هجرج ترعبينه
أونن لج ونين الترعبينه
ونين العندليب أعله القضية
فنال أعجاب الحاضرين وجوائزهم ..
(القصة 14)
في اذار من العام 1991م وبعد انتكاسة الأنتفاضة الشعبانية للظروف المعروفة والتي لايسع المجال لذكرها، ودخول قوات الجيش الى المدن والقرى الجنوبية ،خرج المنتفضون الى دول الجوار، ومنها الى الدول الأوربية وأمريكا ومختلف بقاع الأرض ،وكان من بين هؤلاء الشاعر حسن عبد الكريم الحسناوي ،حيث توجه الى امريكا،وهو الذي كان يسكن في احدى قصبات سوق الشيوخ وعلى نهر صغير يسمى (الدازكيه) وبما انه من اناس عشقوا الأرض وأرتبطوا بها لذلك وجد نفسه يهزها الحنين بين فترة وأخرى الى مرتع صباه ،فكتب الى اصدقائه الشعراء يقول:
حاصرها المخاض وسهم بالساك
وأنحت عن ضعنها بعيد بالساك
أريد اجنازتي لومتت بالساك
أمرها وهم أمر بادازكيه
فكتب له الشاعر داخل دولي المشرفاوي بيتا من الشعر يلومه على ترك الديار والأبتعاد عنها:
أنته الجرديت السيف وحديت
وانته البلضعن ناديت وحديت
انته على المسير انويت وحديت
انت شلك بعد بالدازكيه
هنا يعود الشاعر حسن الحسناوي مبررا الأبتعاد عن الوطن انه لم يكن بأختياره ويأكد على تمسكه بأرضه التي فتح عينيه عليها:
بعد شبي يناري ولهبينه
برحاته البين ذبنه ولهبينه
الي بيها يداخل ولهبينه
معزه من النفاس الدازكيه