في ظل انتشار وسائل الإعلام التي تدعوا إلى الطائفية والعنصرية والقبلية، وبعد أن ارتفعت أصواتهم رغم أنهم قلة قليلة، هاهم الوطنيون يرفعون أصواتهم ليسكتوا أصوات كل الطائفيين من كل الجهات، نعم…. إنهم الوطنيون. شباب بدأ حراكه الوطني من أجل منع حدوث مالا يحمد عقباه، وطنيون يؤمنون بأنه لا سبيل للعيش بأمان إلا بالتعايش السلمي واحترام معتقدات الآخر. وطنيون قرروا أن تكون المبادرات شبابية وان لا يتكلوا على المؤسسات المختلفة والتي لم تحرز نتائج ملموسة على الأرض، فلا زال العديد من الطائفيين يكفرون بعضهم البعض، دون أن تقف المؤسسات المختلفة في وجوههم لإخراس ألسنتهم. بل على العكس، تجاهلتهم لتترك لهم المجال ليعيثوا في الأرض فسادا.
بدأت مجموعة من الشباب حراكها من الرياض من خلال إفطار جماعي يجمع مختلف أطياف المجتمع السعودي على مائدة واحدة ليثبتوا بذلك بأن الوطن للجميع. مائدة جمعت المثقف والإعلامي ورجل الأعمال والطالب. ثم تبعها الإعلان عن الإفطار الجماعي بعنوان (لا للطائفية) والذي كان من المفترض إقامته في مدينة الجبيل لولا ظروف حالت دون إقامته. وكان الإقبال للتسجيل في تلك المناسبة كبير جدا، عكس تعطش شباب هذا الوطن للتعايش السلمي والتعاون من أجل بناء مجتمع يكون فيه جميع أطيافه شركاء في بناء الوطن، وليعكس نبذ معظم أبناء هذا الوطن للطائفية والعنصرية البغيضة التي لن تجر البلاد إلا إلى المزيد من الخراب والدمار. وتتالت المبادرات لتكون بلدة العوامية هي المحطة التالية التي تجمع أبناء الوطن في مكان واحد ليثبتوا ما أرادوا إثباته دائما، وليرسلوا رسالة مفادها (نحن أبناء وطن واحد).
قد يقول قائل بأنه علينا أن نضمن حرياتنا قبل أن نتعايش مع الطرف الآخر، بينما العكس هو الصحيح، فإن تعايش الجميع فالحصول على حرياتك سيكون أسهل. فلن يحصل الجميع على مايريد لضمان حياة كريمة إلا إن اتفقت جميع الأطراف على أن الوطن للجميع. حينها سنقطع الطريق على كل الطائفيين وأصحاب الأجندات الخارجية من كل الأطراف دون استثناء.
ولازالت المبادرات الشبابية الوطنية تتوالى وتنتشر، وستواصل طريقها للوصول لهدفها الذي لطالما آمنت به. وكلي ثقة بأن هذه المجموعات الشبابية ستحصد ثمار عملها وجهدها عاجلا أم آجلا. ليرفعوا أصواتهم فوق صوت الإعلام الطائفي المنتشر رغم قلة أصحابه.